سياسية

كرم الله وناظر البني عامر وأدا المشكلة في لقائهما


إزالة الزرائب بمنطقة كرفس داخل مدينة القضارف وما صاحبها من ردود أفعال تمثلت في الأحداث التي وقعت بين أفراد الشرطة وأصحاب الزرائب، كانت بسبب أن الولاية أرادت صورة أجمل وأنظف للمدينة في ظل جهود الرسميين والشعبيين، تعنت بعض أفراد من أصحاب الزريبة ورفضهم الوصول إلى منطقة أخرى أدى إلى احتدام النقاش، ثم ما لبث أن ساء الوضع إلى حالة لا تشبه طبيعة وأخلاق أبناء الولاية، فكل القبائل سكنت وعاشت في وئام وتعمل وما زالت بيد واحدة مع حكومة الولاية في حفظ الأمن والاستقرار، ومنذ اندلاع المشكلة لم يغمض الوالي كرم الله عباس الشيخ جفنه لينام قبل أن تنام قبيلة البني عامر، ولم يهنأ إلا أن يضع يده بيدها لوأد المشكلة وإرضاء أولياء الدم وليسكت الأصوات المرجفة التي أرادت أن تصطاد في المياه العكرة ولم يحالفها الحظ. بعد أقل من 24 ساعة عادت المدينة إلى نشاطها وحركتها الطبيعية، وأصبح الجميع يتحدث عن لباقة وحكمة قبائل البني عامر وناظرها على وجه التحديد (علي دقلل) في اللقاء الذي جمعه بوالي الولاية كرم الله عباس الشيخ، وحول بداية المشكلة وانتهائها خرجنا بهذه المحصلة:

بداية المشكلة وخطأ توقيت الإزالة:

كانت البداية مساء يوم الأربعاء، جاءت مجموعة من أفراد الشرطة لتطالب أصحاب الزرائب بالرحيل إلى طرف المدينة حيث تم تجهيز مكان مناسب للأبقار المراد ترحيلها إلى هناك، في هذه الأثناء حدثت مشادة بين أفراد القبيلة وأفراد الشرطة أدت إلى العنف الذي أودى بحياة اثنين من قبيلة البني عامر، وجرح آخرين، وكان لأفراد الشرطة نصيب من هذه النتائج السلبية، فقد أصيب عدد منهم بجروح خطيرة، وحول استفسارنا عن ما إذا كان قرار الإزالة قد صدر وحدد توقيت معين لتنفيذ الإزالة، علمنا أن القرار لم يصدر، وأن الإزالة تمت بشكل عشوائي، إلى جانب أن التوقيت المسائي لم يكن مناسباً أصلاً، سواء كانت الإزالة رسمية أم غير ذلك.. أليس فمن الحصافة أن يكون هناك تقدير للموقف الزمني في تنفيذ أمر مردوده إيجابي للمواطن والمدينة.

على أي حال انتهت الواقعة على هذا الشكل، وبطبيعة الحال الحادث كان مؤسفاً وأغضب قبيلة البني عامر باعتبار أن من قتلا يتبعان لها.

إن بعضاً من شبابها تصرف بطريقة صعدت الموقف ورفضت تسلم الجثث لدفنها، وفي صبيحة يوم الخميس تجمع أفراد من القبيلة في مستشفى المدينة وواصلوا رفضهم تسلم الجثتين لمواراتهما الثرى واشتراطوا القصاص، بينما طالبت أسر الضحيتين إقالة مدير الشرطة وعمدة المدينة.
hanak المرجفون والاصطياد في المياه العكرة

المرجفون ما أكثرهم وظهورهم أوضح ربما خلال حدوث مشكلة صغيرة أو كبيرة، أراد البعض أن يستفيد من الواقعة التي أصلاً يمكن أن تحدث في أي مكان آخر بمنظور تطبيق القانون، ليقوم بالتشفي من هذا أو ذاك من منطلق المكايدات السياسية، إلا أن قبائل البني عامر وحكومة الولاية كانت لهم بالمرصاد، وهيهات لولاية القضارف أن تستجيب لدعاوى المغرضين للنيل من استقرارها وأمنها.

لقاء الوالي بناظر عموم قبائل البني عامر

حرص الوالي كرم الله عباس الشيخ على عقد لقاء مع ناظر عموم قبائل البني عامر (علي دقلل) الذي حضر من مدينة كسلا بهدف متابعة المشكلة عن قرب، وكان لمقدم الناظر الأثر الطيب في نفوس أولياء الدم وقبائل البني عامر.

