منوعات

دبلة الخطوبة… عندما توضع على الطاولة


من المشاهد غير المألوفة داخل البيوت وفي الشارع السوداني مشهد ان ترمي الفتاة (دبلة) الخطوبة في وجه خطيبها عندما تقرر قطع حبل الود الذي كان رابطاً بينهما.. وكما هو معروف ان خلع خاتم الخطوبة عند معظم المجتمعات منها السوداني يعني نهاية العلاقة التي كانت ضربة بداية لاقامة بيت الزوجية… وكون ان تلقي الفتاة الدبلة على الارض أمام أعين الناس ظاهرة لم تكن معهودة في مجتمعنا ولكن المشهد تكرر اكثر من مرة،.
وعصر الخميس الماضي بينما كنت بالمحطة في انتظار المواصلات وقع نظري على تلك الفتاة الثائرة في وجه ذاك الشاب وعندما ارادت الذهاب امسكت باصبعها وخلعت (الدبلة) وألقت بها على الارض مما دعاه الى البحث عنها تحت أقدام المارين و(عجلات)السيارات وهو يردد فيها (3) جرام ذهب ولم يفكر في اللحاق بفتاته الغاضبة لاسيما وان سعر جرام الذهب في ارتفاع مستمر لايتيح لكثير من العشاق الارتباط بخاتم الوفاء من الذهب الخالص فيكتفون بشراء (خاتمين) من الفضة او من الذهب الفالصو..!
(مني عيدروس) طالبة قالت المشهد ليس جديداً عليها وقد رأته اكثر من مرة خصوصاً في الكافتيريات، وفي ساحة الجامعة وهناك من تكتفي بوضع (الدبلة) على الطاولة التي كانا يجلسان عليها من غير ان تتحدث او تلجأ الى إلقائها على الارض، وأضافت عموماً هي ثقافة كنا نشاهدها في المسلسلات والافلام العربية تحديدا، ولكنها اعجبت فتياتنا فصرن يقلدنها..!
بينما بررت (نهلة كمال) رمي الدبلة على الارض لتوتر الفتاة ومايحدث لا إرادياً وغير متعمد، ولم تنف زميلتها(إيثار) ان تكون المخطوبة قد رتبت لذلك قبل فترة من قرارها بفك الارتباط وذلك بالتدريب على هذه الحركة عدة مرات حتى تخرج بالصورة التي تريدها كما يحدث في المسلسلات، وقالت في اعتقادي ان مثل هذا التصرف غير جميل وفيه احراج للشاب وهذا الامر بعيد عن العقل والتفكير..
وترى الباحثة الاجتماعية (دولت حسن) إننا نحترم ثقافة الغير ونعتز بها أكثر من ثقافتنا المحافظة بدليل ان بناتنا صرن في حالة محاكاة للمسلسلات بحيث تذهب الفتاة لوحدها من غير علم اهلها وتلغي الخطوبة بأن ترمي الدبلة في وجه خطيبها وتقول له إنتهى كل ما بيننا من غير مراعاة لمشاعره ولا للشارع، وقالت في السابق كان فسخ الخطوبة يقوم به الكبار ويتم في سرية وينتشر خبرها بعد فترة من فسخها كل ذلك تقديرا للعلاقات الاسرية واحترامها بحيث ينتهي الامر دون مشاكل

صحيفة الراي العام