حيدر المكاشفي

ذكرى الاستقلال .. طبيعة الدنيا زي الموج


[JUSTIFY]
ذكرى الاستقلال .. طبيعة الدنيا زي الموج

من روائع الرائع كمال ترباس أغنية ما تهتموا للأيام التي يقول أحد مقاطعها ( طبيعة الدنيا زي الموج تجيب وتودي ما تهتموا للايام، وما تهتموا أصلو الناس حياتها ظروف بتتحكم تغير كل خط مألوف، مصير الزول حياتو يا ما فيها يشوف وفي دنيانا بنلاقي الفرح والخوف)، وهي من كلمات الشاعر الراحل عوض جبريل فحل الكلمة المغناة، ويقال أنه نظمها على أيام السيول والفيضانات التي إجتاحت العاصمة في أواخر العقد الثامن من الألفية السالفة والتي جرفت فيما جرفت من بيوت منزله البسيط الكائن بمدينة الثورة… وقال الشاعر حِنْبِرة قباض الطير تحت عنوان دنيا فرندقس (دنيا عجيبة جداً في أسرارها الدفينة، ناس في سعادة دايمة وناس باكية وحزينة، ناس تشوي وتحمِّر وناس كل يوم سخينة، وناس رصيدها فايض وناس ما إتحل دينها)… وقال المجيد حميد (حكم أنقلابات التساب دوارة دنيا فرندقس، نتجارى فيها سبق سبق نخسر بعض في هين تراب، نتلاوى عند فتح اللبق فاكرين برانا أهل عقاب، تاري البحر عوافي عندو معانا حق، يا الدنيا زي سكرة وتفك من راسو فك، بعض المسافات إتلغت، الفارغة طنبجا والملانة إتفرغت… (
صحيح أن الدنيا فرندقس والزمان دفيس الما عندو غنماية يحلب التيس كما يقول أهلنا في الغرب الحبيب…وكل هذه المقدمة واللفة الطويلة حاولنا أن نتوسل بها للدخول على ذكرى الاستقلال التي ستهل علينا قريبا، فبأي أمر يا ترى عادت ذكراه ، ومن جانبي لا اعتقد أنها ستعود على البلاد بأفضل من الجليطة التي كانت الاذاعة السودانية وقعت فيها ، كان ذلك فيما أذكر قبل ثلاثة اعوام عند استقبال البلاد للذكرى الخامسة والخمسين للاستقلال عام (2011) ، ولكن الاذاعة بدلا من أن تبث الخطاب الرسمي المعد لاذاعته على الشعب عامذاك ،بثت على الملأ عن طريق الخطأ الخطاب الذي كان قد أذيع عام (2007) بمناسبة الذكرى الواحد وخمسين، وعلى الرغم من الحرج الذي بالضروة سببه هذا الخطأ للقيادات الاذاعية، إلا أنه هيأ لمن اطلعوا عليه فرصة ثمينة لاجراء المقارنات ورصد المفارقات المذهلة في الخطاب الرسمي ما بين عامي 2007 و2011، وكان خطاب 2007 المذاع عام 2011 يحمل في ثناياه اشادة للرئيسين، المخلوع حسني مبارك وحكومته والقتيل معمر القذافي ومستشاريه لدورهما في تحقيق السلام في الشرق والغرب..!، كما احتشد الخطاب بالكثير من الاماني التي تتحدث عن التبادل السلمي للسلطة والاقتسام العادل للثروة والمشاركة الفاعلة في التشريع والتنفيذ واستيعاب التعدد الحزبي والتنوع الثقافي والاجتماعي والعرقي والديني والانتخابات التي ستجرى على سنن النزاهة والتجرد، والاستقرار الذي عمّ البلاد سياسياً وأمنياً والتحول الديمقراطي الذي أرسيت دعائمه والحريات التي كفلت الى آخر مثل هذا الكلام الذي ظل محض كلام من عام 2007 والى عام أهل السودان هذا، بلا جديد يقال وإنما قديم يُعاد ويعود معه المثل القديم ما أشبه الليلة بالبارحة وما أشبه ذكرى 2007 بذكرى 2015 …
[/JUSTIFY]

بشفافية – صحيفة التغيير
حيدر المكاشفي