قير تور

وزارة التعليم العالي


[ALIGN=JUSTIFY]هل هناك فرق بين شخص وآخر من ناحية الواجبات والمهام التي يؤديها كل واحد حتى يكون هناك من يفضل على غيره في البلد؟ بمعنى آخر هل الذين يجلسون في المناصب الدستورية لهم حقوق افضل مما لدى اي مواطن سوداني آخر؟ هل الأحاديث التي نسمعها كل يوم بأن الدولة مسؤولة من كل مواطنيها عبارة عن استهلاك سياسي فقط لا يجد التطبيق على أرض الواقع؟
ماذا يعني عدم متابعة وزارة التعليم العالي للظروف الصعبة التي وصلها بعض أبناء السودان الذين خرجوا من هذا الوطن بعلمها ليس سياحة أو رحلة إجازة صيفية يقضونها خارج البلاد.. ماذا يعني عدم متابعة الوزارة أحوالهم خاصة المادية. حتى إنهم يتعرضون في الوقت الراهن لظروف اقل ما يقال عنها (سيئة)؟ إذا كانت الدولة فعلاً ممثلة في وزارة المالية بإعتبارها المسؤولة عن الإيفاء بمتطلبات طلاب الدراسات العليا فلماذا تغامر وزارة التعليم العالي بإرسال طلاب دراسات عليا إلى خارج البلاد؟
نقلاً عن صحيفة (أخبار اليوم) وبقلم الأستاذ جمال عنقرة، هناك حوالى مائة وعشرين طبيباً ذهبوا إلى هناك للدراسات العليا، إضطروا التجمع في السفارة السودانية بالقاهرة وذلك لعدم إيفاء الدولة بالأموال المطلوبة خلال الخمسة شهور الأخيرة.
وليت الأمر كان كذلك فقط، ومن الغرائب أن تكون نفس الصورة الموجودة في اقصى شمال القارة الإفريقية وهم أفضل حالاً لأن القاهرة بها الكثير من السودانيين ويستطيعون مشايلة بعضهم… لكن ماذا نقول حيال الموجودين في جنوب افريقيا؟
يوجد في جنوب افريقيا خمسة وثلاثون طالب دراسات عليا من مختلف الجامعات السودانية تم إبتعاثهم إلى هناك لنيل درجات عليا في تخصصات مختلفة. وهم لم يستلموا حتى رسوم التسجيل في الجامعات حتى الآن ومهددون ليس بالطرد فقط إنما ظروف أسرهم صعبة جداً. ولا أدري هل تظن وزارتا المالية والإقتصاد الوطني ووزارة التعليم العالي بأن هؤلاء الطلاب سيلقون من يتعاطف معهم ويعفيهم من المصاريف أم ماذا؟
وموضوع المصاريف المطلوبة والرسوم غير المدفوعة لطلاب الدراسات العليا لا يتوقف على طلاب جنوب أفريقيا فقط إنما هناك العديد من الدول التي فيها طلاب سودانيون ويعانون نفس المشكلة كما ذكرت المثال اعلاه بجمهورية مصر العربية والذين لقوا حظهم في التناول الإعلامي بسبب وجود الأستاذ جمال عنقرة بالقاهرة. فماذا نقول عن الذين لا يوجدون بالقرب منا.
إن من واجب الدولة الاهتمام بهؤلاء الطلاب لأنهم مسؤوليتها وضرورة الحفاظ على الكوادر لا يقل أهمية عن الدفاع عن الوزراء والوظائف الدستورية الأخرى فلكل منهم مهمة يؤديها للبلاد. وليس من اللائق بدولة معروفة بتصديرها للبترول وحققت الكثير من الطفرات الاقتصادية المتثلة في الحفاظ على النمو افقتصادي وسعر الصرف للعملة الحرة، ليس لائقاً أن يطرد طلابها من جامعات ابتعثوا إليها فنكون بذلك ضيعنا زمنهم في الفارغ وضيعنا الموارد المالية التي تحركوا بها إلى هذه الدول عند بداية مرحلة الدراسة.
أتمنى من وزارة التعليم العالي ووزارة التعليم معالجة هذا الموضوع المهم عاجلاً.[/ALIGN]

لويل كودو – السوداني-العدد رقم 958- 2008-07-14