الطاهر ساتي

مساكين … ( ماعندهم ضهر ) ..!!


[ALIGN=CENTER]مساكين … ( ماعندهم ضهر ) ..!! [/ALIGN] ** ومن اللوحات الشهيرة التي إستقبلت بها جماهير الحركة الشعبية قائدها الراحل جون قرنق بالخرطوم ، لوحة فيها يحمل قرنق طفلا باسما فوق كتفيه .. كلاهما يبتسم في تلك اللوحة ..أحسب أن صاحب فكرة اللوحة نجح في عكس مغزاها بكل يسر ..حيث المغزى بأن مستقبل أطفال السودان – أو أطفال الجنوب – سيكون بخيرو عافية تحت سلطة سادة السودان الجديد ، أو هكذا كانت رسالة الحركة الشعبية في تلك اللوحة قبل خمس سنوات إلا قليلا .. وعليه ، نسأل : كيف حال أطفال الجنوب اليوم .. ؟.. أي ، بعد مضي زمن ليس بقليل عن يوم تلك الرسالة الفرايحية ..؟..كيف حال صغار الجنوب ..؟.. تابع نموذجا ..!!
** الأمم المتحدة لا تكذب ، أو هكذا هي عند سادة السودان الجديد ودعاة حقوق الإنسان ..هي محل ثقة عندهم ، و فى أى حدث أو حديث هي الجهة الصادقة وما سواها كاذبة ولو صدقت .. قالت بعثة معشوقتهم بجوبا – الأمم المتحدة – على لسان رئيس مكتب حماية الأطفال نصا : أن حوالي إثنين وثمانين طفلا يقبعون في ستة سجون بالجنوب ، مما يعد إنتهاكا صارخا للدستور والقانون ، علما بأن الجنوب يفتقر إلى القضاة و المحاكم المؤهلة للتعامل مع حالات الأطفال ..هكذا تحدثت نسونجيبا لوكينقا ، رئيس مكتب حماية الأطفال ببعثة الأمم المتحدة بجوبا قبل أسبوع ..وصفت حالهم بالنص ( يقبعون ) ..وعليه الشاهدة على إنتهاكات سلاطين السودان الجديد ودعاة حقوق الإنسان هي محبوبتهم الأمم متحدة ، وليس شريكهم اللدود المؤتمر الوطني ..!!
** مايكل مكوي ، وزير الشؤون القانونية بحكومة الجنوب ، أغضبه حديث بعثة الأمم المتحدة ، وبدلا من نفي حالة يقبعون التي يعيشها الأطفال ، قال نصا : إن الأطفال يحتجزون في أماكن منفصلة عن الكبار داخل سجون الجنوب .. ثم سيادته لايرى الأمر إنتهاكا ولا يحزنون ، حيث الإنتهاك – في فهم مكوي – هو فقط ألا يكون الطفل محتجزا مع الكبير في حراسة أو زنزانة ..الأطفال يحتجزون في أماكن منفصلة داخل السجن وهذا ليس إنتهاكا ، هكذا يظن مكوي بأنه قد نجح في نفى تهمة الإنتهاك عن حكومته .. وهو ظن خاطئ .. بل منطقه هذا يعد بمثابة تأكيد لمايحدث من إنتهاك ..!!
** فالأمم المتحدة ، يا مايكل مكوي ، إبتدرت شرحها لحال الأطفال بشرح لحال القضاة والمحاكم التي حاكمتهم .. حال القضاة والمحاكم غير مؤهل للتعامل مع حالات الأحداث .. هكذا قالت .. ثم إنهم يقبعون في ذات السجون التي بها الكبار ..قد يكونوا فى حراسات أو زنازين منفصلة كما تفضلت بشرحها ، ولكن داخل الحيشان التي تحيط بحراسات وزنازين الكبار أيضا .. وهذا يعد إنتهاكا صريحا ثم وضعا بائسا لايتناسب مع أعمارهم ولا يليق بشعاراتكم ، ما لم تكن جوفاء و( كلام فارغ ساكت ) .. والدار التي يجب أن يكون فيها الطفل حين يخطئ ليست هى السجن ياوزير الشؤون القانونية ، بل هى إصلاحية توفر للطفل المحتجز أهم الحقوق التي يتمتع بها الطفل الحر ، وهى كثيرة ، أهمها ( التربية والتعليم ) ..والذين يقبعون في سجنونكم لايتمتعون بهذا الحق المهم ..وهذا يعد إنتهاكا صارخا ، ولكن حسب نهج الأمم المتحدة وكل الأنظمة التى تدرك حقوق الطفل .. وطبعا نهجكم ليس كذاك النهج ، ولذا ترى أن حرمان الطفل السجين من حق التربية والتعليم ليس بانتهاك ..!!
** والمؤسف في شهادة بعثة الأمم المتحدة إنها مرت مرور الكلام ، حيث لم تلفت نظر منظمة مجتمع مدني ولم تثر إنتباهة جمعية حقوق إنسان ، ولم تجذب عطف فضائية ، بل حتى صحف بلادي إكتفت بنشر الخبر في صفحتها الداخلية و ( خلاص ) ..أما برلمان الجنوب ، فانه ربما لايسمع ولايرى ما يحدث لأطفال سجون الجنوب.. فقط الأمم المتحدة تجتهد بأن تكون ظهرا لمن ..( لا ظهور لهم ) ..!!
إليكم – الصحافة الاثنين 03/08/2009 العدد 5784
tahersati@hotmail.com


تعليق واحد

  1. الطاهر اخوي ..سلامات

    نشكرك على هذه الصرخة .. سواء كان طفلا من الجنوب او الشمال فهو سوداني وهذه تكفينا وتكفيكم .. لكن الحال من بعضه وجميعهم يعاني من الاهمال !!!! الا ان ما يؤلمنا اكثر ان اطفال الجنوب ظلوا يتكبدون كل تلك المعاناة منذ عشرات السنين حينما كانت مناطقهم ميادين الاقتتال فذاقوا ويلات الحرب اضعافا ، وهاهم اليوم يذوقون ويلات السلام الذي تشوه بافعال قياداتهم ،، قادة يحكمونهم بسياسة القبلية وظلام الفساد وعنجهية الاجهزة الامنية (بالمناسبة الناس ديل عملوا لينا شنوا في موضوع عبدالمطلب ؟؟؟ ) .. ما ابعد الاحوال مابين مغذي صورة الطفل الذي يحمله الراحل قرنق يومها وحال كل الجنوب اليوم .. واعتقد لو ان قرنق وبعض الخلصاء من اعضاء الحركة كانوا يعلمون ما سيكون عليه حال الجنوب اليوم لما قاموا بالتمرد اصلا ولااشعلوا الحرب من اجل المهمشين .. ليتهم يقومون باستطلاع رأي – استباقي – للجنوبيين الموجودين بالشمال الان عما اذا كانوا يرغبون في العودة للجنوب تحت مظلة الحركة الشعبية الحالية .ام لا …؟؟؟