رياضية

ثلاثة نساء أخرجن الهلال .. أثار جدلاً واسعاً وقوبل بانتقادات مغربية وسعودية


انتقد إعلاميون وفعاليات رياضية بالمغرب والسعودية بحدّة ما جاء في مقال للكاتب الصحافي السعودي صالح بن علي الحمادي، نُشر الثلاثاء بجريدة “الشرق الأوسط” اللندنية بعنوان “3 نساء أخرجن الهلال”، الذي يشرح فيه أسباب رحيل المدرب البلجيكي إريك غيريتس لتدريب المنتخب المغربي لكرة القدم.

وكان الحمادي قد تناول في مقاله كلاً من زوجة اللاعب البرازيلي تياغو نيفيز، وزوجة المهاجم السويدي ويلهامسون، وصديقة مدرب الفريق غيريتس، الذي انتقل إلى تدريب المنتخب المغربي لكرة القدم.

وجاء في المقال الذي أوضح فيه الحمادي أنه رسالة من مشجع سعودي “واعٍ”:
“فهذا نيفيز زوجته تريد منه أن يغادر.. وهذا ويلهامسون لم يتصالح بعد مع زوجته التي تريد منه أن يغادر.. وهذا غيريتس الذي تريد صديقته أن يكون قريباً من القارة الأوروبية لأجل…!!

من جهة أخرى، اعتبر إعلاميون مغربيون أن مقال الحمادي “سطحي وساذج وفارغ”، وأن حديثه عن عزوبية غيريتس ومجيئه للمغرب لكونه بلداً منفتحاً بحثاً عن “الكسكسي” المغربي يتضمن إهانة وتجريحاً لكرامة الشعب المغربي، فضلاً عن احتمال أن تفضي مثل تلك التلميحات إلى تأجيج نار التعصب.

جدير بالذكر أن صالح الحمادي كتب مقالاً ينتقد فيه مغادرة المدرب غيريتس لفريق الهلال السعودي متجهاً نحو المغرب بعد هزائم متوالية للنادي، معتبراً أن أحد أسباب هزائم الفريق هو رغبة مدربه في “مغادرة بلد المحافظة” والذهاب إلى بلد “انفتاحي” كالمغرب بحثاً عن “الكسكسي”.
نيران التعصب

وتسببت فقرة بالتحديد في مقال صالح الحمادي بإثارة استياء وضجة واسعين في أوساط المغاربة: “أما أنت يا غيريتس يالعزوبي ربما اشتقت لكسكسي المغربية! ارحل، ثلاث مباريات آسيوية كلها هزائم، والسبب أنك تريد مغادرة بلد المحافظة لبلد الانفتاحية يالعزوبي، ارحل لمقابلة كلبك جورج الذي يريد أن يمرح ويسرح هناك “يالعزوبي”.

ووصف الإعلامي الرياضي جمال اسطيفي ما جاء في مقال الحمادي بأنه تحليل “ساذج وسطحي”، ويتسم بقدر كبير من الانفعال والغضب الذي جرّه إلى ارتكاب تلك الأخطاء بحق المغاربة رغم كونه صحافياً يملك قلماً محترماً.

وأوضح اسطيفي في حديث لـ”العربية.نت” أن الحمادي قد يكون الأدرى بخبايا فريق الهلال السعودي، لكن لا بد من القول إنه قبل انتقاد الصحافة السعودية لتعاقد غيريتس كانت الصحافة المغربية سباقة إلى توجيه انتقادات لاذعة إلى الاتحاد المغربي لكونه أخطأ في خطبة يد مدرب يوجد على ذمة الفريق السعودي”.

وأضاف أنه كان من المفروض على الكاتب السعودي أن يوجّه سهام النقد وعبارات اللوم إلى مسؤولي فريق الهلال السعودي لكونهم وضعوا أنفسهم في هذه الورطة الرياضية.

ولفت اسطيفي إلى أن عبارات الحمادي، التي أراد بها تفسير رحيل غيريتس وهزائم الهلال، قد تؤجّج نار التعصب بين البلدين وتفضي إلى انفلاتات خطيرة تتحمل آثارها الشعوب خاصة أن العلاقة بين المغرب والسعودية متميزة جداً”، بتعبير الإعلامي المغربي.
مشين وفارغ
غيريتس
غيريتس

وتعليقاً على ما حدث، قال حمادي حميدوش، نجم الكرة المغربية والمدرب الوطني السابق، في اتصال هاتفي لـ”العربية.نت” إن ما كتبه الصحافي السعودي في البدء كان مجرد تحليل “فارغ” لا يرقى إلى مستوى التحليلات الرياضية التي ينبغي أن تتسم بالمنطق والجدية.

وتابع أن المقال مشين ومليء بالإيحاءات السلبية التي تسيء إلى المغرب وتجرح كرامة أهله وأناسه، مردفاً أن المغرب ليس بلد فساد بل بلد حضارة وعزة ومجد، وهو أرض البطولات والإنجازات في شتى مجالات الحياة.

