د/ عادل الصادق المكي

قنعـــان من خيراً فيها


[JUSTIFY]
قنعـــان من خيراً فيها

كل يومين نسمع أو نقرا في الجرايد حالة انتحار.. لحدي ما الواحد بقى يخاف أن يتحول المجتمع إلى مجموعة انتحاريين.. أو يكون اتحول فعلا.. وكل زول مستني يومو..

كترة حالات الانتحار دايرة وقفة عندها.. والناس ما تبقى ناس فاتحة بس وخلاص.. معظم المنتحرين من الشباب.. الناس العجايز يقول منتحر فوق كم كلها يومين واموت موت الله.. يقول بعض علماء النفس:

(ثمة شعور قهري ينتاب المنتحر العزلة والشعور بالاغتراب وهذا العامل الأساسي الذي يعمل على تنمية الدوافع والميول الانتحارية، لما لهذا الشعور من آثار على اختلال الأنا، وتدهور الشخصية بكاملها. ويكاد الشعور بالعزلة يكون القاسم المشترك في حالات الانتحار والشروع فيه)..

الشعور بالاغتراب يعني الإحساس بإنو ما في بلدو وما وسط أهلو.. وكتيرين مننا تلقاهو بعد مرات يكون في بداية غربتو يقعد ينقنق: “والله الناس اتغيرت”.. أو “الناس دي مالا بقت كدي؟”.. بعد شوية لما يقنع من خيرا فيهم يختاهم ويقعد براااهو.. أما عن شخصية المنتحر فيقولون: (شخصية المنتحر تغلب عليها سمات عدم النضج، والنكوص الطفولي المتمركز حول الذات. ويعاني المنتحر من الوحدة النفسية، وتنطوي شخصيته على عدوان شديد كامن، وعدم القدرة على تكوين علاقات اجتماعية سليمة)..

النكوص الطفولي يعني يرجع كأنو شافع في سلوكو وتصرفاتو.. ويكون عدواني وأحيانا شراني.. يشاكل ضلو.. علي الهبشة.. ويكون عندو رغبة في أن يتخلص من الزول البكجنو.. يقعد يتمنى لأي زول مختلف معاهو إنو يموت.. تطسو عربية ويموت وأحيانا يتخيل فعلا إنو مات ويتبسط ويتخيل إنو قاعد في خيمة البكاء ويجغم في الشاي.. أو يكون يفكر في الموت لنفسو.. ويقنع من الدنيا ومن خيرا فيها.. ودا سببو توبيخ الذات.. والشعور بالإثم.. وإنو لازم يتعاقب.. لأنو ارتكب جرم كبير.. وتتملكه رغبة شديدة في الموت (رغبة في أن أموت وهي الترحيب بالموت، وتتولد في الهو بوجه عام، وغريزة الموت والتدمير خاصة. ومضمون هذه الرغبة شعور باليأس والضياع، ويسانده وحدان الخوف وتثبيط الهمة، والخيبة وإحساس عام بالتعب. وقد يتضمن السلوك الانتحاري هذه الديناميكيات الثلاث كلها أو بعضها، ولكن وجودها وفاعليتها لا تكون بدرجة واحدة، إنما تظهر مع تغاير في شدة كل منها)!!!!

ويقول النفساويين إنو الانتحار يكون نتيجة الشعور القهري والعزلة السيكولوجية، ومعاناة من الوحدة المدمرة، وفقدان الطمأنينة لأسباب مالية أو اجتماعية، أو معنوية واقعية كانت أو وهمية!!!!

الله مرقو:

عامل فيها بحبها.. وفي الدنيا مافي غيرها.. أهلو رافضين الزواج منها.. يوم نقاش قال ليهم والله ما تخلوني أعرسها علا أنتحر وأموت.. دخل المطبخ.. عشان ينتحر بالغاز.. “الغاز المعدوم دا”.. قفل الباب.. اتفجرت الأنبوبتين. انفجار ضخم.. نط بالشباك وقام جاري.. بعد خمسة دقائق كان واقف في راس الشارع ونفسو قايم وقال للزول الجنبو.. وهو يعاين لي بيتهم: “لا إله إلا الله محمد رسول الله.. الله مرقني من موتة”!!!!!.

[/JUSTIFY] د. عادل الصادق مكي
الباب البجيب الريح- صحيفة اليوم التالي