لبنى عثمان

رشة ملح


للملح تأثير عجيب في مختلف الأطعمة.. لكن تأثيره القوي في غيره لا قيمة له إذا بقي منفصلا.. فليس من المعقول أكل

الملح أو شربه مع الماء لمجرد التلذذ بأنه ملح ..

وقد تختلف الآراء في ماهية الملح الذي نحتاج إليه في حياتنا ..

لكم أن توافقوني الرأي أو تعترضون على أن الملح يكمن في هذه الحياة بحب وتقبل الآخرين لك.. ورغبتهم الصادقة في التواصل معك.. فلا يكفي أن يكون ذلك من طرف واحد فقط.. وهو (أنت ) لأن شعور الفرد بأنه مرغوب فيه وبقوة ليتبادل معاني الحياة مع الآخر.. يعطيه شعورا بالرضا وتفاعلا إيحابيا مع الحياة ما يضفي عليها (ملوحة) لا غنى عنها ..

الإنسان اجتماعي بطبعه.. لكنه متقلب في تصوراته وتوقعاته.. وليس كل ما يتمناه أو يسعى إليه حاضرا بالتأكيد.. وقد لا يتوافق ما يتمناه مع ما يقابله.. ما يدخله في متاهات الحياة التي تضعه في دوامة التساؤلات..

هل أنا راض.. هل أنا متوافق مع نفسي..

وهل أنا متواتصل بشكل صحي وسليم مع الآخرين.؟

قد يعيش أحدنا دهرا دون أن يحقق التواصل المتبادل الصحيح مع الآخرين.. رغم أنه حاول جاهدا أن يصل إليه .. عندما يقابل أحدنا أشخاصا جددا في كل مرة يبني في مخيلته جسورا للتواصل مع أحدهم.. مليئة بالتفاهم والتعاون والمحبة.. رغبة منه في أن تمتد إلى أبد الدهر.. ﻷنه لا أجمل من تبادل الخواطر والذكريات السعيدة والتعيسة مع غيرك..

فحب وتواصل وتوافق الآخر معك.. برغبة جادة وصادقة من طرفه.. هي (ملح الحياة) الحقيقي.. فلا يكفي أن تكون طالبا للعلاقات والصداقات من أجل أن تحقق التواصل المطلوب منك.. باعتبارك اجتماعيا.. حتى تشعر بالرضا الاجتماعي يجب أن يكون ذلك الطلب متبادلا من الطرف الآخر لك أنت بالذات ..من أجل أن تحقق ذاتك الاجتماعية السعيدة ..

** تحسست طعم حبات العرق (بطعمها المالح) وكأني أتحسس وجه الحنين إليك.. لا مسح دموعه ذات الملوحة نفسها.. وتردد السؤال الحاد في فمي.. حتى كدت أغص به ..(كيفك أنت) وآه يا أنت ..

كيف أمسى سؤالي القريب كالغريب بيننا

وكأن السؤال ما كان يوما عادة من عاداتنا اليومية ..

أربكني ذاك السؤال المالح.. وكأنه أضاء خلوتي في ركن الزمن.. فتلفت حولي أواري عن البشر عورة قلبي، فكم طرت بأجنحة الزمن في فضاء التبلد بعدك..

وكم غبت في أكاذيب الزمن أمامهم؟.. وكنت أنت أول من صدق أكذوبتي وغيبوبتي .

فالزمن طعم مالح يغشانا فيمتد بنا من مسامات الرأس حتى مسامات القدم ..

قد تسألني بحيرة ماذا أكتب.؟

أجيبك.. لا أعرف فقد تاهت أبجديات الحروف وأبحرت في بحور مالحة بلا مرسى.. وتقاذفتني أمواج الخوف ..

واحتوتني ذكراك وسرت في قلمي حيوية فانطلق على صفحة الشوق بشغف ملهوف.. يحكي عنك عبارات الشوق ولحظات الحنين وبعض ما كان يحمل لك في داخل الجوف ..

## آخر المذاق

قلي ماذا أفعل.؟

هذا الغرام دوخني ولايزال في ذاتي يتمثل

بالطيب والياسمين بين القلب والروح ما انفك يتنقل.!!


تعليق واحد