وأفاد حميدوش أن الكثيرين من أنصار فريق الهلال السعودي أغضبهم رحيل المدرب غيريتس إلى المغرب بالرغم من علم السعوديين أن عقد هذا البلجيكي مع الاتحاد المغربي لكرة القدم يبدأ في شهر نوفمبر (تشرين الثاني).
الحمادي يوضح

من جانبه، أكد صالح الحمادي في اتصال هاتفي لـ”العربية.نت” أن ما جاء في مقاله بـ”الشرق الأوسط” أسيء تفسيره.. أقسم بالله لم يدر بخلدي أي إسقاط أو إساءة للشعب المغربي الشقيق.

وفي تفسيره لمفردة “انفتاح” التي عنى بها المغرب، يقول الحمادي: “عنيت المعنى الصحيح وهو ما تتمتع به المغرب من ثقافة وحوار وتاريخ وحضارة وليس كما يراه بعض الخبثاء”.

وفي الجانب السعودي انتقد نقاد رياضيون مقال الحمادي الذي أثار جدلاً واسعاً، حيث قال الكاتب السعودي منصور الجبرتي إن كاتب المقال “ما كان ينبغي له أن ينشر رسالة القارئ في عموده لما احتوته من إيحاءات قابلة للتأويل”، لافتاً إلى أن الحمادي مسؤول مسؤولية كاملة عن أي تأويلات قد تطال المقال.
منصور الجبرتي
منصور الجبرتي

وقال الجبرتي في اتصال هاتفي لـ”العربية.نت” إن الاسقاطات التي تتعلق بالشعوب لها حساسات عالية جداً وتؤخذ على محمل جاد، وبالتالي فإن التعامل مع ظروفها يتطلب أيضاً أن يتعامل معها الكاتب بحساسية مماثلة، خصوصاً في حال شكلت ردة فعل من قبل المتلقين.

وأثنى منصور الجبرتي على اعتذار الكاتب في مقال نشره اليوم بصحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية و”هيسبريس” المغربية، متمنياً ألا يكون صدى المقال أكبر من صدى الاعتذار، مشيراً إلى أن ما حواه المقال الثاني كان واضحاً في مضمونه خصوصاً أن الكاتب استخدم مصطلح “بلدي” في حديثه عن المغرب في تأكيد على إدراكه للأواصر المتينة التي تربط البلدين وعلى عدم رضاه عن أي صور نمطية أخرى.

وجاء في المقال “التصحيحي” للحمادي الذي عنونه: “إلا بلدي المغرب أيها المتعصبون!”: “هنا أقول للصائدين في الماء العكر إن المغرب كبلد عزيز غال على كل السعوديين حكومة وشعباً، هو جزء من هذا الوطن الغالي، وإن كنا رمينا خلال مقال أمس على أوروبا، فإن هناك من أراد تجييره على المغرب، ولن يتحقق لهم ذلك، لأن المعنى واضح والعبارات كاشفة لكل من أراد لبساً وأخطاء يتنعم بها. لا أقبل على بلدي المغرب كلمة عابرة، فكيف بإساءة كامنة، هو بلدنا وأهله أهلنا، لكن حسبنا وإياهم أن المجتمع الكروي قد يفيض بما لا يليق أحياناً”.

وختم الحمادي مقاله: “أقول يا صديقي إن كان من أهلي في المغرب من رأى أنني من فرط القسوة على البلجيكي قد تجاوزت، فليقبلوا مني اعتذار المحب لكل ما هو مغربي، بصفة خاصة، وكل ما هو رياضي مغربي بصفة عامة، فنحن أنتم، وأنتم نحن، والله أعلم بالنوايا يا من أسأتموها، وحسبنا الله ونعم الوكيل”.
“الجمهور” ينتقد
صالح الطريقي
صالح الطريقي

من ناحيته، اعتبر الكاتب السعودي سليمان الجمهور أن كاتب المقال لم يحالفه التوفيق في نشر “3 نساء أخرجن الهلال”، واصفاً في اتصال هاتفي لـ”العربية.نت” مقال الحمادي بالمسيء.

كما انتقد الناقد السعودي صالح الطريقي مقال الحمادي قائلاً: “كما في السياسة نفاق وكذلك في الرياضة أيضاً نفاق”، مبدياً دهشته من تحميل كاتب المقال مسؤولية خروج الهلال السعودي من نصف نهائي أبطال آسيا للمدرب البلجيكي إيريك غيرتس.

وأضاف الطريقي في اتصال هاتفي لـ”العربية.نت” أنه يجب على الشارع الرياضي السعودي أن يتعامل مع لقاء ذوب آهان الإيراني على أنه مجرد مباراة في كرة القدم، حيث يتأهل الفريق الأفضل، وعدم تناول الموضوع بأنه خيانة، لافتاً إلى أن غيريتس قدم الكثير للهلال السعودي.

العربية نت