ثقافة وفنون

عجاج في ذكرى رحيله الثالثة.. حضور رغم الغياب


هاشم صديق يعود للمنابر الثقافية بعد غياب استطال .. ومن لم يحضر من قبيلة المبدعين مساء الاثنين الماضى فى تأبين الراحل الموسيقار بدر الدين عجاج فى ذكراه الثالثة ..فقد احتشد النادى العائلى بشارع المطار بكل ألوان الطيف الفنى والثقافى والرسمى والشعبى .. بينما كريمتاه نانسى ونهى تستقبلان الحاضرين فى حفاوة وعرفان لمشاركتهن تأبين والدهن قبل ان يعتلين المسرح ويغنين من ألحانه ما وهب لهن من ابداع وسيرة فنية تلتصق بهما.
قرأ هاشم صديق نصا شعريا استطاع ان يحرك به ركون المشهد الثقافى ..فزمن طويل لم تشنف اذان الخرطوم بماتع نظمه وحروفه المعاشة ..وذكر هاشم صديق مسيرته الابداعية هو يكتب وعجاج يلحن معتبرا اياه من التجارب الابداعية التى رسخ منتجوها فى سماء الابداع السودانى ..وعرج بالحديث عن نصه المنظوم لمحتك من لحن بدر الدين عجاج واداء الراحل مصطفى سيداحمد ..كما عقبه فى الحديث الشاعر محمد مريخة صاحب اغنية كيف انساك التى لحنها الراحل لمصطفى سيد احمد وشكلت نقلة نوعية فى الفن السودانى وكشف مريخة ان عجاج اسره بأن منتوج ألحانه يبحث له عن فنان واحد يؤديه حتى ترسخ تجربتة الفنية وتقترن بمبدع فى مجال الغناء ولكن مريخة حبذ له تعدد ألوانه اللحنية بأصوات فنية شتى حتى لا تتقارب التجارب وتنتشر اعماله بكذا حنجره.
تغنت المبدعة أمال النور بلمحتك وتحدثت انها فى آخر مكالمة هاتفية مع الراحل قبل تسعة اشهر من الرحيل طلبت منه ادائها فأوصى بان تفعل بل منحها حق الاداء الكامل للاغنية، كما اضافت انه طلب منها رعاية ابنته نهى التى كانت تتلمس دروب الفن حينها قبل ثلاث سنوات باعتبار ان ناس آمال اهل البيت الفنى ونهى وافدتهن الجديدة.
حضر الوزير السمؤال خلف وزير الثقافة وفنان الشباب محمود عبد العزيز باستقبال خاص من الحاضرين وبدا ترباس فى زى سماوى بينما القلع عبد الحفيظ صديقه اللدود نافسه فى الحضور بزى بلدى وملحه الحاضرة..جيل الفنانين الشباب والسابقين كلهم كانوا حضورا بجانب عدد كبير من الشعراء تقدمهم الحلنقى وبدرالدين الفاتح ود. عمر محمود خالد.
واخذت نهى حبل الابداع المتصل فى اسرتها وتعنتت بلحنين لوالدها فيهما نشيج الفراق وبصمته الابداعية اللحنية التى ميزتها بحنجرتها وتبعتها نانسى شقيقتها فى اغنيتين من اعمال والدها ولحقهن سيف الجامعة باعادة غناء لمحتك وشاركته آمال النور فى مقاطع منها.
واعتبر الملحن بشير عباس ان الراحل اضاف للجملة اللحنية السودانية الكثير معتبراً أياه من اوائل من ادخلوا الاورغ فى المنظومة الغنائية فردية وجماعية وتميز بذلك واستطاع ان يجد لنفسه مكانة كبيرة بين قبيلة الملحنين بتميز اعماله وتنوعها.
وكعادة الزمن الذى يسرق الاشياء الجميلة اشارت الساعة لتمام الحادية عشرة بينما كان الحاضرون ينيخون الاسماع والمسرح يتهيأ لمزيد من الابداع..ولكن ماتبقى من تأبين اكمله الحاضرون بأحاديث جانبية عن تجربة الراحل الفنية طالما استعصى على مكبرات الصوت ان تفعل.

الخرطوم: حسام الدين ميرغني
الراي العام