قير تور

وهذا التوأم


[ALIGN=CENTER]وهذا التوأم[/ALIGN] تطرقنا في هذا الباب الاسبوع المنصرم الى موضوع الأب التركي الذي اكتشف بأن أحد توأمين انجبتهما زوجته غير مطابق معه فاحتفظ بالذي اثبتت الفحوصات الحيوية بنوته له بينما نبذ الآخر.
في موضوع اليوم نتطرق لأب آخر من الجارة مصر رزقه الله بتوأمين حلال لم يشك في والدتهما إطلاقاً ، لكنه قام بمحاولة فاشلة بالتخلي ـ ولو ظاهرياً ـ عن أحدهما.
ذهب الزوج برفقة زوجته الى أحد مستشفيات القاهرة للتوليد وبحمد الله وضعت السيدة التي في سن الثلاثين توأمين ذكرين.وتم وضع الطفلين بالقرب منها وزوجها مهتم بها لا يفارق مكانها ، ثم جاءتها إغفاءة قصيرة عندما صحت منها إكتشفت إختفاء أحد الطفلين.توجهت السيدة إلى زوجها بالسؤال عن الطفل الآخر الذي لا يوجد في سريره فاجابها هذا ببرود شديد عن احتمالية تعرضه للإختطاف والسرقة !!!.لكن إجابته كانت مثل الصاعقة لزوجته فقد صرخت بهلع على إثره اجتمع عمال المستشفى الذين ابلغوا الشرطة التي بدورها ارتابت في الزوج المرتبك.
لم يكن هذا الرجل يعتقد بأن زوجته لها عقل مختلف عنه وطريقة تفكير منفصلة ،حسب تقديري ، فهو فكر ودبّر أمر تربية الطفلين فاختار حياة يسيرة لهما وفق تقديرات لم تطبق بعد.فهو فقير ومعدم ، وجد فرصة إعالة ممتازة للطفلين فاختارها .اتفق مع إحدى السيدات الغنيات على بيع احد التوأمين مقابل اربع علب لبن ومبلغ خمسين جنيها مصريا اسبوعياً.وحسب افادات الأب للشرطة فيما بعد عقب القاء القبض عليه واجراء التحريات ، فتفكيره كان منطقياً لأن الطفل المباع سيعول شقيقه ويعيشان حياة رغدة لأي منهما!!!.
وفي نفس الدولة الجارة لنا شمال الوادي تخلت أم عن طفلها الذي ظنته سبباً معوقاً في تحقيق احلامها ونجاحها .فاحدى السيدات المغرمات بالفن التي لم تتعد السادسة والعشرين عاماً وجدت سيدات اخريات وصفنها بمشروع راقصة “هتكسر الدنيا” ،خاصة وأنها عرضت فكرة الرقص الليلي على زوجها من قبل فرفض جملة وتفصيلاً ….بل ذهب معها للمحاكم لأنها طلبت الطلاق وفي المقابل يوافق الزوج على الطلاق على أن تتنازل عن الطفل.وبدلاً عن التنازل عن الطفل للزوج مقابل الطلاق ، فكرت من التخلص بطريقة مختلفة فاتفقت مع احد السماسرة وباعت الطفل لتقوم بشراء ملابس رقص لنفسها.
ما تقدم اعلاه توضح لنا صورتين مغايرتين تماماً مستنبطتين من واقع معاش يحمل الكثير من الصور.فهناك أم صابرة تتحمل اي الم مقابل مواصلة الحياة بشرف رغم مغريات الحياة كما انحرف اليه من باع ابنه وكأن الأمر يصور نموذجا للرجال ، لكن في مكان آخر نجد أباً له عزيمة وقوة ايمان لا تلينان فلا يتخلى عن ابنه مقابل زوجة ليتها كانت اجيرة في حمل الطفل اختارت مجرد لهو وغناء ورقص نظير هدم بيتها بل تبيع من خرج من احشائها.

لويل كودو – السوداني
7 فبراير 2010م