قير تور

لا يخيفه الأسد


[ALIGN=CENTER]لا يخيفه الأسد[/ALIGN] ابني الصغير إذا أردت تخويفه بشيء أو أراد أحد أفراد البيت ذلك وخاصة شقيقته فليس أمامنا سوى عبارة واحدة تكفينا للحاقه بنا خاصة عند مخرج الشقة التي نقطنها … وتلك العبارة تفيد “الكديسة في الباب” فيقف بحذر ويتأكد مما قيل له من حديث وإذا تأكد من صحة القول ورأى القط فعلاً فهويقف بعيداً منه هّذا إذا لن يغلق الباب بسرعة.وما استغربني انني أخذته مرتين خلال الفترة الماضية إلى حديقة حيوان الملز بمدينة الرياض وتجولت معه ماراً به بأقفاص النمور والذئاب والضباع والأسود ظاناً أن نفس الخوف الذي يلازمه بالمنزل عند رؤيته للقط سيكون ظاهراً خاصة وهذه حيوانات تشبه القط في الشكل وتكبره حجماً بالأخص النمر والأسد ، لكن خاب ظني والحمد لله صار يقترب من الأقفاص وكأنه يريد من هذه المخلوقات الاقتراب منه لإعلان حالة صداقة خاصة.
قد يتبادر إلى ذهن البعض بأن ابني متعود رؤية هذه الحيوانات حسب ما يشيع البعض من جيراننا الواهمون بأن الحيوانات المتوحشة تسير في شوارع كبريات مدن السودان ، فلأول مرة أجد نفسي أتمنى أن تكون أوهام آخرين حقيقة…. فليت تلك الأقاويل صحيحة والحيوانات المتوحشة تسير في شوارعنا فعلى الأقل كنا نجد العذر لما يقوله هؤلاء عنا وكذلك نجد العذر لأبنائنا إذا لم يخافوا الأسود.
حسب تقديري فقد ارجعت عدم خوف ابني من الأسد لأنه لم يخطر على باله فهو حيوان يراه فقط في التلفزيون وعندما رأه أمامه فقد أدرك عجز الموجود أمامه لأنه مسجون.
المهم لا أذكر بالضبط ما هي آخر مرة شاهدت فيها الحيوانات المذكورة أعلاه في السودان وخاصة في الحدائق المخصصة لها ، لكن يأسف الفرد أن تكون الحيوانات متوفرة في دول تجاورنا بكثرة بل أن بعض حدائق الحيوانات صار المسؤولون فيها مصابون بقلق من كثرة عدد الأسود ،الأمر الذي حدا بهم إلى تنظيم نسلها.
تعتبر حديقة حيوانات الجيزة بجمهورية مصر العربية أكبر حديقة وفي الوقت نفسه تعتبر أقدم حديقة بالشرق الأوسط إذ تم افتتاحها في العام 1891 م في عهد الخديوي توفيق وكانت فكرة إنشائها وبنائها في عهد الخديوي إسماعيل حتى يتم افتتاحها مع قناة السويس (راجع صحيفة الشرق الأوسط ، العدد 11464 ، الأحد 4 جمادى الأولى.18 نيسان (إبريل 2010 م ، صفحة 24).
في حديقة الجيزة يوجد 100 أسد ما بين شبل وبالغ، وقد سبق لإدارة الحديقة اللجوء إلى تنظيم نسل الأسود حتى تقلل نسبة الإنجاب وفعلاً قلت بـ(20%) وذلك عندما استخدموا وسيلة الحقن لكن النتيجة بالنسبة للمسؤولين غير مرضية فكل ثلاثة شهور يولد ما بين ثلاثة وأربعة أشبال أسود بالحديقة.
قد يظن البعض بأن سبب القلق الأكبر هو تزايد عدد الأسود حتى يمكنهم التخيل بأنها ستكسر الأقفاص وبالتالي تمشي هذه الحيوانات في الشوارع العامة لعاصمة الدنيا كما يطلق أهلها عليها…. التزايد جزء من سبب القلق…. أهم سبب هو التكلفة العالية للأسود إذ إن من بين هذا العدد الكبير (47) أسداً بالغاً يكلف إطعام كل واحد سنوياً مبلغ ثلاثة آلاف و626 دولاراً. وهو ما يعادل عشرين ألف جنيه مصري!!).

لويل كودو – السوداني
19 أبريل 2010م
grtrong@hotmail.com