أمن الوالي خلال اللقاء على أهمية فرض القانون، ووعد بتقديم كل من تثبت إدانته للعدالة عقب انتهاء النيابة من تحقيقاتها، وحذر من المتاجرة بالمشكلة سياسياً، وأكد على عدم إعطاء الفرص للمتربصين.

الناظر علي دقلل بدوره وبحكمة قبائل البني عامر، أكد على ثقته في جهود حكومة ولاية القضارف وأمن على حديث الوالي كرم الله عباس الشيخ.

تصرف أفراد الشرطة وأحداث السوق

كل من التقينا به أكد أن تصرف أفراد الشرطة لم يكن موفقاً خلال الفترة المسائية لختام يوم الأربعاء، ورأى الكثيرون أن فترة المساء لأصحاب الزرايب تعتبر فترة رواج عمل الحلب والتوزيع من الزرائب لأماكن الشراء المختلفة.

ردود أفعال القبيلة يوم الخميس اقتصرت على المستشفى وما جاورها، إلا أن التجار رفضوا إغلاق متاجرهم ومتابعة المشكلة من على البعد حفاظاً على ممتلكاتهم من أعمال الشغب التي ظهرت بصورة لم تكن لتعطل النشاط التجاري لأكثر من 24 ساعة.

دور القبائل المجاورة في وأد المشكلة

عدد من القبائل تجاور البني عامر وحدث بينها التزاوج والتصاهر، خلقت علاقات اجتماعية فريدة.. والعلاقات الأزلية كانت مدعاة لتدخل وتوسط قبائل الضباينة والشكرية والبوادرة وقبائل بكر في المساهمة بصورة ودية لحل المشكلة، وكان ذلك.

دفن الجثث وانتهاء المشكلة

بنهاية يوم الخميس انتهت المشكلة، كل الجهود الرسمية حكومة الولاية، والشعبية الإدارة الأهلية لقبائل عموم البني عامر، وإسهامات القبائل الأخرى، دفعت بإنهاء المشكلة، واستلمت أسر الضحيتين الجثمانين وهب الجميع دون فرز لمواراتهما، ورفع الجميع أيديهم في تلك اللحظة داعين الله أن يحفظ الجميع من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وانفض الكل لتقديم واجب العزاء في روح تكافلية معهودة، مع العلم أن الأقدار فوق الجميع، وما كان لأفراد الشرطة من قصد إلا حفظ الأمن والاستقرار.. ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نشكك في أهدافها السامية وفرضها للقانون الذي هو فوق الجميع.

خطبة يوم الجمعة

ببزوغ شمس يوم الجمعة بدأ اليوم كأن لم يكن هناك حدث بالأمس، إلا أن خطبة صلاة الجمعة في عدد من الأحياء اتخذها الأئمة فرصة للحديث عن المشكلة، وكان إمام مسجد كرري قد أوصى الجميع بعدم الإنصات للأصوات المرجفة في المدينة إزاء أحداث الزرائب، وأكد على أن دم المسلم محرم إلا أن القدر فوق الجميع، وتحدث الإمام عن الجهود التي أفضت إلى نزع فتيل الفتنة بصورة سريعة، مشيداً بالروح الإيجابية التي أبداها أعيان قبائل البني عامر وحكمة الناظر (علي دقلل)، التي كانت دافعاً كبيراً في التوصل إلى حلول مرضية لأولياء الدم، واختتم إمام مسجد حي كرري بالدعوات بتقبل من كان ضحية في هذا الحادث وأن يلهم أهلهما الصبر وأن يحفظ المدينة والولاية من كل سوء.

وداع القضارف وهي مطمئنة

عودتنا كانت عند الساعة الثالثة ظهراً، فقد توجهنا إلى السوق الشعبي خارج المدينة، ودعناها على أمل العودة إليها قريباً في ظل الوئام والاطمئنان الذي عودتنا إياه القضارف وأهلها بمختلف قبائلهم هناك- الملاحظ أن الكل كان يتحدث بأن موسم الحصاد سيكون وفيراً هذا العام، وتحدث البعض عن أن أكثر من 60%سوف يتحقق من إنتاج الحصاد، ومع الالتزام بالسرعة المفروضة من شرطة المرور على الطريق الرابط بين القضارف- مدني- الخرطوم. أوصلنا البص الساعة العاشرة مساء والحمد لله.
صحيفة آخر لحظة


تعليق واحد

  1. الله يرحم المساكين وليكم يوم ياحكومة العار تشتروا فى زمم الادارة الاهلية ياشباب البنى عامر الثار الثار .