عبد اللطيف البوني

الحكم اللا مركزي..فاااااشل


[JUSTIFY]
الحكم اللا مركزي..فاااااشل

الحكم الاتحادي ,, الحكم اللامركزي ,, الحكم الفدرالي ,,, كلها مسميات يجمع بينها انها ضد مركزية الحكم وبعبارة ثانية أن هناك مستويات من الحكم يجب أن تكون ادنى من حكم المركز بعبارة ثالثة أن هناك سلطات تشريعية وسلطات تنفيذية بجانب ودون السلطة المركزية وهذا النوع من الحكم عبارة عن وصفة سياسية تعالج بها ادواء ادارية في حالة اتساع الدولة ولتقريب الظل الاداري وادواء ثقافية في حالة التباين الثقافي ولكن شأنه شأن اي علاج له اعراض جانبية واحيانا تصبح اعراضه الجانبية مرضا موازيا للمرض الاصلي ففي هذه الحالة يوقف الاطباء الوصفة ويرجعون للمرض القديم ويبحثون عن وصفة اخرى
ما ذهبنا اليه في الرمية اعلاه في تقديرنا أن هو الذي يجب أن يحدث في السودان الآن فقد استخدمنا الحكم اللامركزي كعلاج لامراض سياسية كثيرة ولكنه للاسف اصابنا بمرض افقدنا وسيفقدنا حتى السودان نفسه وان شئت التخفيف يمكنك أن تقول القولة المعهودة في مثل هذه الحالات وهي أن العيب ليس في النظرية انما في التطبيق . فليكن ذلك كذلك ولكن طالما اقتنعنا بسوء التطبيق يجب الكف عنه ولو مؤقتا والى حين استعادة بعض العافية ثم البحث عن تطبيق سليم وتجريبه هو الآخر.
الحكم اللامركزي لم يطبقه الانجليز في السودان فقد كانت دولتهم في السودان مدقعة في المركزية ولهم العذر في ذلك لان مرحلة التطور التي كانت تمر بها البلاد تحتاج الى ذلك النوع من الحكم بيد أن الانجليز لما شعروا بقوة القبضة المركزية الشديدة لم يفكروا في الحكم اللامركزي انما لجأوا للحكم المحلي (قانون مارشال 1951 ) ياجماعة الخير هناك فرق كبير جدا بين الحكم المحلي كمستوى من مستويات الحكم والحكم اللامركزي وهذه قصة اخرى فالانجليز رضى الله عنهم كما افتى صديقنا البروفسير عثمان البدري رضى الله عنه لو لم يطبقوا قانون المناطق المقفولة لعام 1922 لقلنا انهم تركوا لنا سودانا لا فيهو شق ولا طق نظيييييييف وسالم زي صحن الصيني
قانون المناطق المقفولة كان بمثابة البذرة التي نمت وازدهرت واثمرت الفكر اللامركزي في السودان وفيما بعد وصلت التقنت ما هو التقنت؟- حيث كان الانقسام كع- بعبارة اخرى أن البحث المستمر عن حل لقضية الجنوب التي ازمنت هو الذي فرض الحكم اللامركزي على الفكر ثم الممارسة السياسية السودانية فيما يتعلق بشكل الدولة وبنائها فأصبح من المسلمات لا بل اصبح تابو- يمنع الاقتراب حتى من مجرد مناقشته فالنميري لجأ اليه بعد أن اعطى الجنوب حكما اقليميا ذاتيا فأراد إغراقه بحكم الشمال فدراليا ثم فيما بعد تقسيم الجنوب نفسه الي ثلاثة اقاليم وكان له ما اراد وهذا يعني أن اول تطبيق للحكم اللامركزي في عموم السودان جاء لحل معضلة الجنوب اي جاء لدواع ثقافية وسياسية وليس بهدف تقريب الظل الاداري فاصبحت هذه العاهة بمثابة العيب الخلقي لازمته الي يوم الناس هذا فالمركز لم يرخ في يوم الايام قبضته على الولايات وظل ممكسا بتلابيها بالتي احسن وبالتي اخشن فهو الممول وهو الآمر والناهي لا بل هو الذي يحدد من الذي يحكم هناك بانتخابات او بغيرها حدث في عهد نميري مبتدره وفي عهد الاحزاب وفي عهد الانقاذ . وبعد كلو تقول لي في حكم لا مركزي ؟؟ لا مركزي بتاع الساعة ؟ نحاول الاجابة بكرة أكان الله حيانا والموت خلانا
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]