تحقيقات وتقارير

حماقة الحركة والحرب القادمة


[JUSTIFY]لم تغادر قضية أبيي واجهة الأحداث أبداً، وستكون مدعاة لعودة الحرب بين الشمال والجنوب وما في ذلك شك، سواء كان بسبب محاولات الحركة الشعبية وجيشها، فرض الأمر الواقع، أو لجوء حكومة الجنوب لتضمين المنطقة في حدود دولة الجنوب في الدستور الذي يجري التشاور حوله في جوبا ورفضت بعض الأحزاب الجنوبية ذلك، بحجة أن توتير العلاقة مع الشمال في هذه المرحلة لا يخدم قيام دولة الجنوب المتطلعة للاستقرار والأمن والسلام حتى تنهض وتقوم وتشبّ.
الواضح في القضية كلها أن أبناء أبيي في الحركة وجلّهم في مفاصل مهمة في هيئاتها القيادية ولهم تأثير كبير في صناعة القرار بالجنوب، هم من قام بتوريط حكومة الجنوب والحركة في هذا المأزق، وتشير كل الدلائل أن الحرب وافرة الشروط وقد تندلع إذا غابت الحكمة وعجز طرفا نيفاشا من معالجتها ومنع تدهور الأوضاع في اللحظات الأخيرة.

ولا يستبعدَن أحد حدوث تطورات على الأرض تعجِّل بالاقتتال، خاصة أن ترُّبص الحركة وجيشها بالقوات المسلحة الموجودة هناك في إطار القوات المشتركة، وكذلك التربص بالمسيرية، ماثل الآن، وهنا في الشمال يوجد استعداد كامل لدحر الجيش الشعبي إذا حاول التوغل شمالاً ووضع يده على منطقة أبيي التي لا تزال توجد محاولات ومفاوضات للتوصل لاتفاق كامل حولها حتى لا تتحوّل لكشمير أخرى كما قال د. نافع نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب، أو كما قال الفريق أول مهدي بابو نمر بأنها ستكون «القندول الشنقل الريكة» ..!!
مثلما الوضع العسكري على الأرض خطير وينذر بما لا تحمد عقباه، من مواجهات دامية ستكون نتيجتها خسارة فادحة للحركة الشعبية وجيشها، فإن الإجراءات التي تقوم بها الحركة وحكومة الجنوب بضم أبيي في دستور دولة الجنوب القادمة، سيعقِّد الحل ويقود لما قاله السيد رئيس الجمهورية في زيارته الأخيرة لولاية جنوب كردفان، إن الخرطوم لن تعترف بدولة الجنوب، إذا أصّرت الأخيرة على ضم أبيي لها في دستورها.
هذا الوضع سيكون أصعب وأكثر تعقيداً وتعلم الحركة والقوى السياسية والأحزاب الجنوبية، إذ يعني عدم اعتراف الدولة السلف بالدولة الخلف، فاعتراف الدولة الأم بالدولة الجديدة، هو جواز مرورلها وتحرير شهادة ميلادها، وغني عن التذكير، ماذا سيحدث في حال لم يعترف الشمال بدولة في الجنوب؟!!!
إذا كانت هناك مفاوضات لم تحسم بعد، ولا يزال الرئيس الجنوب إفريقي السابق ثامبو أمبيكي يقدِّم مقترحه وتعديلاته، ولم يقطع الأمل بالتوصل لحل هذه القضية، ولم تقطع جهات دولية عديدة منها سيدة الحركة الشعبية واشنطون، العشم في ذلك، فلماذا العجلة والسعي لضم أبيي بقرار من طرف واحد، لا تعلم حكومة الجنوب، ما هي أعشاش الزنابير التي يهيِّجها هذا التصرُّف الأحادي الأخرق!!.

ونعلم أن بعض العقلاء في الجنوب، يرون التريُّث وعدم التسرُّع ودعوا حكومة الجنوب أن لا تتعجل حتى لا تفسد عليهم الإبتهاج بالانفصال عن الشمال، وتفسد العملية السلسة والسهلة لإعلان دولة الجنوب، لكن ليس لديهم من يبادلهم الرأي في داخل الحركة، ولذلك من غير المنتظر والمتوقع، نزع فتيل الأزمة وحلول الحل في اللحظات الأخيرة، فإذا كانت الحرب لا محالة قائمة بسبب الحركة الشعبية وتهورها في أبيي وطمع دينق ألور ولوكا بيونق وأدوارد لينو ونيال دينق نيال ومن خلفهم باقان أموم ومن خلفهم كلهم الولايات المتحدة الأمريكية، فإن هذه الحرب لن تقف عند أبيي فقط ستندلع على طول الحدود بين الجنوب والشمال وفي مناطق تشهد توترات مزمنة بسبب الحدود أو لأسباب أخرى، فهل تستطيع الحركة الشعبية وجيشها تحمُّل تبعات ومضاعفات حروب الحدود الطويلة مع قبائل البقارة كلها التي تعرف ماذا تفعل وقد جرّبتها الحركة الشعبية؟!!!![/JUSTIFY]

الصادق الرزيقي
صحيفة الانتباهة


تعليق واحد

  1. هذا الوضع اوصلتنا لها انتباهتكم العنصرية والتى ولدت الكراهية بين الناس والتباكى على البن المسكوب لا يجدى ابيى صارت الان جنوبية رضينا ام ابينا اعترفنا بدولتهم ام لم نعترف فالعالم كلة يعترف بهذه الدولة والمنطق يقول نتحاور مع الدولة الجديدة فى كيفية السماح لاهلنا المسيرية بالرعى داخل اراضيهم