سياسية

ستظل (السوداني) صحيفة الهوية الجامعة


كانت وما زالت وستظل (السوداني) صحيفة للهوية الجامعة، ومنبراً للرأي والرأي الآخر، تتعامل مع الخبر والأحداث بكل مهنية ونزاهة وحياد.. فهكذا هي الصحافة الحرة المستقلة، وهكذا يجب أن يكون منهج الصحفيين… وبذات هذا المنهج وضع استاذنا الصحفي القدير محجوب عروة لبنات وقواعد وأساس (السوداني) الغراء.. فـ (السوداني) مدرسة صحفية تعتمد في الأساس على شرف المهنة، والمصداقية.. ليست ضد أي جهة.. ولم ولن تكون كذلك.. ولهذا رسخت (السوداني) هامة وعلامة في طريق الصحافة السودانية.
كثيراً ما واجهت (السوداني) نتيجة لمنهجها هذا الكثير من المصاعب والمتاريس والعقبات.. لكن بحمد الله ظلت تخرج من كل محنة وهي أكثر صلابة وأكثر صمودا وأكثر تمسكاً بمبادئها التي لا تحيد عنها لأي كائن من كان. فالذهب النقي الأصيل لا يصدأ أبداً وكلما تعرض للنيران زاد بريقاً ولمعاناً.
في الفترة الأخيرة ظلت (السوداني) تتعرض للهجمات الرخيصة والشرسة في المواقع الالكترونية من الأقلام المأجورة الذين يكتبون بالإفك تجريحا وكذباً مقابل حفنة من الجنيهات وأمثال هولاء المأجورين الجاهلين لا تلقي (السوداني) لهم بالاً.. (وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا)…
والحملة المسعورة ضد (السوداني) هذه الأيام يقف وراءها ويحركها الحاسدون والكارهون والذين تشتعل في دواخلهم ـ والعياذ بالله ـ نيران الغيرة والغل والحسد… فباتوا يحركون الرجرجة والدهماء ليطلقوا الشائعات والاكاذيب بأن الأستاذ محجوب عروة باع (السوداني).. مرة لـ(المؤتمر الوطني) ومرة لـ(الحركة الشعبية) ومرة لـ (زيد وعبيد).. ومرة… الخ.. نقول لأؤلئك المرجفين في المدينة إن (السوداني) ليست عقاراً أو مطعماً أو كشك ليمون تباع وتشترى في (سوق الله أكبر)… فـ (السوداني) مؤسسة صحفية محترمة ليست ملكاً لعروة وحده.. فالعاملون فيها شركاء لا أجراء.. هكذا أسسها الهرم الصحفي محجوب عروة، ليصنع منها أنموذجاً فريداً في دنيا الصحافة.. منارةً تضيء بنور الحق والحقيقة..
نعم تعرضت (السوداني) لأزمة مالية مثلها مثل العديد من الصحف والمؤسسات الإعلامية السودانية والعالمية، نتيجة لمواقف لا نود الخوض في الحديث عنها الآن.. ولكن كعادته ضحى عروة ـ الذي يدمن ويتنفس الصحافة ملء رئتيه، وتجري مهنة المتاعب في عروقه مجرى الدم ـ بماله وأملاكه، ولجأ للخيار الأصعب ألا وهو بيع أسهمه في (السوداني) لعدد من رجال المال والأعمال المحترمين لكي تستمر مسيرة الصحيفة.
الشئ الموسف والمحزن أن الأكاذيب والأباطيل التي تروج ضد (السوداني) أصبحت تصدر من جهات نحسبها محترمة وصديقة مثل (بيت الفنون) وصاحبها طارق الأمين الذي أطلق شيطان قلمه وسهامه ضد الصحيفة في (قلة حياء) ووصف (السوداني) بغير المحترمة وغير المهنية والكثير من الهمز واللمز، بكتاباته بموقع “سودانيز أون لاين” تحت عنوان: (صحيفة “السوداني” بعد كرنكتها في اشارة لـ”الكرنكي” تضلل القراء بموعد حفلنا اليوم)… في إشارة لمعلومة مضللة وكاذبة ومغلوطة توكد افتراء طارق وتطاوله على الصحيفة وكذلك على العالم والصحفي المحترم الأستاذ عبدالمحمود نور الدائم الكرنكي مستشار التحرير بالزميلة (ألوان)، الذي يعتبر إضافة حقيقية لأي صحيفة يعمل فيها.. لسنا هنا للدفاع عن الكرنكي فهو يعرف كيفية الدفاع عن نفسه تماما، فالرجل كسب معركته ضد الصحافة الإنجليزية في ساحات المحاكم البريطانية.
