منى سلمان

قانون القطيعة !!


[ALIGN=CENTER]قانون القطيعة !![/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]حبوباتنا في المثل بيقولوا: القطيعة يا في فضايا ..ولّا في راكوبة حاحايا !!
ومعنى المثل إنك عندما تريد بـ العربي الفصيح كده أن تقوم بتقطيع فروة أحدهم .. أو بـ كلام الدين: تقوم بأكل لحم أخيك ميتا … وبـ البلدي كده تدوّر ليك قعدة قطيعة ونميمة .. إذا أردت ذلك فيجب أن تقوم بتأمين مكان القطيعة، بحيث تتأكد أن لا أحد يسمع أو يتصنت عليك، عشان كده الحبوبات قالوا:
القطيعة لازم تكون في فضايا .. بمعني أن تقيم مجلس القطيعة في خلا أو ساحة خالية، بحيث تستطيع أن ترى من يتجه إليك من بعيد، فتقوم بتغير الموضوع في الوقت المناسب .. أما الخيار الآخر للمكان المناسب فيكون في راكوبة حاحايا (يعني ما عندها حيطان) حتى لايختفي خلفها من يتنصت عليك ويجيب ليك الهوا !!
تلك هي أبسط القواعد لتأمين القطيعة والتي للأسف لم تراعيها نتيجة لـ الغبا والصايب .. كل من الشقيقتين (منال) و(هدى) عند زيارتهما لبعض أقرباءهن في أحدى ضواحي الخرطوم للتواصل وقضاء بعض الواجبات الإجتماعية المتراكمة من بكيات وأعراس ونفاسات وغيرها، فبعد جولة شملت جميع بيوت أقاربهم في المنطقة تقريبا، نبهوهم لضرورة القيام بزيارة إحدى قريباتهن والتى يقع بيتها على أطراف الحي .. كانت تلك القريبة صماء وبكماء( طرشة) ولها إبنة وحيدة أيضا مصابة بنفس الإعاقة، وقد تزوجت تلك الإبنة بشاب بنفس المواصفات كانت قد إلتقته في معهد الصم والبكم والعجيبة أنهم أنجبوا طفلة بها نفس الإعاقة .
توجهت الشقيقتان لزيارة منزل تلك القريبة فوجدن الباب مفتوحا على مصرعه ومسنودا بحجر كبير.. بدأت (هدى) في الطرق على الباب فأفحمتها منال قائلة:
لو قعدتي تدقي الباب لغاية بكرة الحا يسمعك منو؟ ما شايفاهم تاكلنو بي حجر ؟
أجابتها (هدى) بعد إستدراكها :
كُر علي !! ..ثم واصلت :
يعني تاكلين الباب بـ حجر عشان ما بيسمعوا لو زول دقًا الباب ؟!!
إتفقتا:
كان كدي .. أحسن النخش طوالي ..
دخلتا عبر ممر (زقاق) طويل بعد أن تجاوزتا الباب المفتوح إلى الداخل، بينما إنهمكتا في الحديث بصوت عالي أثناء سيرهن (طبعا واثقين إنو ما زول سامعم)!!
ذكًرت (منال) شقيقتها (هدى) بمسلسل سوري كان يبث قبل فترة في القناة القومية قائلة:
متذكرة المسلسل السوري الفيهو البطلة الطرشة؟؟ .. لمن عرّسوها ورحّلوها لـ بيت راجله .. مش إتفقت معاهو وكتين يمشي الشغل .. يقوم يهز ليها فرع الشجرة القدام البيت لما يرجع من الشغل عشان تشوفا وتفتح ليهو الباب ..؟!!
أجابتها (هدى):
والله حريفة شديد .. ما أظن زول يفكر في حركة زي دي!
واصلتا الحوار عن الطرشان وهما تعبران الزقاق لينتهي بهم إلى مجلس تحت تعريشة ظليلة في الحوش الخلفي للبيت يجلس فيه شيخ كبير ومعه رجلين .. تفاجأت الشقيقتين برؤيتهم فرفعتا أيديهما بحركة تلقائية للتحيه بلغة الإشارة، عندها هب الشيخ واقفا وهو يقول مبتسما:
وعليكم السلاآآآم والرحمة… مرحب حبابكن !
(طبعا من الواضح أن الشيخ وضيفيه قد سمعوا كل ما قالتاه من كلام عن الطرش والطرشان) .. تصلبتا من الصدمة وبدأن في الهمهمة بعد أن تأكد لهن (إنو الجماعة نِسو يقولوا ليهم .. أتاري راجل قريبتم بيسمع ويتكلم في أمانتي الله !
(عاد ده كلام ) !!!.[/ALIGN] لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com