حوارات ولقاءات

منسق عام حركة اللجان الثورية : مرشحنا لرئاسة الجمهورية هو المشير البشير(1)


830200840734AMwwwصحيفة الراي العام – حوار: كمال حسن بخيت [ALIGN=JUSTIFY]حركة اللجان الثورية على ما تُعرف به فإنها حركة سودانية تصحيحية تمارس نشاطها السياسي في تحريض الجماهير والقوى السياسية على الإصلاح وأهم ما تدفع به هو استعدادها للدفاع عن السودان ودفع مهددات الأمن القومي السوداني.. والسودان يمر في الوقت الراهن بمنعرج خطير تكتنفه الأزمات وتحدق به المخاطر من كل صوب.. مما يتطلب إعمال كل مراكز الفكر والقوى في إيجاد المخارج.. «الرأي العام» دفعت بجملة استفهامات حول الراهن السياسي على منضدة الاستاذ محمود عابدين المنسق العام لحركة اللجان الثورية لتقلب معه وجهات النظر حول الحلول الأنسب للأزمات الراهنة.. وهو رجل عرف عنه مواقفه الواضحة وفكره العميق وسعيه الدؤوب في مصلحة الوطن.. فإلى مضابط الحوار:
……………………………………………………………………………………………..
? أستاذ محمود نحن سعداء أن نلتقيك اليوم بعد فترة طويلة والبلد يمر بمشاكل وأزمات كثيرة، وسؤالنا الأول أرجو أن تحدثنا عن موقف حركة اللجان الثورية و«أنت منسقها العام» من القضايا التي تواجه البلاد الآن أولاً أزمة أوكامبو، وثانياً حل مشكلة دارفور، وثالثاً توحيد الجبهة الداخلية؟
– بالنسبة للقضايا التي يواجهها السودان وعلى رأسها قضية الابتزاز التي تقوم بها الولايات المتحدة مدعومة بالخط الصهيوني والتي تستغل فيها أدوات مختلفة في كل مرة عن الأخرى مرة في حصار ومرة في عقاب ومرة في قرارات مجلس الأمن، وهذه المرة خطوة ابتزازية لا مبرر لها في الطلب الذي قدمه لويس أوكامبو لإيقاف رئيس الجمهورية، نحن طبعاً نتفق -وفي اعتقادنا- مع كل الرأي العام أنها ليست قضية سودانية وهي قضية رأي عام حر في العالم، هل يسمحون بتدخلات في الشؤون الداخلية لأية دولة أم يحمون حريات الدول في اتخاذ اجراءاتها وترك محاكمها ومؤسساتها العدلية داخل الدولة لإتخاذ إجراءات ضد كل ما هو مخالف للقانون، وقضية أوكامبو أساساً سياسية وليست قانونية لأن اخواننا القانونيين في كل العالم الدارسين والواضعين للقانون الدولي المعاصر أكدوا أنه لا صحة قانونية في انعقاد هذه المحكمة ولا في طلب إيقاف الرئيس خصوصاً وأن السودان لم يوقع ولم يشارك في هذه المحكمة، وخصوصاً وأن هناك أمثلة فظيعة موجودة في العالم ولا تستطيع المحكمة ان تتقدم بطلب لأي من الإدارة الأمريكية أو الإدارة الصهيونية أو أي من العناصر الفاشية في العالم بمثلما تقدمت به ضد عمر البشير.
والمسألة الثانية المسألة السياسية وهي أننا أصلاً أمام خط يمثل الاستعمار الجديد الذي يأتي الآن بالقرارات والمحاصرة والعقوبات والتهديد والابتزاز السياسي، ونحن كحركة لجان ثورية في موقف متكامل ومتضامن مع القوى الوطنية كافة أنصار السلام في العالم حفاظاً ودعماً للسيادة الوطنية في السودان.
