مقالات متنوعة

لماذا التطاول على شعب قامة ؟


[ALIGN=CENTER]لماذا التطاول على شعب قامة ؟[/ALIGN] لست من هواة التعصب الرياضي ، ولكني من أنصار أن الرياضة نشاط اجتماعي يهدف إلى ترقية وتطوير العلاقات بين الشعوب أو ما يطلق عليه بالدبلوماسية الشعبية ، فالتعصب الرياضي مرض عضال يحرف اللعبة عن مسارها ويخرب العلاقات بين الشعوب ، وما حدث من توتر في العلاقات السياسية بين الأشقاء في مصر والجزائر يدفعنا للتوقف لمراجعة شريط الأحداث التي أوصلت الطرفين إلى الحرب الكلامية ، عبر منابر انحرفت عن مسارها وأضاعت بوصلتها وكتاب بلا وازع اخلاقى توهموا أن صب الزيت على النار ومهاجمة الآخر وشتمة هو الوطنية والولاء للوطن . ومن حق كل إنسان أن يعبر عن وطنيتة دون عدوان على الآخرين
تابعت باستياء وامتعاض شديدين حلقة من حلقات قناة ( نايل اسبورت ) المصرية ، والتي دارت حول مباراة الرد بين الفريقين المصري والجزائري بالخرطوم .والغريب في الأمر أن السودان لم يطلب إقامة المباراة على أرضة بل امتثل السودان لطلب ورغبة الاتحاد الدولي لكرة القدم لاستضافة هذه المباراة ، بناءا على موافقة كل الأطراف ،ونسبة لاستيفائه لكل المعايير المطلوبة لإقامة هذه المباراة ولم يبخل على الأشقاء بحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة قمة وقاعدة ، وعامل الطرفين بحياد لان الطرفين إخوة أشقاء بحكم روابط الدم والدين والوطن ، وهى علاقات راسخة وقيم ثابتة بالنسبة لأهلنا في السودان وظلوا على عهدهم ، ولم نحس يوما بان علاقتنا بالعروبة والإسلام هي علاقة تخضع للمزاد والمزايدات وقد دفعنا في سبيلها ثمنا باهظا مالا ودما غاليا ، ولا زلنا نؤمن بتلك القيم . قبلنا استضافة الإخوة الفرقاء على أرضنا بطيب خاطر ولم ندخر جهدا ولا مالا من اجل راحتهم وسلامة أرواحهم ولم نكن نحسب أن كريم تعاملنا ودخولهم لأرضنا بلا تأشيرات وبلا قيود بل إدخالهم عبر صالات خصصناها لكبار الزوار ، سيعرضنا للشتم والذم والتجني لدرجة أن توصف بلادنا بهذه الأوصاف من انفلات للأمن والتحيز للإخوة الجزائريين لا لإعجاب بهم وبأدائهم بل لجلبهم لحلوى من النوع الفاخر وكأن شعبنا جلهم من الأطفال أو قطيع من الشحاتين ، استخفاف وتجنى على شعب بأكمله دون حياء ، وما ادهشنى والمنى في نفس الوقت هو حديث لكاتب مرموق كنت اعتبره أنموذجا للالتزام القومي واصدق كل ما يكتبه إلا وهو الأستاذ مصطفى بكرى . لم أكن اعتبرة ممثلا يؤدى دورا في مسرحية ولكن ما وضح لي إننا نعيش (عصر التبدل واللا مواقف ) تحدث الرجل عن الجزائريين بتحامل لا يليق به ويطعن في صدقية اطروحاته ولست في موقف دفاع عن الجزائريين عن ما تطرق له الأستاذ لطفي سعفات ومقدم الحلقة وتطاولهم على شعب سطر بدمائة ملحمة التحرير فان الشعب الجزائري لا يقدح في عروبته ومواقفة عبر التاريخ إلا مكابر أو جاهل بحقائق التاريخ .ونقول للطفي سعفان إن كنت تجهل تاريخ هذا الشعب ونضالا ته فالعيب في إطلاعك ومنهجك الاكاديمى ، الم تسمع عن عبد القادر الجزائري وهوارى ابومدين وجميلة بوحيرد الم تسمع عن ابوتفليقة كرمز من رموز جبهة التحرير الوطني الجزائري . وان كنت تتجاهل فهذا خلل في تركيبتك وأنصحك بان تعرض نفسك على طبيب ، لان محاولات الاستخفاف بنضال شعب لن تخفى الحقائق .ولم يسلم شعبي في السودان من نيرانه ، إن حملة العداء التي شنها الإعلام المصري على السودان تجعلنا نعيد طرح سؤال مصطفى بكرى لماذا يكرهوننا ؟ وبلا همس وبلا غمز نطرحه عليه وعلى الكتاب الذين حشروا السودان في غير موضعه. لماذا يستخفون بنا ؟ وما هي تلك الأهداف والمقاصد من وراء حملتهم . مع العلم أن الحدث قد قامت بتغطيته العديد من القنوات الفضائية العربية وغير العربية ولا يعقل أن تكون كل تلك القنوات قد تقاضت عن تلك الاعتداءات المزعومة أو أن جميعها قد وزعت عليها تلك الحلوى الساحرة والتي غيرت ولاء السودانيين وجعلتهم يحملون الأعلام الجزائرية . لا أود أن أكون أسيرا للغضب وأجارى سفهاء القوم في جهالتهم . ولكنني أود أن أرسى قاعدة لما ينبغي أن يؤسس عليه التعامل بين الناس والشعوب ، إن ما قدمه الشعب السوداني لمصر لا يحصى ولا يعد وأخرها تكريم القيادة السودانية التي رميت بالفساد لمنتخب مصر القومي ومنح لاعبيه سيارات فارهة ولا نعتقد أنها رشوة ؟ إن العلاقات الإنسانية تؤسس على الإخاء والمودة وتنطلق من الاحترام للشعوب ، فالانحياز لا ياتى من فراغ وليس هنالك انحياز يتأتى من طرف واحد فالمحبة لها طرفان . فإذا انحاز الشعب السوداني للفريق الجزائري تشجيعا ومؤازرة فهذا حقه وحق الجزائريين عليه .ولا نعتقد أن ذلك محرما عليه أو مبررا للهجوم عليه ونعت من وقفوا إلى جانب الجزائر تشجيعا بأنهم (الفقراء من سكان المناطق العشوائية من الذين رشوهم الجزائريون) ، وكأن مصر خالية تماما من الفقراء وليس بها أناس يسكنون في مقابر الموتى .إننا لا ننكر وجود الفقراء في السودان ولا نتعامل مع الفقر كمنقصة ولكن يظهر أن المهاجم يجهل أيضا لغة الأرقام والحساب او انه اختزل شعبه في نفسه .وحتى نوضح جهالته نطرح عليه سؤالا هل يعلم المستوى الذي وصل إليه مستوى دخل الفرد في السودان اليوم ؟ وهل يعلم سعر الصرف للجنية السوداني مقابل الدولار ؟ ، وإذا أغضبه منح السودان للجزائريين تأشيرات دخول مجانية فهذا حق الجزائريين عليه وحقه أيضا في أن يطور علاقاته مع إخوته ويغسل كل رواسب الماضي من اجل مستقبل زاهر ، ولا يحق لاى جهة أن تفسره كما يحلو لها . فعلاقات السودان تبنى على رؤية أهله ومصالحهم ولا ينسى أصحاب الحملة أن السودان بلد مستقل ، وعلاقاته مع من تكون؟ وكيف تكون؟ يمكن أن يخضعها لغير أهله . لأننا لا نتدخل في شأن الآخرين ، ولا اعتقد انه مطلوب من السودان أن يلعب دور الحشم يغضب عندما تغضب مصر ويفرح حينما تفرح . فالقضية ليست حربا بين دولتين ولكنها انحراف اعلامى عن أهدافه ، إن التطاول على السودان خط احمر وغير مسموح به ، وعلى قيادة مصر السياسية يقع العبء في إلجام هذه الأصوات النشاز والتي تعمل على إفساد علاقة مصر بكل محيطها العربي والاسلامى . وحرية الصحافة لا تعنى باى حال من الأحوال تلفيق التهم وفبركة الإحداث . فالمهنية تفرض على كل صحفي التقييد حرفيا بميثاق الشرف المهني . فالبجاحة لا تمت للصحافة بصلة وهنالك فارق كبير بين الصراحة والوقاحة . وما أثير من ضجة حول الخرطوم يجعلنا نحن أهل السودان نراجع حسابتنا بدقة ونصحح الكثير من المفاهيم الخاطئة لدى البعض ممن يعتقدون أن الصفات التي يمتاز بها شعبنا وتميزة عن الآخرين من إكرام للضيف وتعامل انسانى هو غشامة وان الفهلوة والاستهبال شطارة . علينا أن نتعامل وفق لغة ومفاهيم الآخرين ، لان تعاملاتنا القديمة لم تجلب لنا غير السب والشتم والازدراء
ولسنا في حوجة لعلاقة تنتقص من قدر شعبنا .
فكفى تطاولا على شعب قامة فان عدتم عدنا والعود احمد

