زهير السراج

إلى الظفيري وأمثاله


[ALIGN=CENTER]إلى الظفيري وأمثاله !! [/ALIGN] * بعض المسطحين والسطحيين مثل (علي الظفيري) المذيع بقناة الجزيرة والمعجبين بمقاله السطحي المنشور بموقع (الراكوبة) الالكتروني يعتقدون حسب فهمهم القاصر أننا عندما ندافع عن الزميلة (لبنى أحمد حسين) وغيرها من اللائي اكتوين بنيران المادة (152 ) من القانون الجنائي لعام 1991 وتجاوزات شرطة النظام العام، فإننا ندافع عن إرتداء البنطلون أو(السروال) كما أسماه (علي الظفيري) بدعوى أنه الاسم العربي لكلمة بنطلون، ويعيروننا بأن هنالك ما هو أهم من هذه المواضيع (الهايفة) – حسب تعبيرهم – لتناولها بالحديث والنقد!!

* ويقول الظفيري .. (بأن ثمة وسائل إعلام واعلاميين لا هم لهم سوى المرأة، ماذا قالت وماذا فعلت وماذا لبست، وهم بهذا لا يعبرون عن إهتمام اصيل ومبدئي بقضية ما، بل هو تعبير عن عدم إهتمام مقصود بقضايا أخرى، وفي المرأة وقضاياها البسيطة يجدون ضالتهم فتجدهم يسلطون الضوء على كل ما له تماس بالمرأة والمطالب التي تنادي بها شريحة محدودة من النساء في عالمنا العربي، ويجعلونها عنوانا لهمومنا وقضايانا وتطلعاتنا، إنها طريقة رائعة.. فعبر المرأة وحرية المرأة في ارتداء «السروال» الذي تريد، يقدم هذا الصحافي نفسه كمناضل ليبرالي متنور يسهم في خدمة مجتمعه والارتقاء به، ويضعك قسرا في الخانة الأخرى، خانة المنادين بالتضييق على النساء وسلبهن حقوقهن، وأنت أيضا في نظره معاد للسينما والانفتاح وقيادة المرأة وعملها)!

* تخيلوا هذه السطحية المفرطة وسوء الفهم المتعمد الذي يجعلهم يبتسرون هذه القضية المهمة ويحصرونها في حق المرأة في ارتداء البنطلون أو السروال، كما يطلق عليه هذا الظفيري!!

* القضية أكبر من ذلك بكثير أيها السطحيون ، إنها حق المرأة في الحياة الكريمة بدون مطاردات وزج في الحراسات وتشهير وقضايا إنصرافية تصرف الناس عن القضايا الأهم التي يجب التركيز عليها مثل قضايا الديمقراطية والتنمية، كما تقولون، فأية تنمية وأية ديمقراطية وأي تطور في أوطان ومجتمعات لا تزال تهين المرأة وتعتبرها عورة وتطاردها بالشوارع وتقودها للمحاكم وتجلدها في غير ما حكم به الشرع الاسلامي والدين الحنيف ـ وهو ما يريده ـ أي التخلف ـ الذين يهينون المرأة ويقيدونها بالأفكار والقوانين الرجعية، لأنه يحقق أهدافهم في التحكم والتسلط على رقاب العباد!!

* يريدون أن تظل المرأة جاهلة ومتخلفة وخانعة حتى يظل المجتمع متخلفا ومنقادا لهم ولأفكارهم وشهواتهم الفانية، وهو ما كان سائدا في المجتمعات القديمة قبل أن تتنزل عليها الاديان فتتحرر المرأة ويتحرر المجتمع بفضل المفاهيم الجديدة، وهنا تحس القوى التقليدية بالبساط ينسحب من تحت أرجلها فتضع التفاسير والقوانين التي تعود بالمرأة والمجتمع الى الوراء، حتى تنعقد لها السلطة والزعامة، ومن المؤسف أن تظل هذه التفاسير والقوانين موجودة بشكل أو بآخر حتى هذه اللحظة ، ويظل التخلف هو العنوان الابرز فى معظم المجتمعات العربية والاسلامية، وإلا فبماذا نفسر تقدم المجتمعات الغربية علينا بعد أن كانت لنا القيادة والريادة في التحضر والرقي ؟!

* وللظفيري وأمثاله نقول .. إن الذين ينصرفون عن القضايا الاساسية، ليس هم الذين يدافعون عن حق المرأة في الحياة الكريمة، وإنما الذين يجعلون كل همهم هو مطاردة المرأة ومحاصرتها وإهانتها ومعاقبتها في غير ما قال به الدين الحنيف، فيصرفون الناس عن القضايا المهمة، وهو ما ينتقده المدافعون عن حقوق المرأة، وليس أنتم وأمثالكم الذين تستخفون بالمرأة وتحصرون قضيتها في بنطلون أو (سروال) كما تقولون !!

* وحتى لو كنا ندافع عن البنطلون أو السروال، فما الخطأ في ذلك؟ فالقانون السوداني لا يمنع لبس البنطلون، فلماذا تطارد النسوة والفتيات ويجلدن ويشهر بهن بتهمة لا وجود لها في القانون؟، أم أن قانونكم يسمح بمعاقبة الناس في أي مكان وزمان بدون نص وبدون قانون بل بدون جريمة، ولكن بما يحكم به مزاجكم ورغباتكم وشهواتكم؟!

مناظير
drzoheirali@yahoo.com
جريدة السودانى، 3 أغسطس ، 2009


تعليق واحد

  1. اسلوبك في الرد يا استاذ اظهر سطحية مفرطة في رد على شخص لم يذكر كلمة تسيء إلى أحد او تقليل من شأن..

    حري بك أن لا تأخذ الأمر شخصي معه..

    فليس كل من يخالفك الرأي سطحي..

    قوقعات أصفار كبيرة

  2. انها النظرة الضيقة من قبل الذين يريدون للمرأة أن تكون تابعا وخانعا وخاضعا لاضطهادهم عن طريق اضعاف ثقتها بنفسها عبر هذه المطاردات والملاحقات المسيئة
    وعبر حصر القضية خلف لافتة الدين لتكون هذه الممرسات في منأي عن التعرية والنقد ولكن هيهات فليل الظلم له اخر باذن الله … شكرا لك وان كره الرجعيون .. لك التقدير وان عاداك المتخلفون و لك انحناءة تقدير واحترام من أخت لك في الله تعجبها ارائك
    وايثارك قول الحق دائما .. والله المستعان من قبل ومن بعد و ..دمت ..

  3. هل الحشمة تجعل من المرأة جاهلة ومتخلفة وخانعة وتجعل من المجتمع متخلفا ومنقادا لأفكار وشهوات فانية .

    هل الدين الحنيف لم يحدد لبس المرأة، وهل تقدم المجتمعات الغربية كان نتيجة لما تلبسه المرأة.

    مع أحترامي لك ومتابعتي لمقالاتك، إلا أني أرى أن الصواب جانبك في الرد على الظفيري

  4. رد اكثر من سطحي , هل لتكون المراة حرة تلبس كل ما تجده, و هل الشارع الان يعجبك.المفروض كان يجلدوها مع اخواتها و بعد داك تستانف, لكن القاضي اداها فرصة عشان تعمل مناضلة و يدافع عنها الاخرين بالباطل