مزمل ابو القاسم

كوبري موديل 2006


[JUSTIFY]* تلقيت مجموعة من الردود والتعليقات على المقال الذي سطرته في هذه المساحة بالأمس، حول قرار إغلاق جسر المنشية للصيانة، وانتقيت منها واحداً أتى من أولي الدراية بالموضوع، وورد فيه ما يلي:

الأستاذ الكريم مزمل أبو القاسم لك التحية والإجلال والاحترام، أرجو أن تجد أحرفي هذه النور عبر زاويتكم المقروءة (للعطر افتضاح).

* (كارثة جسر المنشية) كما عنونت في عمودك بتاريخ 31 يناير 2015م العدد رقم 703 والذي خلتك في كثير من فقراته مهندسا وليس صحفيا، وذلك من خلال التشخيص الدقيق لكارثة الكوبري موديل 2006 ومعرفتك بعلم هندسة القيمة (Value Engineer) والذي لم يسمع به كثير من المهندسين دفعة كوبري المنشية ولي جاي.

* أستاذي، لك الشكر على تبرئة المهندسين ولو بمقدار من الفضيحة وإن كنت أعلم يقينا أن معظم الذين سمعوا بخبر إغلاق جسر المنشية للصيانة نطقوا بعبارة واحدة بعد سماع الخبر وهي: (البلد دي ما فيها مهندسين ولا شنو؟) أو (يا حليل الهندسة) وما شاكلها من عبارات مع أن المهندسين بريئون براءة الذئب من دم ابن يعقوب من الكارثة التي كان بطلها الساسة وليس المهندسين.

* لك أن تعلم عزيزي أن السودان به فطاحلة الهندسة المدنية في أفريقيا والشرق الأوسط من أمثال دكتور زروق ودكتور الطيب الريح وبروف عبد الرحمن الزبير وغيرهم كثر لا يسع المجال لذكرهم ما كان ليغيب عنهم سلوك النيل الأزرق المفترى عليه، ولكن هل عرضت عليهم أو على غيرهم من أهل الاختصاص مخططات المشروع قبل تنفيذه ليدلوا بدلوهم في الأمر؟

* بل هل كان خافيا على المصمم سلوك النهر الذي صمم عليه الجسر؟

* بالتأكيد لا.. وأجزم بأن لا خلل في التصميم بل الأمر برمته يتعلق بالتعديلات التي طرأت على التصميم أثناء التنفيذ بغرض تقليل التكلفة، والتي لم يتحسب المتسبب فيها لحجم الخسارة الفعلية وليس التوفير الذي تسبب فيه بفعلته لأن ما ينفق لإعادة جودة السيئ في العادة أكلف من التجويد مبداً.

* أنا هنا لست بصدد الدفاع عن المهندسين السودانيين الذين شيدوا الخليج العربي أجمع ولا زالوا، بل ليس المهندسين فقط إنما الكادر السوداني متفوق في كل المجالات العلمية ولكنهم للأسف في مشاريع وطننا مغيبون تماما والأمر متروك لمن لا علاقة لهم به.

* أستاذي العزيز تحدثت عن الـ(Value Engineer) ولكن هل من مدكر؟ والله إننا لنطمع أولا في إشراك المهندسين في ما يخص صميم عملهم حتى لا يخطئ غيرهم ويشتموا هم.

* ختاماً كنت أتمنى أن تتعامل رئاسة الجمهورية مع الأمر بنفس الصرامة التي تعامل معها ملك المغرب مع وزير الرياضة إبان حادثة عدم تصريف الملعب لمياه الأمطار في بطولة كأس العالم للأندية الأخيرة مع الفرق الكبير بين الإخفاقين، كما كنت أتمنى من وزارة البنى التحتية والمواصلات ولاية الخرطوم أن تتعامل بشجاعة وتوضح للجميع أسباب الصيانة (الوقائية) وليست الطارئة بشفافية، بدلا عن الحديث عن أن النيل الأزرق متمرد.

كلام أخير:

* الوصية بالمهلة يا أخوانا، كوبري سوبا مشيد على النيل الأزرق المتمرد، لذا نرجو الانتباه وعدم البحث عن أعذار للإخفاق بعد سبعة أعوام من الافتتاح.

كلام نهائي:

* كما يحلو لك أن تقول ممازحاً: مشاريعنا الهندسية لا تخلو إلا من تغييب المهندسين.

مهندس أحمد محيي الدين قورتي
[/JUSTIFY]


تعليق واحد