تحقيقات وتقارير

الضيوف (ثالثهم) …(شهر العسل).. زيارات ثقيلة


من الاشياء التي لا ينتبه اليها الناس.. هي من أين جاء «شهر العسل» أي تسميته .. ولِمَ شهر، فكلما اقترب وازف ميقات زفاف.. يكون الحديث جائلاً في اين تقضيا «شهر العسل»؟ سؤال ربما له تبعاته من فضح المقدرة المالية للعريس حسبما يختار شهراً من العسل، ويصل الأمر الى «التمويه» في اختيار مكان والذهاب لغيره كفاً لشلاقة الزوار وصداً للمتحينين لمعرفة مقدرة العريس المالية والايفاء بمصارف شهر «محترم» في مكان «محترم».
«عريس» من خريجي شهرعسل الثمانينيات اولاده الآن يفوقونه طولاً وعرضاً، قال انه اختار «القاهرة» في ظروف استثنائية فحينها اغتيل السادات في ميدان مدينة نصر قرب استاد القاهرة، ولكنه كان قد أنجز تفاصيل سفر شهر العسل، ذهب يتوكأ دمعه، فالسادات له صلة بأرض النوبة و هو كذلك.. كان هو خاسر في معركة حب قديمة توجها بزواج جديد.. ينسى كي تستمر الحياة، تركت له تفاصيل قصته وأخذت بتلابيب تفاصيل شهر العسل.. اختيار المكان.. والميقات.. في جيله كانت فنادق بورتسودان ومدني وكسلا على قمتها بعد تفاصيل «الجرتق» و«رقص العروس»، لم تكن الشقق المفروشة ذات بال مجتمعي حتى بداية تسعينيات القرن الماضي.. فالفنادق هي الاولى بشهر العسل.
«م. ش» من «دقسته» انه قد افشى سر «مكانه»..واذا بـ«دلاليك» منبعثة من حافلة وبوكس تقف تحت الشقة التي وطأها قبل يومين ممنياً النفس بأيام لا يرون فيها هو وزوجته سوى وجهيهما.. الجمهرة كانت أهاليهم قادمين للسلام والمؤانسة، لم تسعهم الشقة ولا اخلاقه التي ضاقت.. صار شهر عسلهم مراً.. فالارجل لم تنقطع عن الزيارات غير المعلنة حتى انقضى شهر عسلهم وانخرط في الحياة وروتينها، زوجته تشكو من سوء كياسة أهله وهو في باله ذات الشيء.. مما اثر على علائقهما المستقبلية.تقول صاحبة «عقارات» بشارع الانقاذ ببحري تقوم بتأجيرها للعرسان خارجين لتوهم من «الكوشة» انها لا تسمح بالزيارة لا اصدقاء ولا اهل.. هكذا تتفق مسبقاً معهم.. ففي سابقة رفض عريس الايفاء بالاجرة المؤجلة الى حين قضاء شهر العسل لانها سمحت لاهل زوجته بزيارتهم بغتة عدة مرات، قام بخصم ايام الزيارة واعطاها ما تبقى، واضافت ان المجتمع لم يتخلص حتى الآن من زيارة حديثي الزواج، حتى ذهابهم الى المدن الاخرى غير العاصمة يكون اهليهم هناك في الانتظار.. وانتقلت العدوى الى العواصم القريبة تحديداً «القاهرة».. على ذكر القاهرة، اضطر زوجان قدما إليها في فسحة عسل الى السكن في مدينة نصر، المهندسين، الاسكندرية ثم العودة بعد «10» ايام للخرطوم بسبب الزيارات المتكررة من الاهل والاصدقاء وبحسب قول العريس «اصلها خربانة، مخسرين قروشنا في شنو؟» وعاد للخرطوم.
تكلف الاقامة في شقة مستأجرة في احياء الخرطوم الراقية ما بين «60- 100» جنيه في اليوم وربما خصوصية المكان يجعلها ميزة عن الفنادق التي لا يحبذها الزوج السوداني.. فيما يتجه البعض الى الريف – مسقط الرأس- لنيل ايام هانئة.. الهدوء وقلة الناس وقلة الصرف يجعل الريف من محبذات شهر العسل.
باحث اجتماعي يرى ان ليس من المفترض ان تتم زيارة العرسان في شهر عسلهم، لكن هناك البعض منهم «اجتماعي» لا يتماشى مع الانفصال عن دائرته من الاصدقاء والأهل فيطلب زيارتهم، ولكن في ما يتعدى ذلك يكن ليس من الكياسة ان تمشي لعريس في شهر العسل، هي كلها ايام مش شهر!

الخرطوم حسام الدين ميرغني
صحيفة الراي العام


تعليق واحد

  1. والله يا اخوي حسام انا ماجرت شهر العسل ابدا المهم عرست وانتهيت منو وانا في قريتي وبعد كم يوم اتكلت على الله وشوفت شغلي وين، ولكن عايزين نعيد الكره مره أخرى ونشوف لينا واحده بت حلال تانيه ونجرب الشقق المفروشه ده الطالعه موضه

  2. أناجربت شهر العسل في أجواء حلوة والحمد لله و لكن إكتشفت أن العسل الحقيقي
    يبدأبعد مرور شهرين إلى ثلاثة أشهر على الأقل لأنو تكونوا وصلتو مرحلة من الإنسجام وفهمتو بعض وزدتو شوية خبرة كمان والأمور سالكة….
    زورنافي أيام العسل أطهر بقاع الأرض ( مكة والمدينة ) أيام كانت مليئة بالطاعات والعبادات والعسلااااااااااااااات……أحمممم قولو ما شاء الله