جعفر عباس

جعفر عباس والأناناس


[ALIGN=CENTER]جعفر عباس والأناناس [/ALIGN] يقول الشاعر المصري الفاجومي الصعلوك أحمد فؤاد نجم في إحدى قصائده: قال لك ثم الجهل مصيبة/ تشرب منها تعطش تاني/ تعطش تشرب خمسة في ستة/ ميّة نار لو طالت جتة (جسم)/ لازم تلحس أتخن حتة/ يعني العقل يا خلق الله.. يعني الجهل أكثر خطرا من السرطان على الإنسان، وبما ان أنظمتنا التعليمية قائمة على الضربية (من الضرب) والتجهيل، فإنني لم أعد أحس بالمغص الكلوي والتهاب البروستات كلما اكتشفت ان هناك جامعيين يعجزون عن كتابة جملة مفيدة واحدة تتألف من مبتدأ وخبر من دون ارتكاب خمسة أخطاء: موستفى زاكية (يعني مصطفى ذكي).
ولكن تقريرا اطلعت عليه في موقع بي بي سي، جعلني اقول ان الحال من بعضه: عشرة في المائة من تلاميذ المدارس الابتدائية في بريطانيا قالوا إن الملكة اليزابيث الثانية (ملكة بريطانيا الحالية) هي التي اخترعت الهاتف.. وقياسا على هذا فإن جعفر عباس هو مخترع الأناناس! نسبة مماثلة قالت إن مخترع الهاتف هو نويل أدموندس، وهو مقدم برامج منوعات تلفزيوني.. ولما سألوهم عن أول شخصين نزلا على القمر قال 20% منهم أنهما ليوك سكايووكر وريتشارد برانسون (شخصيتان من سلسلة أفلام “حرب النجوم”)، ولو عندك أي قدر من الحياء لن تضحك عليهم.. أتحداك ان تذكر من هما أول شخصين نزلا على سطح القمر.
وسألوا الطلاب عما يعرفونه عن آيزاك نيوتن (جعله العرب اسحق نيوتن كعادتهم في السلبطة والسطو بالتعريب القسري) فقالوا إنه “اخترع” النار.. هذا هو الجهل المسلح المصفح الذي لا يُقهر بالمعرفة.. نيوتن لم يخترع شيئا، بل دخل التاريخ بالأوانطة، عندما كان يرقد تحت شجرة تفاح وسقطت تفاحة فانتفض وصار يجري ويصيح كما ذلك المعتوه ارخميدس الذي كان يسبح ثم خرج عاريا لأنه أدرك لماذا تطفو بعض الأجسام في الماء.. طيب يا شاطر.. كانت الاجسام تطفو وبعضها يغطس منذ ان فطر الله السموات والأرض فما الجديد الذي يجعلك تخرج من حوض السباحة عاريا وأنت تصرخ كالمعتوه؟ ونيوتن رأى التفاحة تسقط وعمل منها شغلانة وخرج علينا باكتشاف نظرية الجاذبية.. ولكن لا هو ولا غيره “اخترع” النار، ما لم يكن شعبولا هو مخترع الجرجير.. من أعجب الإجابات عن نيوتن أن نسبة عالية من الطلاب قالوا إنه مخترع النظام الشمسي الأمريكي mAmerican solar system ولعل هذه أفضل إجابة قدمها الطلاب المستطلعة آراؤهم، فحسب ما علمونا في المدارس فإن جميع بني البشر يعيشون على كوكب الأرض الذي هو جزء من المجموعة الشمسية، وأمريكا – من الناحية النظرية – جزء من كوكب الأرض، ولكن حكوماتها تتعامل مع بقية بني البشر على أنهم كائنات تنتمي الى كواكب خارج المجموعة الشمسية.
تذكرت مدير مدرسة خاصة في الخرطوم لفت انتباهي ان كل المدرسين عنده عواجيز فسألته عن السر في ذلك فأجاب بأنه اجرى معاينة شخصية لشاب حديث التخرج لحقن المدرسة بدماء شابة قبل زيارتي له بقليل وسأله: أين يوجد برج إيفل فجاءته الإجابة: قرب استاد المريخ في أم درمان.

أخبار الخليج – زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com


تعليق واحد