سياسية

فنانو السودان يرفضون الانفصال


ظل تأثير الفن في وجدان المواطن السوداني كبيرا في دعم اتجاهات الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، وإن كانت المؤشرات حتى الآن توحي بأن جنوب السودان ذاهب إلى الانفصال فقد رفض فنانون فكرة الانفصال باعتبارها سيناريوات سياسية مرسومة وفق اتفاقات وبرتوكولات، مشيرين إلى أن الوجدان السوداني سيظل موحدا رغم التباعد الجغرافي.

ويؤكد الموسيقار بشير عباس أنه كواحد من أبناء السودان لا يقبل فكرة انفصال الشمال عن الجنوب، ولا سيما أن إبداعه الموسيقي خرج من جنوب السودان إلى أرجاء العالم.

وأشار إلى أنه سيظل يغني للوحدة حتى بعد إعلان الانفصال، وحول حال الفنون بعد الاستفتاء، قال عباس إن “الحدود لن تمنع التواصل مع جيراننا الفنانين، ولن نحيل ماضينا إلى ذكريات فقط”.

الموسيقار بشير عباس
(الجزيرة نت)
وشدد الموسيقار السوداني على أن الفنون لا بد أن تواصل عملها الذي بدأته منذ وقت مبكر في التعبير عن سلام الوطن، وأوضح أنه من أكثر المتمسكين بوحدة السودان ولم يفقد الأمل في أن يظل السودان وطنا واحدا يسع الجميع. وقال “كنت أنوي أن عيش سنوات عمري في جنوب السودان الحبيب.. ولا زالت تلك أمنية أسعى لتحقيقها”.

استفتاء الوجدان
من جانبه يقول المطرب سيف الجامعة إن الاستفتاء الذي تم إجراءه ليس استفتاء للوجدان وإنما استفتاء سياسي، وبالتالي ستنعكس نتائجه على الواقع السياسي، ولن تنعكس على الواقع الإنساني والوجداني، وأكد أنه مهما حدث من نتائج فإن “إحساسنا تجاه الوطن لن يتغير أبدا، وسنظل نغني لتعود الوحدة من جديد”.

وليس بعيدا عن ذلك اعتبر الموسيقار حافظ عبد الرحمن أن الوجدان السوداني سيظل موحدا رغم كل ما سيحدث. وشدد على أن الفنانين تقع عليهم أعباء إضافية في الارتقاء بثقافتهم لفهم دواخل الإنسان السوداني، والنظر إلى الاختلافات الكثيرة داخل الوطن خاصة الجهوية والقبلية واللغوية.

أما الشاعر مدني النخلي فيعتبر أن المثقفين بجميع تلاوينهم قادرون على لعب أدوار عجز السياسيون عن القيام بها، وأن من شأن الدور الثقافي والفني أن يؤثر في الرأي العام على المستويين الداخلي والخارجي.

الشاعر مدني النخلي
(الجزيرة نت)
نتمناه موحدا
أنور عبد الرحمن عضو مجموعة عقد الجلاد الغنائية التي كان لها دور كبير في تقديم أغان داعمة للوحدة والسلام أكد أن الفن مهنة سامية تحمل رسالة قوية “نسعى لتحقيقها لدعم السلام مهما حدث من نتائج للانفصال”.

وأضاف “من خلال مجموعتنا الغنائية اهتممنا بقضايا المجتمع المختلفة وإبرازها ومناقشتها عبر مشروع غنائي، ونعمل على تفعيل دور الفنان في خدمة قضايا مجتمعه، ومن هذا المنطلق سنغني لخريطة السودان الواحد المليئة بالتعدد والفن والتباين والتمازج”.

وتابع “لن نتوقف عن تقديم أعمالنا بمختلف اللهجات واللغات التي يتغني بها أهل السودان وسنردد أغنيتنا الشهيرة (الناس في بلدي يصنعون الحب)، سيكون الفن مرآتنا من أجل مجتمع معافى ومسالم”، مشيرا إلى أن المجموعة قدمت عملا غنائيا في هذا الإطار أطلقت عليه اسم (نتمناه موحدا).

الجزيرة نت