جرائم وحوادث

شرطة البحر الأحمر تحتضن( العجب) الطفل الجانح


أحدثت مشاهد شريط الڤديو الأخير جرحا غائرا في نفوس السواد الأعظم من الشعب السوداني الذي أظهر إستياءا وغضبا واضحين من الطريقة التي نفذ بها شرطيان قرارا قضائيا صدر بحق فتاة ،وخرجت أمس الأول مظاهرة منددة بسلوك الشرطيين ، مستنكرين الطريقة المهينه التي تم بها تنفيذ العقوبة ،وأعتبر الكثيرون أن هذه الحادثة لا تشبه قيم المجتمع السوداني وتخصم من رصيد الشرطة ،ولكن بمثلما يرتكب بعض منسوبي هذا الجهاز الهام أخطاء معزولة وإستثنائية تثير إستياء الرأي العام ،تظل هناك اشراقات كثيرة للشرطة تستحق أن نلقي عليها الضوء ونشيد بها وذلك لأنها تعكس الوجه الحقيقي للشرطة السودانية التي لايزال ثوبها مرصعا بكل ماهو جميل رغم بعض الأخطاء الفادحة التي يرتكبها عدد محدود من منسوبيها …ففي ولاية البحر الأحمر ظلت شرطتها تضرب بيد من حديد على مخالفي القانون وعين ساهرة على أمن وسلامة المواطنين ،وفي ذات الوقت لم تغض الطرف عن دورها الرسالي تجاه المجتمع توعية وإرشاداً وتفاعلاً مع قضاياه وتواصلاً إنسانياً حميماً ،فما قامت به شرطة حماية الأسرة والطفل بالولاية قبل أيام خلت يستحق أن يكون أنموذجاً رائعاً ومثالاً متفرداً لكل المؤسسات الأخرى وذلك لانه يجسد قيم وعادات هذا الوطن المتفرد .. وتتلخص القصة الجميلة التي لازالت مثار حديث كل مواطني الولاية ومدينة بورتسودان في قيام وحدة حماية الأسرة والطفل بقيادة مديرها العقيد الإنسان الدكتور محمد الحاج عبد الله والملازمين عمر الدحيش وإدريس بمد يدها لإنتشال طفل صغير لم يتجاوز الثامنة من براثن الجريمة ومستنقعها الآسن وذلك عبر بادرة هي الأولى من نوعها ،فالطفل العجب من الذين نطلق عليهم ظلما مفردة الشماشة خطفت الظروف الاقتصادية براءة طفولته وحولته الى مجرم إستغله بعض ضعاف النفوس أسوأ إستغلال ليتحول الى جانح وجاني رغم أنه ليس كذلك لأن الجاني الحقيقي المجتمع وأسرته التي تخلت عنه ليهيم في الطرقات بحثا عن مايسد به رمقه بشتى السبل في زمن لايرحم أمثاله ،ولأن وحدة حماية الأسرة والطفل تضم من يتصف بعاداتنا السمحة لم يهتموا بالستين موبايل التي سرقها العجب من قبل ولم تفقدهم البلاغات العشرة المفتوحة ضده الأمل في تقويم إعوجاج مشوار هذا الطفل المظلوم فبادروا برعايته حفاظا عليه، ودشنوا هذه الرعاية بختان العجب في حفل تجسدت فيه أسمى معاني الإنسانية وسط حضور مقدر من أبرز قيادات الأجهزه الأمنية وعلى رأسهم مدير شرطة النظام العام العقيد حسين أبشر ومندوب المنظمة السويدية والأستاذة غادة من الرعاية الاجتماعية والاستاذة صفية طمبل التي قامت باحضار الضريرة والجرتق ورجل الأعمال وجار الوحدة ابوالقاسم وافراح عبد الصبور وبحضور كل منسوبي الوحدة من ضباط وجنود ،وفي أجواء فرايحية صدح خلالها الفنانان محمد وأوغسطين باحلى الأنغام زرف الكثيرون الدموع فرحا بما قامت به وحدة حماية الأسرة والطفل تجاه العجب، وحزنا في ذات الوقت على طفل يحتفل بختانه بعيدا عن حضن والدته التي أنابت عنها الرقيب هويدا والحاجة صفية في تخضيبه بالحناء في مشاهد مؤثرة أكدت أن الشعب السوداني لايزال بخير رغم رياح التغيير العاتية التي ضربت قيمه في مقتل ،وشرطة حماية الطفل لم تكتفِ بذلك حيث قامت بشراء دراجة للعجب وملابس وأعلن أحدهم عن رعايته واعتباره أحد أبنائه وقرر أن يلحقه بالمدرسة في بداية العام الدراسي الجديد.
مبادرة وجدت إرتياحاً بالغاً من قبل الشارع ببورتسودان حيث تم وصفها بالمتفردة والأصيلة وحظيت شرطة حماية الأسرة والطفل باشادة خاصة وتقدير كبير ،ويقول مدير شركة سومارين للملاحة ودغيم للسياحة عماد هارون إن ماقامت به وحدة حماية الأسرة والطفل يؤكد الكثير من الحقائق أبرزها تعاطي مجتمعنا لقيم التكافل والتعاون ،ويوضح الأدوار المقدرة التي ظلت تلعبها الشرطة السودانية من أجل محاربة الجريمة وحماية المجتمع ،ومبادرة وحدة حماية الأسرة والطفل اعتبرها عملاً كبيراً يستحق أن نقف جميعا على أثره خلف هذه الوحدة حتى تتمكن من رعاية وحماية الأطفال الذين وضعتهم الظروف الحياتية المختلفة أمام ظروف قاسية ،وأعلن عماد هارون عن تجاوبه مع كل مبادرات وحدة حماية الأسرة والطفل .

الصحافة


تعليق واحد

  1. يا ابوي الناس دي خرمانة ليها لي حفلة ساااااااااااااااااااااااي كب كب chep chep