تحقيقات وتقارير

إدراج جزيرة مروي ضمن التراث العالمي لليونسكو انصاف للحضارة السودانية


يشكل التاريخ الحضاري للسودان مجموعة من الثقافات لاتحدد بمرحلة حضارة واحدة ، فبدء من العصر الحجري الحديث ومرورا بحضارات كرمة ، نبتة ، مروي ، نوباديا المقرة ، علوة ، سلطنة الفونج السنارية ، تقلي ، المسبعات وانتهاءا بالدولة المهدية ينحدر الينا تراث صخم لم يلق الاهتمام الجدير به الا في العقود الآخيرة عقب الاستقلال وعند الشروع في انشاء السد العالي عام 1960م وما تطلبه من تضافر الجهود للقيام بأكبر عملية انقاذ للآثار في تاريخ الإنسانية بالمنطقة الممتدة من الشلال الاول وحتي كوش جنوبا والتي تم خلالها انقاذ اثنين وعشرين موقعاً اثرياً ، تعد هذه المرحلة البداية المعرفية للتاريخ القديم لحضارة السودان إعتمدت خلالها لجنة اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي جبل البركل واهرامات نوري والكرو وصنم ابو دوم بالولاية الشمالية

وتواصلت جهود البحث الآثاري من قبل العلماء والدارسين للآثار والتاريخ والانثربولوجيا ليكلل نجاحها باعتماد لجنة اليونكسو في يونيو الماضي جزيرة مروي عاصمة مملكة كوش ضمن قائمة التراث العالمي انصافا للحضارة السودانية والنوبية اقدم الحضارات في الوجود

و قد تقدم باقتراح ادراج جزيرة مروي ضمن قائمة التراث العالمي جمهورية مصر العربية وتم تعزيز الاقتراح من دول البرازيل واثيوبيا والصين والبحرين ومالي والامارات كما وجد الاقتراح مساندة سويسرا والسويد

ويؤكد مندوب السودان باليونسكو السفير عبدالحفيظ العوض ان فوز الاقتراح بالاجماع جاء لوقوف هذه الدول مع السودان بلا تحفظ خاصة في المسائل الثقافية مشيرا الي ان خطوات ادراج جزيرة مروي بدأت في العام 2004م عند زيارة مدير عام اليونسكو للمنطقة

ويقول محجوب محمد عثمان عضو وفد السودان ان اعتماد جزيرة مروي ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو تم بالاجماع رغم اعتراض احدي لجان التقييم علي ادراج جزيرة مروي بحجة اختراق طريق التحدي لهذه المنطقة ووجود خطوط الكهرباء الناقلة بالاضافة الي احتياج المنطقة للمعايير الخاصة للصيانة والسلامة مشيرا الي تقديم وفد السودان حججا قوية اسفرت عن الاجماع حول القرار

يذكر ان جزيرة مروي بولاية نهر النيل تتكون من مدافن ملوك مملكة كوش في البجراوية والنقعة والمصورات والمدينة الملكية وقد اكتشف علماء الأثار العديد من التفاصيل المثيرة عن الحضارة المروية إلا ان اللغة المروية وقفت امام اكتشاف المزيد عنها حيث ظلت نصوص اللغة المروية طلاسم لم تفك شفرتها حتي اللحظة ويرجح الآثاريون بدء كتابة اللغة المروية منذ سنة 750ق.م

اما الديانة المروية فقد توصل علماء الآثار عبر واقع السلوك الثقافي الي ان المرويون كانوا شديدو الاهتمام بحياة ما بعد الممات يظهر ذلك فيما خلفوه من مدافن ومن الأدب الجنائزي واغراض ضمتها قبورهم واحتواء معابدهم الملحقة بالاهرامات علي نقوش بارزة تمثل الحياة الابدية وحسب معتقداتهم المقدرة علي الصعود الي السماء سونا – تقرير أمل عبدالحميد