فدوى موسى

الخوف من المطر


[ALIGN=CENTER]الخوف من المطر[/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]طالعنا خبراً مفاده التنبيه لخطورة الخريف هذا العام مدير الدفاع المدني بولاية الخرطوم ينبه لخطورة الوضع بجبل أولياء والمناطق المتفرعة منها بسبب زيادة منسوب النيل مضيفاً أنه لو حدثت أقل زيادة في منسوب النيل أو تحركت رياح أوسقطت الأمطار، فإن النيل سيندفع مدمراً ما حوله، وقال إنهم رفعوا حالة الطوارئ بتلك المنطقة تحسباً للأمر نظراً لخطورته على الأرواح.. إذن الحذر والتوجس يرافقان أهالي تلك المناطق كلما هبت النسائم الخريفية التي تحمل قطرات المياه الماطرة طرفة أو إنسياباً .. نعم الأمطار هي الخير والبركة وإن غابت تضرع الناس خشية وصلاة لفالق الحب والنوى.

في هذه الأيام الأخبار تترى عن الضحايا والمتأثرين من جراء «المطيرات الخريفية الأولى».. نعم لهم الحق خاصة عندما تكون المنازل في مناطق التصريف والمناطق المنخفضة.. وحقيقة هناك من ترتجف قلوبهم عندما تبدأ السحابات في التجمع .. (حوالينا لا علينا) وكم بلغ بي التأثر مداه عندما قرأت حوار الأستاذة «أحلام حسن» مع والد الأطفال الشهداء الغرقى في مياه الأمطار المتراكمة من (حفرة) حفرها عشوائياً أصحاب اللواري فكانت مكاناً يفقد فيه «الرشيد إبراهيم» أبناءه الثلاث الواحد تلو الآخر «حذيفة ثم عامر وأخيراً محمد» هكذا تحفر مثل هذه المخاطر بكل بساطة ولم يكن أحداً يلقى لها بالاً، حتى تكاثف البخار في السماء وتساقط على الأرض المحفورة ليحقق بذلك القدر المحتوم الذي جاء لتدعيم الإهمال لمن قاموا بحفر مثل هذه الحفرة (القبر).. الرحمة والمغفرة لمن مضوا داخلها.

آخرون طالتهم الأمطار موتاً تحت الهدم والردم وهكذا تصير الأمطار التي يستنجد بها الكل مصدراً للخوف عندما تلتقي ببعض العوامل الأخرى وليس بالضرورة أن تكون هذه العوامل إهمالاً أو سوء تقدير.. فقد تكون حدود الفقر .. كمثال إنحصار قدرة البعض علي بناء غرفهم من مواد غير ثابتة لا من جهل ولكنها حدود المقدرة واليد القصيرة .. فهل هي ضرب من الأحلام أن يطلب الناس معاونة بعضهم البعض في محاولة التحول من السكن في البيوت الثابتة بدلاً عن التعرض لمخاطر الهدم والسقوط التي تتلقاهم كلما أقبل الخريف.

هكذا هو حال الخريف عندنا كل عام تحفر المجاري التي لا يتم التصريف عبرها لأنها تمتلئ بالمتاريس والعوائق من أوساخ وخرد وكل العبر الأخرى..

وحتى آليات الطوارئ التي تختص بأمر الأمطار والخريف دائماً ما يكون عملها «بعد وليس قبل»الكارثة أنه لا يمكن أن يكون في مقدورالكل تفادي بعض أخطار الخريف شديد الأمطار لأنه حتى أمر التصريف لا ينتهي بأن يتخلص كل مواطن من مياه منزله للشارع ما لم يتناسب إتجاه التصريف وتنساب المياه دون الإعتراض في المصارف والمجاري المحفورة.. لذا ترى كل عام الجرارات والجرافات والحفارين يقومون بعمل كبير يذهب قبل أن يتم أدراج الرياح .

ü آخر الكلام

مدوا أيديكم لبعضكم وأفتحوا مجاري الإنسانية بينكم لتصريف الحياة الى بحار المصلحة العامة التي يرنو اليها الجميع.[/ALIGN]

سياج – آخر لحظة – العدد 739
fadwamusa8@hotmail.com


تعليق واحد

  1. الله يستر على اهلي في الجموعية ايد الحد والسليمانية و القليعة النيل من قدام والوادي من ورى