تحقيقات وتقارير

حرق (500) متجر و(6) أحياء كاملة.. آبيي مهددة بمجاعة طاحنة وانعدام في مياه الشرب


[ALIGN=JUSTIFY]ظلت الأوضاع المأساوية داخل مدينة آبيي طوال يوم أمس وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم مستمرة حيث ظلت المعارك تدور داخل المدينة وعبر ثلاث جبهات خارجية، وتابعت الصحيفة الوضع مع مصدر مأذون داخل المدينة وظلت أصوات دوي الرصاص والقصف المدفعي تبدو ماثلة لأذن السامع من خلال الهاتف الجوال.
وكشف لنا المصدر عن اجتماع موسع انعقد بالمدينة يوم أمس على أنقاض المدينة التي احترقت تماما بسبب المواجهات المسلحة بين القوات المسلحة والجيش الشعبي المرابط بداخلها، وقد ضم اجتماع الأمس قائد القوات المشتركة في آبيي وقائد القوات الدولية وقائد اللواء 31 وقائد قوات الحركة الشعبية لما يعرف بآبيي (NET) والإدارة الأهلية بقيادة الهرم كباشي التوم كباشي.
وقد تمخض الاجتماع الأمني عبر التوصل لاتفاق يفضي بسحب قوات الحركة الشعبية إلى جنوب البحر على أن تظل مسئولية الإشراف الأمني في المنطقة هي مسئولية القوات المشتركة التي يناط بها إدارة الأمر، إلا أن الإدارة الأهلية قد رفضت هذا المقترح بشدة وبذلك بدأ الأمس مرفوضا من قبل الجانب العربي الذي شكل وجوده في ذلك الاجتماع وغاب عنه الطرف الآخر وتمسك الجميع بمبدأ وقف إطلاق النار من كافة الجهات وعقب ذلك سرت هدنة قصيرة أمكن من خلالها القيام بمسح ميداني لآثار الحريق وتم الوقوف على الأحوال بموجب الإحصائية التالية :
1- تأكد احتراق 500 خمسمائة متجر احتراقا كاملا.
2- تضررت اكثر من ستة احياء بالحريق الذي قضى عليها بنسبة 100% وتبقت فقط اجزاء من حي الناظر وحي النامورا.
3- تم العثور على ثلاث جثث آدمية وقد تفحمت تماما بالاحتراق الكامل داخل منزل تعذر تحديد هوية اصحابها كما تعذر ايضا تحديد صاحب المنزل من خلال الموقع لتحول المنطقة الى ساحة حريق جرداء تعذر ايضا تحديد معالم المنازل المحترقة فيها.
وقال المصدر بان التجار يخشون بان تكون هذه الجثث المجهولة لبعض زملائهم التجار.
4- تأزم الموقف باكثر من ذلك عندما تحركت قوة من القوات المشتركة بقيادة نقيب على متن سيارة لاندكروزر وتحت امرته (9) تسعة جنود بقصد تأمين الطريق بين مدينة ابيي وموقع البنطون، الا ان قوة من جيش الحركة كانت متمركزة في الطريق وعندما سنحت لها الفرصة في وقت متأخر من نهار الخميس (عصرا) فأطلقت صوبها عدة عيارات من أسلحة فتاكة وان كان مجموعة النقيب الشهيد قد اجتهدت ولكنها دفعت الثمن، باهظا بعد أن قضت على قوة النقيب بكاملها الأمر الذي خلق حالة من الاحتقان المطلق ترادف معه تعزيز للقوات النظامية وشبه النظامية في المدينة وخارجها من خلال حشود لعدد كبير من المرابطين ليظلوا على أهبة الاستعداد لا سيما كما قالوا إذا ما عرض أي من الأسر الشمالية بالمدينة لخطر في كل من دفرة والنعام.
وقال المصدر بان ذلك الوضع قد ترك ظروفا مأساوية تنذر بكارثة بعد نفاذ المياه الصالحة للشرب والمؤن الغذائية تماما من المدينة التي تهددها مجاعة غير مسبوقة طوال تاريخها الطويل لا سيما وان كل منظمات الأمم المتحدة قد غادرت المنطقة أما منطقة انقاتو السودانية فقد تم حرقها تماما والمعروف أن وجود المنظمات الوطنية هناك قليل جدا.
أما مصدرنا داخل مدينة آبيي فقال بان الوفد القادم من جوبا قد ضم الأمين العام للحركة وادرواد لينو وآخرين وان قيادة اللواء 31 قد رفضت استقبالهم.
والمعروف أن معظم الأسر الشمالية قد احتمت برئاسة اللواء 31 لا تزال المعارك مستمرة داخل وخارج المدينة ويقول دينج بلايل بانها معارك بين الجيش الشعبي والقوات المسلحة ويقول مصدرنا بأنها بين مليشيات تتبع للحركة الشعبية وقوات المراحيل شبه النظامية.
الخرطوم ـ آبيي المدينة ـ جوبا: أخبار اليوم [/ALIGN]