خوض طارق الأمين مع الخائضين ضد (السوداني) وفي هذا الوقت تحديدا يثير الكثير من علامات الاستفهام لدينا.. و(بيت الفنون) تنشر الصحيفة فعالياته ونشاطاته عبر صفحاتها، كمادة تحريرية تستحق النشر، ودونما مقابل كما يفعل الآخرون.. وطارق الأمين نفسه كثيراً ما كان يأتي للصحيفة حاملا أخبار نشاطاته الفنية والثقافية من أجل أن تجد حظها في النشر، وكان يجد أبواب (السوداني) مفتوحة أمام الجميع… وآخرها عندما نشرت الصحف صورته مع قيادات “الحركة الشعبية” وهو يشاركها تدشين حملتها الانتخابية، وانطلقت بعض الأقلام تنتقد موقفه، أتى مهرولاً للصحيفة يستجدي نشر بيان له يوضح فيه تبرؤه من الحركة وعدم انتمائه لها، وكان حينها يخاف أن يفقد موقعه الوظيفي الذي يشغله في إحدى المنظمات، التي تحظر قوانينها أن يكون أحد العاملين بها لديه نشاط سياسي، وأعطته (السوداني) حق الرد والتوضيح.
وهجوم طارق حسب زعمه أن (السوداني) تستهدف “بيت الفنون” وهناك مؤامرة تحاك ضدها، بسبب أن الصحيفة بعدد الأمس نشرت عن طريق الخطأ ـ وهو شيء كثيراً ما يحدث في الصحف ـ موعد فعاليات افتتاح مكتبة “بيت الفنون” والقالري.. وتأكيداً لمهنيتنا ننشر اليوم بصفحة (أضواء المدينة) توضيحا وتنويها بالخطأ غير المقصود من جانبنا.. وكان من باب العرف الصحفي والقانوني ـ بحسب أن طارق من أحد رجال القانون ـ أن يطالب الصحيفة بنشر توضيح صحفي كما يجري العرف دائما. إلا أن طارق تنكر لكل ذلك وبهتنا بالمؤامرة وتناسى بأن الصحيفة في عدد يوم السبت الماضي كان مستشار التحرير د. زهير السراج عبر عموده “مناظير” قد استهجن واستنكر تصرف شرطة أمن المجتمع بمداهمتها لـ “بيت الفنون” المحترم، بوصفه منبرا ثقافيا فنيا واجتماعيا، وحذر من مغبة أمثال هذه الأفعال.
من جانبنا في إدارة التحرير نؤكد للجميع بأن (السوداني) ستظل ماضية في طريقها الذي اخطته لنفسها وهو المهنية والنزاهة والصحافة المستقلة المستمسكة بشرف المهنة.. واليوم الذي نشعر فيه بأن مبادئنا وأقلامنا ستخضع لأي إملاءات من أي جهة، سنضع أقلامنا ونخرج منها.. ويوم أمس الأول اجتمع مع هيئة تحرير الصحيفة، المدير العام الجديد للصحيفة الشاب الخلوق خالد شرف، واعلن أنهم في الإدارة الجديدة لن يتدخلوا بتاتاً في الخط التحريري للصحيفة، وهمهم الأول مواصلة ودفع المسيرة الصحفية للصحيفة في نفس نهجها…
ختاماً نقول كما قال عبدالرحمن الشرقاوي في رائعته “الحسين ثأر الله”: (كبرت كلمة.. وهل البيعة إلا كلمة.. وما دين المرء سوى كلمة.. وما شرف الله سوى كلمة.. أتعرف ما معنى الكلمة؟.. مفتاح الجنة في كلمة.. دخول النار على كلمة.. وقضاء الله هو كلمة.. الكلمة لو تعرف حرمه زاد مذخور.. الكلمة نور.. وبعض الكلمات قبور.. وبعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري.. الكلمة فرقان بين نبى وبغي.. بالكلمة تنكشف الغمة.. الكلمة نور ودليل تتبعه الأمة.. عيسى ما كان سوى كلمة، أضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين فساروا يهدون العالم.. الكلمة زلزلت الظالم.. الكلمة حصن الحرية.. إن الكلمة مسؤولية.. أن الرجل هو كلمة.. شرف الله هو الكلمة).

بقلم: عطاف محمد مختار
صحيفة السوداني