منى سلمان

لا تزر وازرة (٢-٢)


[JUSTIFY]
لا تزر وازرة (٢-٢)

مر عام كامل على فرقة (حنان) و(سفيان)، بعد أن عزّ عليهم الأجتماع تحت سقف واحد، عندما رفضت أسرة (سفيان) فكرة زواجه منها لجملة مآخذ لوالدته على ماضي نساء أسرة (حنان)، ولكن شعلة الحب لم تنطفي في قلبيهما وظلت تتوهج كلما تلاقت خطواتهما بالصدفة، فظروف العمل معا في نفس الجامعة حتمت عليهم التلاقي اليومي وإن اجتهد كل منهما في البعد عن طريق الآخر ..
تجنب (سفيان) طريق (حنان) طلبا للشفاء من علّه قلبه بعد أن اقتنع باستحالة تغيير موقف أسرته، وأبتعدت (حنان) صونا لبقية كرامتها التي أهدرت عندما خزلها (سفيان) وتخلى عن حلمهما دون أي تبرير يجلي ظلمة الحيرة، ولاذت بالصبر تداوي به جراحا لا يداويها الصبر.
كان للقدر رأيا آخر في هذه الفرقة الأليمة بان وظهر مع ظهور أسماء الاثنين ضمن كشف حوى قائمة بأسماء مرشحي البعثات الخارجية للدراسات العليا انزلتها ادارة الجامعة، فمع كل خطوة مشاها الاثنين بين ردهات وزارة الخارجية ودهاليز ادارة البعثات الخارجية لتكملة اجراءات سفرهما، كان جليد الصمت المتراكم بين الاثنين يذوب يوما بعد يوم ليغسل بمائه الآم الفرقة والأحزان، وقبل أن تحين مواعيد مغادرتهم للبلاد بحوالي الشهر، كان (سفيان) يجلس في غرفة استقبال الضيوف بمنزل أسرة (حنان) ..
جلس في قبالة والدها تحت ضغط ومحاصرة نظراته المتفحصة، فهرب بعينيه ناحية كوب العصير .. ظل يراقب حبيبات الندى المتكونة على سطحه من أثر برودة العصير، ومسح حبيبات مثلها تكونت على جبينه بسبب الخوف والقلق، ولكنه استجمع شجاعته عندما سأله والد (حنان):
خير يا ابني ؟.. حنان قالت عايز تقابلني في موضوع مهم !!
أجاب (سفيان) بعد أن استجمع شجاعته:
لا خير .. خير يا عمي ان شاء الله …
حكى (سفيان) لوالد محبوبته وبكل صراحة حقيقة مشاعره نحو ابنته، ومقدار اعزازه واحترامه لها، وأن (حنان) ظلت مقيمة في دواخله منذ لقاءهما في عامهم الأول وحتى لحظة جلوسه أمامه، وأنه كان يتمنى أن يأتي بأسرته ليتقدموا نيابة عنه بطلب يدها ولكن الظروف حالت دون ذلك .. ولكن ما لم يجرؤ على مصارحة نسيب المستقبل به، أن والدته قد ارسلت مخبريها للتقصي عنهم، عندما علمت برغبة ولدها في خطبة ابنتههم (حنان)، فعادوا إليها بخبر شؤم يقدح في تاريخ قديم لجدتها لا ذنب لها ولا لأمها فيه ..
لم يستطع (سفيان) أن يذكر الحقيقة، بل عزى تخلّف أسرته عن الحضور معه، للحرج القائم بسبب مشروع خطبة منذ الصغر دبّرته أمه له لأبنة أختها .. عند هذه النقطة من الكلام قاطعه والد (حنان) مستوضحا:
يعني يا ابني أفهم من كلامك ده إنو أهلك ما موافقين، وانك جايني براك بدون رضاهم ؟
سعى (سفيان) بكل جهده في اقناع والد (حنان) بأهمية عامل الزمن وسفرهم الذي بات وشيكا، وأن موافقة أسرته هو أمر حتمي سيحدث مع الوقت، ثم أغراه بميزة زواجه من (حنان) قبل السفر، بدلا عن أن تسافر وحيدة دون زوج يدفع عنها شرور الغربة وقسوتها ..
إلحاح (سفيان) من ناحية ولوبي الضغط الذي شكلته (حنان) مع بقية الأسرة من ناحية أخرى، لم يترك مجالا لوالدها سوى الموافقة على الزواج، فكان السفر بعد منتصف ليلة زفافهم السعيدة التي لم ينقص سعادتها في قلب (سفيان) سوى غياب أٍسرته بعد أن استعصمت بالرفض وأبت مشاركته ..
مرت سنوات الغربة سريعا ليعود (سفيان) مع (حنان) يسبقهما حرف الدال يسبق اسميهما، وبينهما أبنهما الصغير ذو الثلاث سنوات .. استقر بهم المقام مع أسرة (حنان) حتى يتمكنا من تدبير أمورهما وإيجار شقة ليقيموا فيها، ولكن بعد صولات وجولات في عالم السماسرة ودراسة عروضهم الكثيرة التي لم يتوافق أيا منها مع ميزانيتهم لأن (الدال) لم تضف لمرتبّيهما سوى بعض الخانات العشرية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، فيئسا من السعي وتخليا عن فكرة الانفصال عن الأسرة الكبيرة مؤقتا، في نفس الوقت كانت المياه عادت لمجاريها بين (سفيان) وأسرته وان ظلوا على موقفهم الرافض لقبول (حنان) بينهم، فاكتفى بأن يصحب معه ابنه الصغير لرؤية جدّيه كلما رغب في زيارتهم ..
لم يدري (سفيان) كيف كانت بداية تسلل مشاعر الضيق لقلبه من الطريقة التي تدار بها الأمور في منزل أسرة (حنان)، كما لم يدر بالسبب الذي أثار فيه هذا الضيق .. هل هي السبهللية وانعدام القيود التي يتعامل بها اهل البيت، أم هي أسئلة أمه الايحائية التي تغمره بها عن أحواله ورضائه من العيش بين نسابته كلما قام بزيارتها، أم هو شيطان الغيرة الذي خيّل له زيادة في احتفاء (حنان) بأحد أقاربهم كان يكثر من زياراته رغم البرود الذي كان يلاقيه به (سفيان)، ولكن ما وعاها بكل تأكيد هي اللحظة التي عاد فيها ذات مساء للبيت بعد انتهائه من صلاة العشاء في المسجد، فقد دخل ليجد (حنان) تجلس في تباسط وتتبادل حوارا ضاحكا مع قريبها، انتهى بضحكة مشتركة من الأعماق تلاها تصافح كفيهما بضربة سمع صداها داخل قلبه كصفعة …
[/JUSTIFY]

منى سلمان
[email]munasalman2@yahoo.com[/email]


تعليق واحد

  1. يعنى هسى يااستاذه مالقيتى غير الطريقة دى تختمى بيها غايتو عندك جنس حركات كدا بعد مرات

  2. يعني اسي يا استاذه نفهم شنو العرق دساس ام لاتزر وازره وزر اخري غايتو استمتعنا واتجهجهنا