نور الدين مدني

بدايات جديدة من عمر السودان كيف ؟


[JUSTIFY]*حرصت على الاطلاع على الحوار الذي أجراه ابننا عبد الباسط ادريس في “السوداني” مع رئيس القطاع السياسي للمؤتمر الوطني لولاية الخرطوم عمر باسان، وكنت أمني نفسي بخطاب سياسي جديد يعبر عن مرحلة “التجديد والتعاقب الدوري”.
*لكنني للأسف لم أجد فيه أي جديد، حتى لغة العنف اللفظي التي درجنا على الاستماع اليها من بعض رموز المؤتمر الوطني في المرحلة السابقة، مثل تعبيرات “لحس الكوع” و”يبلوها ويشربوا مويتها” و… الخ من هذه التعبيرات العدائية للآخرين من أهل السودان، وجدناها ماثلة في هذا الحوار.
*ليس هذا فحسب بل وجدناه يستعمل نفس التبريرات التي لا تضع حداً للتجاوزات التي ظهرت على السطح، فنراه يقول كما كان يردد السابقون : الجهة التي أخرجت ما دار في مكتب والى الخرطوم، والي الخرطوم نفسه، وهو الذي حولها للجهات العدلية، وهي التي رأت أن تنظر في القضية وفق ما تم باعتبار أن التحلل واحد من الخيارات المتاحة، ومن ثم تمت مراجعة الأمر!!.
*حتى عندما سأله محرر “السوداني”عبد الباسط ادريس عن متطلبات الحوار، مثل محاولة إقناع الامام الصادق المهدي للعودة إلى طاولة الحوار، فانه استخدم نفس لغة العنف اللفظي وهو يجيب : سبق وأطلقنا سراحه لكنه لم “يرعو”.
*نعلم أن سياسة حزب المؤتمر الوطني لا يصنعها أفراد، لكننا انتظرنا من جرعة التجديد التي صعدت بعض القيادات الشبابية أمثال عمر باسان أن تتجاوز أخطاء الماضي ، لكن للأسف استمر ذات العنف اللفظي تجاه الآخرين وذات التبريرات ومحاولات دفن الرؤوس في رمال الأوهام.
*تعالوا نقرأ إجابته على سؤال “السوداني”، هل ستذهبون إلى الانتخابات ثم تأتون مرة أخرى إلى محطة الأزمة الوطنية؟ أليس كذلك؟ اجاب باسان قائلاً : “نحن لا نعاني من مشاكل سياسية حادة، ولا من وضع اقتصادي متأزم كما يظن البعض” .. رغم أنه عاد وأكد في إجابته على نفس السؤال حرص حزب المؤتمر الوطني على أن يكون الحوار شاملاً لرسم بدايات جديدة من عمر السودان.
*إن رسم بديات جديدة من عمر السودان يستوجب الاعتراف بالمشاكل القائمة التي يمسك بعضها برقاب بعض، كما يستوجب الاعتراف الصادق بحق الاخرين من أهل السودان في رسم السياسات الجديدة ، والاتفاق على أجندة قومية يتراضون عليها، بعيدا عن الأحكام العدائية الاقصائية المسبقة التي تسببت في الاختلات السياسية والاقتصادية والامنية الماثلة.

[/JUSTIFY]