الطاهر ساتي

يتوارثون ذات …« الأفكار » …!!


[ALIGN=JUSTIFY]يوم كتبت عن فكرة خندق أم درمان المائي التي جادت بها قريحة معتمدها الفاتح عزالدين ، لم أكن أعلم بان تلك فكرة قديمة وراسخة في أذهان الساسة منذ العهد المايوي ، لم اكن اعلم ذلك ، بل حسبت مثل السواد الأعظم بان « الفكرة الجهنمية » هى احدى عبقريات عهدنا هذا .. ها هي رسالة بطعم أم درمان اللذيذ تصلني من عمنا الدكتور ابراهيم شمبول ، أحد عظماء البقعة ، وهم كثر .. رسالة شمبول لاتكشف باننا نعيد انتاج الأزمات فحسب ، بل توضح بان عقولنا الرسمية أيضا تتوارث « الأفكارالمحيرة » .. نقرأ الرسالة سويا قبل التعقيب …!!
** « الابن العزيز الطاهر .. تحياتي لك .. في عمودكم المقروء بالصحافة الغراء بتاريخ 17/5/2005 تحت عنوان « ولكن……الشعب عملاق » ، اوردت ما لم استطع فهمه عن تصريح السيد معتمد امدرمان ونيته في تنفيذ مشروع حفر قناة مائية حول مدينة امدرمان تأمينا من المتمردين وتجار المخدرات وعصابات التهريب.. وربما كغيري من الذين اختلط عليهم كل شئ بكل شئ لم استوعب ما حدث .. ولن ندركه الا عندما تصبح المعلومة جزءا من الـــتاريخ ، ما الذي دفعه للتصريح..؟
** لقد عرضت فكرة القناة المائية عرضا شائقا ولافتا وجعلت من امدرمان علي حبنا لها ارضا وتاريخا واخلاصا بعرضك الجميل .. و زدتنا لها عشقا وجعلت منها درة حفها النيل واحتواها البر.. وتجريدا لما طرحه السيد المعتمد من مأساوية الحدث – الذي حدث بنقص القادرين علي التمام – فان فكرة قناة امدرمان يعود طرحها للعهد المايوي ، حيث تم طرحها في برنامج الامن الغذائي وتوفير مياه الري لمشروع الجموعية الزراعي «غرب امدرمان».. وبالمناسبة طرح النميري للفكرة قد لازم حدثا مشابها لما قامت به حركة العدل والمساواة ، فقد تم طرح فكرة القناة المائية مباشرة بعد احداث يوليو1976م، وما اشبه الليلة بالبارحة ..مايهمني في تفريع النيل من جنوب المحلية غربا ثم شمالا جعلت من امدرمان التي احتضرت عند استاذ الواثق وظلها النيم والهجليج والعشر ستجعل منها يا طاهر خضرة دائمة اعانها الله وايانا – واياكم – علي وجود « الوجه الحسن » ..!!
** مالزم التنويه له ان السيد معتمد امدرمان افصح عن فكرة تالدة في زمن شبيه وحادث مشابه ..
اما عبقرية الشعب وسبقه – وعيا- للرسميين فالرسميون هياكل ومقاصد هم نشأوا في كنف ورعاية الاستعمار .. والشعب ظل في الضفة الاخرى منافحا ومكافحا ومالكا للحقيقة، ومن يلزم الحق يكرمه الله بالابداع ووضوح الرؤيا وربما الكشف عن المستور- حفظ الله السودان يا طاهر .. وتقبل تحيات عمك .. د. ابراهيم شمبول ..»
** من اليكم :
شكرا عم ابراهيم .. أوضح لك في البدء ماحدث ، وصدقا لقد اختلط على الجميع – وليس وحدك – كل شئ .. حسنا .. اليك توضيح مايحدث .. عقب هجوم حركة خليل ابراهيم – بمرتزقتها – على أم درمان ، سارع معتمد أم درمان – وسبق الاجهزة الامنية وقادتها – في الاعلان عن رغبته بحفر قناة مائية لتأمين أرواح وممتلكات أهل ام درمان ، وليس لتأمين أمنهم الغذائي كما كاد أن يفعل نميري ظاهريا وليس جوهريا .. وبما أنك ذكرت بأن نميري طرح فكرته عقب احداث يوليو 69 مباشرة ، عليه لم يكن مقصد نميري – من القناة المائية – تأمين الغذاء بقدرما كان استغلالا غير حميد للذكاء لتخدير العامة بتلك الفكرة ، بمظان أنها قد تطمئنهم من الخوف ..!!
** نعم لقناة مائية من أجل الزرع والضرع في أمدرمان وكل السودان ياعزيزي شمبول .. ولكن بالله عليك هل يتسق مع أي عقل معاصر أن يفكر البعض – في عهد العولمة والأقمار الاصطناعية وأجهزة الرصد والمراصد – حفر وتشييد القنوات المائية والسدود الترابية أسوارا حول المدن لحماية أهلها من المتمردين وتجار المخدارت والتهريب ..؟..باي عقل نستوعب ونستقبل مثل هذه الأفكار العبقرية يا عزيزي شمبول ..؟.. ليس هناك حل لحل عقدة مثل هذه الأفكار غير انك..«تدخلها بي جاي و.. تطلعها بي جاي ..» …وقبل ذلك التحلي بالصبر على ما يقولون …!!

إليكم – الصحافة – الخميس 22 مايو 2008م،العدد 5360
tahersati@hotmail.com [/ALIGN]