وبالنسبة لموضوع دارفور فإنه بسيط ومعقد، بسيط لو قارناه بحل مشكلة الجنوب التي كان فيها قضايا خلافية بين الشمال والجنوب معقدة جداً وهي ليست موجودة في موضوع دارفور، فمثلاً في مشكلة الجنوب كان هناك حديث عن صراع ديني بين مسلمين ومسيحيين، وهناك صراع عرقي بين العرب والزنوج وما الى ذلك، ولكن بالنسبة لدارفور نجد أنه ليس هناك صراع ديني ولا صراع عرقي وبالتالي الإشكاليات الموجودة في دارفور أخف بكثير مما كانت عليه بين الشمال والجنوب، وبالتالي كان من المفترض ان يكون الحل منذ وقت سابق، وقضية دارفور تنقسم لشقين شق مزايدة استغل للمزايدة السياسية والعداء لثورة الإنقاذ وإتاحة الفرصة للصهيونية والاستعمار لتفتيت السودان للحصول على ثرواته، وشق آخر مرتبط بالمهمشين في كل أنحاء السودان وضروة مساواة الشعب الحقيقي فيما بينه في توزيع السلطة والثروة وهذا شق مهم جداً في قضية دارفور شق سياسي بأن هناك مطالب لأهل دارفور ويريدون أن يتساووا سياسياً وتتوزع عليهم الثروة، وهذا تتفق عليه كل أنحاء السودان وتساند هذا الحق لأن هذا لو تحقق يعني أنه سيتحقق بصفة شاملة لكل المواطنين في السودان وتنتهي قضية المهمشين وما الى ذلك، خصوصاً ان السودان مقبل على صراع إيرادات بترولية وحل المشاكل الاقتصادية بشكل أسلم، وأنا اعتقد أن هذا الشق السياسي لابد ان يحل سياسياً، أما الشق الآخر والغرض منه تفتيت السودان والعمل من أجل إشاعة الفوضى المنظمة والدعوة للإطاحة بالإنقاذ فهي مسألة لابد من التصدي لها بشكل ثابت وشكل عميق وإيماني يحقق وحدة السودان شعباً وأرضاً، وبالتالي في الحديث عن مشكلة دارفور يهمل جانبها المهم وهم القواعد «الناس نفسهم في معسكرات اللاجئين والنازحين والمقيمين داخل السودان» وهم أساس حل المشكلة، أما الالتفات لما يُشاع ويشار اليه على الإنترنت والنخب والصفوة والطلائع من أبناء دارفور الذين يحاولون تعميق المشكلة وتجعل منها قضية ضد السودان ككل فهذا نعتبره ابتزازاً سياسياً تقوم به بعض النخب وهو ليس من مصلحة السودان. لذلك نحن نتحدث عن أن حل مشكلة دارفور أولاً هو حل داخلي، داخل السودان وهذا لا يمنع ان يكون هناك تضامن لدول عديدة ومنظمات إقليمية ودولية تساعدنا في إيجاد هذا الحل، وليس بالتدخلات الأجنبية وليس بفضح السودان سياسياً ولا بتعريته ولا بإنتقاده بشكل محرج ولا بالتصدي لحكومته بشكل مباشر، وإنما في إطار الحل الوطني الشامل والجامع بأن يتساوى مواطنو دارفور مع آخرين من مواطني السودان وهذا هو الحل السياسي الذي نريده.
? القضية الثالثة توحيد الجبهة الداخلية، والإلتفاف حول الميثاق الوطني؟
– طبعاً الجبهة الداخلية شعار فضفاض، وهو شعار اجتماعي وليس سياسياً، لكن سياسياً الجبهة الداخلية متناقضة، لكن نحن نأمل أن تفهم الجبهة السياسية أن هناك تناقضاً حول الصراع على السلطة بين الأحزاب فيما بينها وبين العمل الكلي والعمل الوحدوي بين كل الناس، فتتضامن من أجل الدفاع عن الوطن، والآن راية الدفاع عن الوطن تفوق مسألة الصراع على السلطة. فإذا اتخذت الجبهة الداخلية هذا الفهم وتكتلت للدفاع عن السيادة الوطنية يكون ذلك عملاً وطنياً صالحاً وإيجابياً، أما إذا كان العمل من أجل إعطاء مواقف تفيد في الصراع السياسي بين الأحزاب حول السلطة فمن المؤكد أنه سيكون شعاراً لا أساس له على أرض الواقع.
