منوعات

فوح الآبري : براءة اختراع لحواء السودانية ..!


يعبق بعطرة النافذ ممتزجاً بالنسمات الخريفية الرطبة الاجواء ويغزو بنكهته اللاذعة كل البيوت السودانية بطعمه الذي يضم المتناقضين :الحلو ومر لا يكاد يخلو منزل او اسرة سودانية لا تتذوق طعمه في شهر رمضان الكريم ، ما ان تمر بمحاذاة احدى البيوت السودانية حتى تداعب خياشيمك نكهته المميزة التي تؤذن بقرب حلول الشهر الكريم حيث تتأهب غالبية الاسر السودانية في تحضيره قبل حلول رمضان بوقت طويل ويقولون فيه :
– لا يحلو رمضان الا بوجوده
تشرع الحاجة محاسن ميرغني قبل حلول رمضان بشهر كامل على الاقل في تحضير العينات والمواد المكونة لـ ( الحلو مر ) فتبدأ اولا بشراء عيش الذرة المكون للزريعة والتي تفرش في الخيش وتترك لاسبوع ويؤخذ بعد ذلك لتحويله الي دقيق يضاف اليه الكركدي والبلح والبهارات ويسبق صناعته ما يعرف بعملية (الكوجانة) التي يتم فيها خلط كل تلك المواد في عجين وتركه حتى اليوم الثاني للتخمير ، في يوم عواسة الحلو تجتمع نساء الحي في شكل نفير جماعي لمساندة صاحبة العواسة وتتكفل كل سيدة بعواسة جردل واحد لتفسح المجال لاخرى لاداء دورها .
– قال الباحث الشعبي الراحل الطيب محمد الطيب ان اصل الحلو مر او الابري يعود لمدينة بربر لكن الفضل في انتشاره لارجاء السودان كافة يعود الي نساء امدرمان من قبل فترة المهدية .
– مزايا الحلو مر وخواصة كثيرة فهو يختلف عن كل المشروبات في كونه يذهب العطش ويزيل الارهاق ، فكيف فات علينا تسجيل هذا العمل كـ ( براءة اختراع ) لحواء السودانية تأكيدا لمثابرتها واجتهادها قبل ان تتلقفه احدى الدول وتعيد تصنيعه وتصديره لنا .

صحيفة حكايات