يحيى العمدة / كاتب وصحفي سوداني


تعليق واحد

  1. طيب يا استاذ وين دوركم انتو الصحفيين والاعلاميين في الرد وحماية السودان من هولاء الصعاليك , المفروض يكون عندكم اعلام مضاد

  2. الرد بالاعلام القوى و الشرس…بعزة النفس الابية…
    ولدى اقتراح فى استخدام الفن والنكات كسلاح قوى وفعال يدلل على انه لدينا لسان طويل وسليط عليهم ان يخشوه ان ارادو التطاول مرة اخرى

  3. اشكرك اخي الكريم على هذا المقال ، والذي وضحت فيه موقفك الشخصي ودافعت فيه عن كلرامة السودلن ، واود ان اسال المصريين اين كان غضبكم وكرامتكم يوم طعنت مرة الشربيني ، ويوم العدوان على غزة، واودان اقول كنت اظن فعلا ان بام الدنيا كما يتشدقون مثقفين وادباء وفنانين ولكني ما رايته عبر الفضاءيات مجموعة جهلة ومتخلفين وقليلي الادب ، واستسمحك لاستخدامي هذه الالفاظ لانهم نعتوا الجزائريين باقبح الصفات التي لا يقولوها حت لليهود ،وما ارعبني فعلا هو الكذب الفاضح للاعلاميين وادعائهم بتدبير المؤامرة بين الجزائر والسودان لارهاب المصريين
    والكلام كثير ، واود فقط في النهاية ان اقول لهم اتقوا الله اننا في شهر كريم وهو شهر الحج ، عودوا الى رشدكم ، فمنتخبنا في المنديال وان شاء الله سنهزمكم مرة اخرى في كاس افريقيا لان عمر الكذب قصير…………………….:eek: :confused:

  4. أولا شكرا على الرد الحاسم والجميل.

    لم نستغرب من الإعلام المصري ما بدر ولم نستغرب أسلوب التعالي الذي ينم عن ما تعرض له هذا الشعب من ذل وأضطهاد طوال تاريخه من اضطهاد الباشوات لهم والضرب بالسياط ومن كان قبلهم وبعدهم إلي يومنا هذا فهم مضطهدون في بلدهم وخارجه لذا ترسخ عندهم الظن أن من يكرمهم فقد صغر في نظرهم ألم تلاحظ تغير لغة الخطاب بمجرد شعروا بالعين الحمراء قد وجهت نحوهم.
    يتكلمون عن السودان وكأنه غابة وكأن مصر قوة عسكرية واقتصادية تستحق قيادة الأمة. ولا أنسي قول ممثلتهم هالة صدقي ناشرة الفساد والإغراء بين الشباب حينما قالت ان الحدث أكبر من حجمهم( تعني السودانيين) . وقد تناسى هولاء في غمرة هستيريا فشلهم أن 60 % من الصريين يعيشون تحت خط الفقر لا يجدون حتى الخبز الجاف. وصغارهم وكبارهم يتسولون في الداخل وحتي في الحج والعمرة . وتناسوا أن الأمية تسيطر على معظم هذا الشعب _ والناس يسكنون في المقابر وفي المقطم وفي الوراق في جحور لا يألف العيش فيها حتى الحيوان.