? أستاذ محمود، من خلال الإجابات فإن السودان يمر بأزمة حادة، كيف ترون المخرج السياسي من هذه الأزمات، وما هو دور حركتكم في المساهمة في إيجاد هذا المخرج؟
– الأزمة أساسا لا تتعلق بحكومة الإنقاذ ولاما قبل الإنقاذ ولا حكومات 1956م، الأزمة تتعلق بأنه: هل هناك إدراك بأن هناك شعباً حقيقياً في السودان، أم أن الأمر قاصر على الشعب السياسي والنخب والصفوة؟ منذ الاستقلال الى الآن ومنذ تكوين الأحزاب والتقلبات المتغيرة التي حدثت في النظم السياسية في السودان متعلقة بمجموعة من الطلائع تدفع بهم جماهير الشعب السياسي للوصول للسلطة ثم تتحول هذه الطلائع الى صفوة وحكام وتكون في تناقض مع مجموع عموم الشعب الحقيقي، وبالتالي هذه هي الأزمة.. هل عموم السودانيين كافة مشتركون في العمل السياسي، وفي طرح الآراء والشورى فيما بينهم وفي ديمقراطية مباشرة أم هناك تغييب لملايين من السودانيين وحصر العمل السياسي على مجموعة من الطلائع وحولهم مجموعة من الشعب السياسي الذين ينظمون وينصبون أنفسهم وسطاء بين الطلائع وعموم الشعب حصوصاً في الإنتخابات العامة؟ هذه هي الأزمة، لأنه عندما تكون هناك عملية من الضغط الخارجي تجاه الدولة فإنه إذا كان الشعب الحقيقي موجود في السلطة ويمارسها بأي شكل من الأشكال فمن المؤكد أن يكون الضغط شاملاً على كل أبناء الشعب، أما عندما يكون الشعب مغيباً فيكون الضغط في شكله موجهاً لعناصر بسيطة جداً هي التي تكون الحكومة في هذه الأزمة، وهذه الأزمة حاولنا أن نمر بها في سنة 1989م ونعقد مؤتمرات شعبية في كل عموم السودان باختلاف آراء الناس ومشاكلهم، حتى عندما تناقش قضية تناقش في كل الوطن مع كل الناس ليكون الرأي موحداً، إلا أن هذه المسألة أُجهضت وأفشلت عملية المؤتمرات واللجان الشعبية، وعدنا مرة أخرى للنموذج الحزبي. وهو نموذج جزئي وليس نموذجاً كلياً، وعلى سبيل المثال كان لنا في أيام بداية الإنقاذ أكثر من ألف مؤتمر شعبي في دارفور ولم يكن هناك حادث مسلح واحد، ولم تكن هناك حرب أهلية، ولم يكن هناك ما يسمى بقطاع الطرق ولا ما يسمى بالتمرد المسلح، كل هذه المظاهر بدأت تظهر عندما تحول النظام السياسي من نظام شعبي للمؤتمرات الشعبية الى تنظيم سياسي حاكم.
? أليس لإنقسام الحركة الشعبية دور في ذلك بعد المفاصلة؟
– طالما أنه حدثت المفاصلة فإن هذا يعني أن الأحزاب قامت، وقيام الأحزاب يعني أن الصراع بدأ مرة أخرى فيما بينها، وهذا ناتج عن تنازلنا عن العمل الكامل. وأزمة السودان لن تحل إلا بإقامة مؤتمرات شعبية ومشاركة كل الناس في كل الأحياء وكل المرافق في اتخاذ القرار السياسي، والآن نطلب من الأخ رئيس الجمهورية دعوة استثنائية للمؤتمرات الشعبية لكل أبناء السودان في أحيائهم كافة في كل مكان حتى يبدوا رأيهم حول دفاعهم عن السيادة الوطنية بشكل كامل ومتكامل.
? إنتخابات رئاسة الجمهورية قادمة، هل ستخوضونها ومن هو مرشحكم؟
– في مسألة الإنتخابات نحن حددنا موقفنا من مرشحنا في الإنتخابات، وبالطبع ليس من الضروري أن يكون عضو لجنة ثورية، وقمنا بقراءة حول السياسيين الموجودين في السودان، ومنهم متقدمون للإنتخابات فوجدنا بعض الصفات التي نؤيد من يحملونها وتجعله إنساناً نموذجياً وهو القوي الأمين الماهر في المعاملة، والشجاع في المواقف، والمتواضع الذي يتمرد دائماً على التعالي، ويكون وسط الناس والى جانبهم ومع قضاياهم ووجدنا أن هذه المواصفات تنطبق تماماً على الأخ المشير عمر البشير وفي هذه المرحلة الحساسة من تاريخ السودان في وقفنا لدفاع عن سيادتنا الوطنية، فنحن دفعنا بأن نؤيد المشير عمر البشير في الإنتخابات.
? هذا يعني إنكم كحزب لن يكون لكم مرشح؟
– لا.. نحن أصلاً كحركة لا نسعى للصراع على السلطة ولا للوصول للسلطة، لكن في نفس الوقت ندفع بمن لديهم المهارات والخبرات والقدرات للقيام بالمهام المختلفة.
? أنتم حركة ثورية فما هو الفرق بين الحركة والحزب؟
– الحركة الثورية مهمتها التحريض، ومهمتها تحريض الجماهير لإعدادهم للاستيلاء على السلطة وبالتالي ليس هنا حزباً يملك كل الجماهيرأو عضويته كل الجماهير والحركة تعمل على تحريض كل أوساط الجماهير وبالتالي حركة اللجان الثورية لا تسعى للوصول للسلطة وهي تُذاب عندما تتحقق سلطة الشعب وتبنى المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية، أما الحزب فهو وحدة فكر وإرادة وتراث، ومرض يصيبها السلطة، فالأحزاب تعاني ولا تجد نفسها إلا في السلطة، ونحن (ما عندناش الموقف ده).

صحيفة الراي العام[/ALIGN]