فدوى موسى

فات الزمان


[ALIGN=CENTER]فات الزمان [/ALIGN] ما كان يمكن أن تستمر وتيرة الإحساس على رزنامة الزمن الجميل وأنت تباعد بين جذور العواطف وسقيا الروح المتلهفة المتعطشة لري المتفرعات من شعيراتها الطرفية.. دع عنك النرجسية التي تحمل الأشواق الى مرافيء التبلد والبرود القاتل.. يا هذا.. لِمَ كل هذه القسوة.. وأنت تدرك في القرارة أنك ما أعطيت إلا القليل الذي كفل لكل العلاقة ما آل اليه حال الوصل المتقطع.. والعشم المنقوص.. أنت تريدها مجزلة العطاء دون أن تمد لها اليد أو الذراع.. تتمناها منصاعة للأمر.. لينة الجانب والطرف دونما أن تبادلها الإيقاع بالإيقاع.. لو كنت تدرك أهميتها لما تعجلت الرحيل المغلف بكل النكران والتنصل المرير.. دع عنك هذه المسحة الحزينة التي تتدثر وراءها كلما حاول الآخرون استجداءك لمعرفة السبب الذي جعلك تطيح بكل الثمار في عمر الخضر النضيد.. ماذا جنيت وجنينا من ذلك؟.. أنت لا يهمك ما يلتبس الآخرين من وجد وحزن، فقد صممت كل المسارب أمام السمع أو الأبصار.. لم تعد جذوة الإهتمام مشتعلة.. فقد قررت لها الموات السريري بكل براحة المساحات الداخلية.. فأنت تدمن اللحظة.. اللحظة الآنية.. لا يهمك.. ما مضى فأنت تعرف أن ما مضى لن يعود.. واقعي لحد الثمالة المفرطة.. وثمل لحد الواقعية المجردة من ثياب الأمل.. دع عن الرومانسية التي لا تتقنها.. فهي عندك باب من الهروب اللفظي ليس إلا.. وعندما تشتد زيم الأمر تتجلى في إبعاد الحقائق خلف أستارها الشفافية لتظهر وتشف عن قلب متلحم العضل ثقيل الجدار والغرف التي تسع ذاتك الممتدة على مساحات الغير.. والغير اليوم لهم الحق في اتيانك زاهدين.. فقد أدركوا أن الأحاسيس الكبيرة لا تعطي إلا لمن يقابلها بالأمل الأكبر.. دع عنك الثقة الزائدة في عودة المياه لمجاريها.. فقد تبخر ماء الإحساس تأثراً بحرارة المحيط وطفح الإحتمال.. إلى سحب اللاعودة والوعد في النزول في مرافيء أخرى.
آخر الكلام: الزمان يقول كلاماً يفهمه من يؤمن بحتمية الظرف وطبيعة البشر المتباينة.. وفات الزمان الذي يتباكى الناس فيه على الذي كان.. فالواقعية هي سيد الموقف تماماً..

سياج – آخر لحظة الاحد 22/11/2009 العدد 1184
fadwamusa8@hotmail.com