السعن : ثلاثية الروب والسمن والماء البارد

لا يخلو سيخ لوري سفري يعبر الفيافي من قربة ماء تلاطم في مرور العربة نسمات الهواء فتحيل الماء البارد المحفوط بداخلها الي البرودة . فيطمئن قلب السائق وجوف بطنه فلا يبال بالعطش وطول الطريق ذو النسمات الحارقة … يتأكد السائق السفري جعفر دربشيق وهو في مقود لوريه ذو الراس الازرق اولا من امتلاء السعن الاسم الاخر للقربة بالماء الزلال ومن ثم يشرع في ملاطمة امواج الرمال في رهاب الشرق او الغرب او ما بينهما … قال مضيفا : ان القربة اهم عنده من رفيق الطريق اذ انها تعينه على تبريد جوفه وهو يقطع الفيافي والطرق الصحراوية ….
السعن … قربة صغيرة والقربة سعن كبير الحجم يصنع السعن من جلد الماعز او التيوس والذبيحة التي يراد استثمار جلدها لسعن يعامل الجزار سلخ جدلها بتمهل حتى يخرج في ملوسته كبيضة مقشورة لا به خرم او بعض ثقب … ثم يغمس في طشت به ماء القرض فيعمل بحمضه على تحليل الدهون والروائش الموجودة في الجلد ومن ثم يخاط فيصبح في شكل اسطواني يستخدمه البدو في تبريد المياه وخش السمن والروب واللبن الصرفه … وهناك طير ابو السعن المعروف في بادية كردفان اذ ان (قدومه) يشابه شكل السعن وهو مؤشر جيد لحسن الخريف اذ يقال خريف ابو السعن ، فتكثر الزراعة في الواطة وينشط حلب النوق والبقر بينما تقوم النسوة بحليب المعيز من الضان والغنم ، وتكثر مسميات السعن بين هنا وهناك اذ انه يسمى في الجزيرة العربية بالعكة او ( صميل ) وهو ( سعن ) يوضع فيه السمن ويصنع من جلود الحيوانات وازينها العكة المصنوعة من جلد الضب .
السعن : القربة الصغيرة اذا صار قديما قيل لها الشن ( بفتح الشين ) يقول د. فتح العليم عبدالله والمؤرخ والاثار ان السعن وجد في السودان منذ اوان الممكلة المروية استخدمته القبائل في عبور الصحراء يضعون داخله السمن واللبن والروب والماء والعسل فيحميها من التغير والسعن له دوره في حسم حروب القدماء حيث ان الحرب في الصحراء تعتمد على توفر المياه . ويضيف هو الجزء الوحيد من الحيوان لو دبغ يقعد بطول عمر صاحبه مئات السنين

صحيفة الراي العام

Exit mobile version