مصطفى الآغا

عطسة غيرت حياتي


[ALIGN=CENTER]عطسة غيرت حياتي [/ALIGN] ” عنوان هذه المقالة هو قصة حقيقية حدثت معي شخصيا وأكتب تحت تأثيرها الذي لازال يلازمني ”

منذ أن كنت صغيرا كنت أتساءل لماذا نقول لمن يعطس ” يرحمك الله ” ويقول العاطس ” الحمد لله ” … وبعد فترة فهمت لماذا نقولها لأن العطسة قد تكون إنفصالا مؤقتا مع الحياة إذ يقول العلم حسبما قرأت أن القلب يتوقف خلال العطس وأن سرعة العطسة قد تتجاوز 100 كيلومتر في الساعة وإذا عطست بشدة فقد تكسر ضلوعك وقد تخلع ديسكا في الأساس هو مخلخل …. وهذا ماحدث مع زوجتي فجر الأحد الرابع من أبريل 2010 …

فهي كانت ( ولازالت ) تعاني من آلام الديسم الذي جاءها من شدة تعلقها بإبنتها الصغيرة ناتالي فظلت تحملها حتى أثناء الطبخ والنفخ إلى أن شعرت بآلام في ظهرها وبعد المعاينة وصور الطبقي محوري تبين أنها تعاني من الديسك ومنعها الطبيب من حمل الأشياء الثقيلة ومنها إبنتها … ولكن مع تناول الأدوية عادت لها الصحة و عادت لحمل الصغيرة الدلوعة ( التي لو رأيتموها لعرفتم لماذا تحملها أمها ) ولكن الديسك عاد … ورغم أن طبيبنا المعالج رفض الرد على هواتفنا لأنه لايرد على الأتصالات التلفونية ولا أعرف في أي قسم ابوقراطي يمكن أن نبرر هذه الفعلة ( الإنسانية فقط لأنها خالية من أجرة المعاينة ) لهذا توجهنا لطبيب آخر كان باله طويلا … وبعدما عاين كل الصور أكد لنا أنه لا حاجة لعمل جراحي .. ومن شدة سعادتنا كدنا نحتفل بهذه الاخبار الطيبة لأن كلمة عمل وجراحي وفي الظهر كفيلة ( بتخريع أكبر الشجعان ) فما بالكم بأم لطفلة صغيرة ؟ … وفي نفس اليوم وفي الساعة الرابعة فجرا عطست زوجتي عطسة واحدة … أعادت آلامها لنقطة الصفر وأعادت أحتمالية إجراء عمل جراحي فتغيرمجرى حياتها في ذلك اليوم وتغيرت مجريات حياتي وتفكيري وحتى أسلوب عيشي وعيش عائلتي وإدركت أننا كبشر ” عرب ” لا نعرف قيمة الرياضة والسباحة والمشي والجلوس بشكل صحيح وتوزيع أوقات العمل والراحة وقيمة الإجازة حتى نقع في مصيبة أو يأتينا المرض رغم آلاف البرامج التي نشاهدها وملايين النصائح التي نسمعها ومليارات التجارب التي نسمع فيها عن محاذير الجلوس لأوقات طويلة وتجنب رفع أشياء ثقيلة وعدم المكابرة على رفض الرياضة حتى لو كان ( الجيم والمسبح ) في نفس البناء الذي نعيش فيه ….

قد تتساءلون لماذا أتحدث عن حياتي الشخصية في مقالاتي ؟؟؟ وأنا اجيبكم أنها ليست قصتي وحدي … إنظروا حولكم وستجدون مثلها الكثير …. فهل نتعظ ؟؟؟

ضربة جزاء اسددها في شباكي شخصيا وعسى ان يكون الهدف في صالحي ونصيحة كلما عطستم قولوا ” الحمد لله ألف مرة فلن يعرف معنى ما قد تفعله العطسة بالبني آدم إلا من أكتوى بنارها

مدونة مصطفى الآغا – MBC.NET
Agha70@hotmail.com