نور الدين مدني

تزيد الطين بلة


[ALIGN=JUSTIFY]رغم علمنا بأن الأمطار, أمطار خير وبركة وأنها كذلك فعلاً، لكنها عندنا تتحول إلى ويلات وكوارث وأذى جسيم، وقد تسببت الأمطار التي هطلت بولاية الخرطوم قبل يومين في وفاة أحد المواطنين واصابة اثنين جراء تهدم غرفة عليهم في الحتانة ووفاة ثلاثة أطفال غرقاً بترعة شمال غرب أم درمان.
* هذا بالطبع ما نشر في الصحف التي تباينت فيها أرقام الموتى والجرحى حسب معلومات كل صحيفة وما لم ينشر في مناطق أخرى وولايات أخرى يعلمه علام الغيوب، تغمد الله الموتى بواسع رحمته والهم آلهم وذويهم الصبر وحسن العزاء مع أمنياتنا للمصابين السلامة وإكتمال العافية.
* يحدث هذا في الوقت الذي انتبهت محلية الخرطوم عبر اللجنة الهندسية بالمجلس التشريعي بولاية الخرطوم ونائبي دائرة الخرطوم شرق والخرطوم وسط الذين قاموا بجولة ميدانية بعد ان دخل الخريف بثقله- للوقوف على ما تم في شأن المصارف التي لم تجد حتى الصيانة الدورية المعتادة، بل سدت منافذها التصريفية وامتلأت بالقاذورات وأكياس البلاستيك وعبوات المياه والمياه الغازية الفارغة.
* هذه الجولة التي جاءت عقب اجتماع تم بمقر المحلية لم يحضره المعتمد رغم وجوده بمكتبه على مقربة من الاجتماع تم فيه انتقاد شديد من نائب دائرة الخرطوم شرق محمد الاشرف التاج حمد رئيس شعبة الاقتصاد بالمجلس التشريعي لما تم في شأن المصارف التي قال المهندس عبد القادر همد مدير التخطيط العمراني بالمحلية أنهم بدأوا في تأهيل المصارف، خاصة حجم العمل المبذول مقارنة بحجم الميزانية وعدم التزام الشركات المنفذة ببنود العقد.
* لا نريد ان ندخل في تفاصيل الجولة التي كشفت حال المحلية على حد تعبير المحررة هبة عبد العظيم في تقريرها المنشور بالصفحة الثالثة من (السوداني) السبت الماضي لأن الحال مكشوف لكل راكب وراجل في ولاية الخرطوم التي تغرق كل عام في شبر ماء، ونحن مع ضرورة مراجعة الغاء المصارف التقليدية التي طالما تحدثنا عن عدم جدوى إعادة حفرها سنوياً وكيف أنها تزيد الطين بلة ولا تساعد في تصريف مياه الأمطار بل تتكدس فيها وتتحول إلى برك آسنة يرتع فيها الباعوض وكل حشرات الخريف.
* إلا ان الاقتراح المطروح أيضاً لتصريف مياه الأمطار اسوأ من الوضع الحالي وأكثر خطورة إذا لم ينفذ بصورة توفر الحماية اللازمة للمواطنين، خاصة الكبار والأطفال.
* ان حفر الآبار التي وضعت كخطة بديلة للمصارف لن تنجح في تصريف مياه الأمطار أو تمتصها كما جاء في الخبر الذي تم تعميمه ونشره بصحف الأمس، ولعل ما جرى في جبرة والصحافات خير برهان على ما نقول فقد تم حفر 20 بئراً ارتوازية ولكنها لم تنجح في امتصاص مياه الأمطار ونخشى ان تتحول هي ذاتها إلى مهددات لأمن المواطنين وسلامتهم.
* لماذا لا تنفذ ولاية الخرطوم مشروعاً استراتيجياً لتصريف مياه الأمطار بدلاً من هذه المعالجات الجزئية الدورية التي تزيد الطين بلة بلا جدوى؟.

كلام الناس – السوداني – العدد رقم 992 – 2008-08-18 [/ALIGN]