زهير السراج

كفاية ..


[ALIGN=CENTER]كفاية .. !![/ALIGN] * إدارة مشروع الجزيرة لم يكفها القضاء على المشروع ودق المسمار الاخير في نعشه بالسكوت عن تقاعس الدولة من دفع تكاليف الري وعمليات تنظيف القنوات والترع حتى ماتت المحاصيل من العطش، برغم انها تعلم علم اليقين ان مئات الآلاف من الأفدنة قد زرعت بحماس كبير وصرفت عليها المليارات من تقاوى وعمليات زراعية .. إلخ وعندما انتظر الناس الماء ليروي الحقول اكتشفوا الكارثة الكبرى بأنه لن يأتي أبدا بسبب انسداد الترع والقنوات وامتلائها بالطين والاعشاب .. فتبخرت كل أحلامهم وأموالهم في الهواء في غمضة عين وأصابهم ما أصابهم من اوجاع واحباطات وهم الآن في انتظار الحراسات والمحاكم والسجون بسبب ديون البنوك التي أغرقتهم وأغرقت مزارعهم ومحاصيلهم بدلا عن الماء !!
* ليس ذلك فقط، بل ها هو السودان في انتظار مجاعة جديدة حسب وزير الزراعة الذي قال بكل بساطة .. (انها مسألة مقدور عليها) باستيراد عيوش من الخارج (يعني خسارة مضاعفة).. دون أي اعتبار للازمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها البلاد ومعاناة العباد !!
* إنها جريمة كبرى بكل المقاييس لا بد ان يجد مرتكبوها العقاب العادل، ولكن من يهتم؟ ومن يسأل، فما دام صولجان السلطة في مكان آمن فلتحرق الجزيرة وغير الجزيرة وإلا فماذا تنتظر إدارة مشروع الجزيرة والذين تسببوا في هذه الكارثة ؟! هل ينتظرون وسام الانقاذ والاعجاز والانجاز في تجويع الناس، أم ماذا؟!
* إدارة المشروع لم يكفها قتل المشروع، ولكنها سعت وتسعى لتأطير الظلم وزرع الحساسيات والبغضاء في نفوس العاملين فيه بالسياسة الظالمة التي اتبعتها في تمليك المنازل للعاملين المستغنى عنهم كبديل لحقوقهم واستحقاقاتهم المالية وذلك بإعطاء البعض وحرمان الآخرين بدون اي معايير او مبررات موضوعية إلا ما اختلقته بمزاجها وأسمته (مواقع الانتاج) حتى تبرر التفريق بين العاملين !!
* أطلقت هذا الاسم على العاملين ببعض الادارات مثل المحالج والسكة حديد والهندسة الزراعية لتبرر تمليكهم المنازل في السرايات ببركات ومارنجان، وحرمت العاملين في الشؤون الادارية والمالية الذين يجاورونهم في السكن باعتبار انهم (غير منتجين) كما يبدو من الاسم الذي ابتدعته، بينما أعطت هذا الحق لزملائهم الذين يعملون في نفس الادارة ولكنهم يسكنون خارج السرايات .. واحتفظت ببعض المنازل داخل السرايات للتصرف فيها مستقبلا بواسطة ادارة المشروع ولا احد يعرف فيم الاحتفاظ بعدد قليل من المساكن بعد التصفية الكاملة لكل مرافق المشروع الذي صار جثة هامدة !!
*اتقوا الله .. وكفاية ظلم للعباد وخداع البسطاء بالعبارات المنمقة والجميلة التى أفقدتموها كل معنى وقيمة !!

drzoheirali@yahoo.com
جريدة السودانى ، 27أكتوبر، 2009


تعليق واحد

  1. والله حاجة تحير .. من وراء كل هذه المهازل من ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    أكيد وراء هذه الجريمة مستفيدون من هم ياتري ؟ الايام بيننا وبينهم ..!!!!!!!!!!!!!!!