    وحتى ليلة أمس قال أحدهم أنهم حمونا في حدود مقدرتهم. كيف بالله ونحن نكرم اللئيم- وماهي هذا المقدرات التي شهدت لها الدنيا بما فيها الفيفا التي أعلنت نجاح السودان وبإمتياز خلال وقت ( 72 ساعة) قالوا لا تكفي لتجهيز غرف اللاعبين.

    20 ألف جندي مروحيات تحلق استقبال ووداع 120 طائرة في ساعات- هل تستطيع مصر فعل ذلك؟ لالا ,الف لا حتى الفيفا قالت أن ذلك صعب على الكثير من الدول.

    دعهم يعيشون في حلم أنهم دولة عظمي كما أوحى لهم به قادتهم- كيف تقود مصر الأمة وهي لا تملك أدني مؤهلات ذلك – لا جاه ولا سلطان ولا مال غير شوية اعلاميين غوغاء وبعض ممثلات الإغراء ونشر الفساد بين شباب الأمة

  5. هذا ما جاء في جريدة الجمهورية اليوم 24/11/2009 —————————
    =============================================================

    جريدة الجمهورية المصرية:
    ==================

    (في جلسة ساخنة للجنة المشتركة بمجلس الشعب
    شهاب: الجزائر تتحمل المسئولية الكاملة عن الأحداث

    حمل د. مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية.. الجزائر المسئولية الكاملة عما حدث في مباراة منتخبي مصر والجزائر الأخيرة بالخرطوم من شغب واعتداءات علي المشجعين المصريين.. وقال في جلسة ساخنة للجنة المشتركة من لجان الخارجية والأمن القومي والشباب بمجلس الشعب ان مصر اتخذت مواقف سريعة وحاسمة وان هناك تحقيقات لمعرفة مدي القصور والخلل.. من جانبه اعترف حسن صقر رئيس جهاز الرياضة بوجود تقصير لكن مصر ذهبت لمباراة في كرة قدم وليس لمعركة حربية وقال إن اختيار السودان لاقامة المباراة الفاصلة كان غير موفق.. وصف النواب في الجلسة التي رأسها سعد الجمال ماحدث في الخرطوم بأنه ارهاب دولة لاتراعي وحدة الصف العربي. )

  6. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته :
    شكرا للاستاد يحي على تحليله المنهجي والصادق . واشكر دفاعه الموضوعي والعقلاني على الجزائر واضيف لكلماته هل تشترى الناس وتباع غريب ما يعتقده اشباه المذيعين المصريين وعموما الاناء بما فيه ينضح السودان احتضنت مقابلة تاريخية وتنظيمها كان رائعا وما حدث رد فعل بسيط وطبيعي في الكرة بشهادة السودان وغير السودانيين الا ان فيروسا خبيثا اسمه جنون العظمة ولربما اسمه الخيبة او اسمه الوجه الحقيقي هو ما راه اشباه الصحفيين المتعصبين وكيف لهم ان يمثلوا 80 مليونا باجساد وعقول كهده . جميعنا نعلم وضع الوطن العربي وقضية الفقر ونعلم نصيب مصر منها ونعلم حرب الرغيف ليس عارا او عيبا الفقر والحاجة لكن العيب ان يشتم صحفيا دولة بالفقر وهو لا يرى اين وضع وطنه الاقتصادي لانه لا يمتلك عينا تبصر هده المواضيع بجل ابعادها بل يبصر فقط في مراته هو والتي لا تعكس سوى صورته . بالنسبة لي كجزائرية شتمنا واهانة شهدائنا على العلن باسم اللقيط والجزمة وغيرها لا امتلك ردا عليه لو رددت ساكون اقل من عبده و الجد الخرف محمد اديب وشلبي وووو يكفيني فقط حين انظر الى وطني حرر بيدي والدي وجدي وكل الجزائريين ويكفي ان الله اعزهم بعزه وحظو بمكانه عالية عنده فهم احباب الله فهل لمن يفكر في هدا الامر ان تشغله ناموسة او دبابة اسمها الغندور واتباعه وربما وزنهم وقيمتهم اقل من الدبابة فهي اعظم واعقل. اكرر شكري وتقديري للشعب السوداني شعبا وحكومة ووقوفهم مع كلمة الحق واعلاءهم لكلمة الحق وجزاهم الله الف شكر