احمد دندش

احتكارية النصري (2)


[JUSTIFY]تحدثنا بالأمس عن العلاقة الخاصة التي نشأت في السنوات الأخيرة ما بين الفنان محمد النصري وشركات الدعاية والإنتاج الفني وقلنا إن تلك العلاقة أضرت كثيراً بذلك الفنان و(حبست) الكثير من أحلامه داخل قفص (الاحتكارية)، حيث ظل ذلك المطرب الجماهيري يعاني من ذلك (التحجيم) الذي يمارس على نجوميته وبات غير قادر بالمقابل على إيجاد قنوات خاصة به تمكنه من الاستفادة من تلك النجومية عبر الحفلات الجماهيرية والتي يذهب ريعها الأعظم لتلك الشركات، كما تناولنا نماذج عديدة من الفنانين أضرت بهم تلك الاحتكارية ومن بينهم الراحل محمود عبد العزيز وآخرون.
امس تلقيت عدداً من الاتصالات الهاتفية حول الموضوع، بعض المتصلين أثنوا على المقال ومنحونا الكثير من المعلومات (الصادمة) المتعلقة بتلك العقود الحصرية التى تجمع ما بين النصري وبعض الشركات، وآخرون مارسوا و(كالمعتاد) خبثاً كبيراً وهم يحاولون استنشاق اي رائحة خلافات تجمعنا بتلك الشركات، متكهنين أن هناك خلافاً ما بيننا وتلك الشركات هو سبب فتحنا لهذا الملف.
حقيقة اشفقت على المتصلين (الخبثاء) وتأكدت تماماً أن هذا الوسط يحظى بقدر هائل من (القاذورات) و(الاتساخ)، فدوماً نصبح موضع اتهام في حال طرقنا لإحدى القضايا، وتلك إحدى مشكلات الصحافة في العصر الحديث، دوماً هي مطالبة بعرض (التبريرات) قبل (الحقائق).
عموماً لفائدة الأخوة (الخبثاء) من المتصلين نحن لا يجمعنا أي خلاف مع أي شركة احتكرت النصري وحفلاته، سواء شركة (المزامير) أو (الناي) أو (آرت ميديا) أو غيرها، وتناولنا لهذا الموضوع يأتي من باب المصلحة العامة، فالنصري فنان قومي وشعبي، ونصيحتنا له تقبع في مدار الحرص على استمراريته ونشاطه الفني ليس إلا، وهي في النهاية مجرد نصيحة هو حر في الأخذ بها أو تجاهلها، فنحن لنا أجر (النصيحة) وللنصري ثواب (الاستجابة).
أعود للموضوع وأقول إن الاحتكارية التي مورست على النصري حرمته من تحقيق ذاته فنياً، وللتدليل على ذلك تعالوا معاً نطالع انجازات بعض الفنانين الشباب الذين رفضوا الاحتكار واستعانوا بذاتهم وبجمهورهم، وفي مقدمتهم الشاب طه سليمان- والذي برغم تحفظنا كثيراً على الأسلوب الذي يتبعه في تقديم نفسه- إلا أن هذا لا يمنعنا من الإشارة لتحقيقه لذاته وذلك عبر إنشائه لشركة إنتاج فني خاصة به واستديو كذلك مجهز بأحدث الأدوات، وأظن أن طه سليمان لو سلم نجوميته (تسليم مفتاح) لأي شركة لما حقق ربع ما يمتلكه الآن من أدوات.
على النصري أن يعلم أنه ارتكب أكبر غلطة في تاريخه الفني وهو يقوم بـ(الاتكال) على الشركات فيما يختص بتنظيم حفلاته، فتلك الشركات تعمل على مبدأ (الربح) دون أن تمعن النظر جيداً في موقع الفنان الآني، أي بمعنى أن معظم شركات تنظيم الحفلات تسعى لتحقيق أرباح طائلة ويمكن أن تضع (التسعيرة) التى تناسب طموحها على فئات التذاكر دون أن يمتلك النصري الحق في الاعتراض، لأنه وببساطة مقيد بعقد احتكاري، ذلك العقد الذي يجعله يتغاضى عن تذمر الجمهور بارتفاع فئات التذاكر ليس لأنه (راض) بذلك، ولكن لأنه لا يملك في الأصل حق الاعتراض، وبذلك يبدأ الجمهور رويداً رويداً في مخاصمة الحفلات، وتنهار جماهيريته بسرعة أكبر من المعتاد، خصوصاً إن كان فناناً يصنف نفسه من ضمن فناني (الغلابة) و(الغبش).
شربكة أخيرة:
غداً نواصل…ونتحدث عن مستقبل النصري ما بين مواصلته في هذا الطريق، وما بين اتخاذه لقرار (شجاع) بالاستفادة من نجوميته بنفسه.. فقط انتظرونا

صحيفة السوداني
[/JUSTIFY]