جعفر عباس

المرأة البقرة


[ALIGN=CENTER]المرأة البقرة[/ALIGN] رزقت الآنسة البريطانية توني ايبدون بطفل جميل، ثم شرعت في استثمار كونها أم الوليد عمره شهران، وهي في غاية السعادة بقدوم الطفل “المعجزة”! هو ليس معجزة لأن أمه آنسة، فقد أنجبته من (بوي فريندها) الذي هو صديقها، وكان البوي فريند هذا قد نفر منها بعد ان تكرشت وانبعجت بطنها وتكورت، ووجد لنفسه واحدة ليس في قوامها سوى الانحناءات والالتواءات الطبيعية الشبابية.. هو “معجزة” فقط في نظر أمه التي فوجئت بصدرها يدر لبنا بكميات كبيرة تزيد عن حاجة الرضيع، فهداها تفكيرها الى استثمار فائض اللبن للتصدير.. ليس التصدير للخارج بالتحديد، ولكن لأي زبون يرغب في شراء لبن أم طبيعي
نشرت هذه البقرة إعلانا في الانترنت تعرض فيها لبنها للبيع، ووجدت من يشتريه، أي أنها اكتشفت ان هناك أبقارا وثيرانا حولها تمشي على رجلين وعلى استعداد لشراء لبنها.. وقالت ايبدون لجريدة دايلي ميل انها تُسلم من يرغب اللبن الطازج يدا بيد بعد دفع ما يعادل خمسة دولارات للأونصة، أما إذا كان الزبون يعيش في مكان بعيد فإنها تحتفظ له بنصيبه في الثلاجة، وبررت تصرفها هذا بأنها لا تعرف ماذا تفعل بفائض لبن ثدييها وهداها تفكيرها العبقري إلى بيعه ووجدت من يشتريه و”بارك الله في من نفع واستنفع”،.. اشترت مضخة تشفط بها اللبن وصارت تعبئه في أكياس تزعم أنها معقمة!! وما قيمة التعقيم يا بنت الناس؟ في المختبرات يوضع البول في أوعية معقمة والتعقيم لا يجعل البول صالحا للاستخدام الآدمي (هناك مئات الآلاف في الهند من بينهم ادميرال في سلاح البحرية يشربون بولهم يوميا بزعم أنه مفيد للصحة!! يا غجر يا تتر كيف تكون فضلات يلفظها الجسم، وما لم يفعل ذلك يصاب الجسم بالتسمم.. كيف تكون مفيدة للجسم؟ وكان رئيس وزراء الهند الأسبق موراجي ديساي يشرب بوله وربما لهذا السبب فقد منصبه بعد سنة واحدة).
وبما أنني أميل الى الوقاحة مع كل من يأتي فعلا قبيحا، فقد تمنيت لو كنت أعيش في نفس البلدة مع ايبدي هذه، لأتوجه اليها عارضا احتكار لبنها بالكامل نظير ألف دولار اسبوعيا (مثلا) بشرط ضمان أنه غير مغشوش، ولا سبيل لمثل هذا الضمان سوى أن أجيء بـ “حلاب” يتولى الحلب بنفسه.. لست قليل أدب ولكنني كنت سأستمتع بإذلالها: كل الحليب الذي يدره صدرك ملك لي ومن حقي أن أحصل عليه بالطريقة التي تضمن حقوقي، وبذلك أجعلها تحس بأنني أتعامل معها كحيوان.
وطالعت مؤخرا تقارير عن جهات تصنع الجبن من لبن النساء، وتجد من يشتريه بزعم أنه ذو قيمة غذائية عالية.. وقد طرح أحد الخبثاء سؤالا في مقال صحفي: هل لو أكلت جبنا من لبن امرأة ما وشبعت “تحرم” علي تلك المرأة؟ الإجابة عندي: هذا الصنف من النساء الذي يبيع كنزا جعله الخالق حكرا للصغار الهابطين من أرحامهن لا يعرف التحريم والتحليل، ولكن أليس أهون على قلبك ان تأكل جبنا مصنوعا من حليب وطواط من ان تذوق شيئا ولو من صدر أمك بعد ان تتجاوز الثالثة مثلا؟ إنها العولمة التي تسمح بتسليع كل شيء: كل ما يدر المال حلال في فقه العولمة.. ويا بخت المرأة الإيطالية التي تتميز بصدر كالهودج ولا يهمها أن يكون در اللبن نتيجة حمل وإنجاب نجم عن زواج مسفار أو فرفار.
كنت أود مناشدة مختبرات الأغذية في الدول العربية والإسلامية ان تبقى مصحصحة ومفتحة كي تمنع تسلل جبن لبن الأمهات الى أسواقنا ولكنني قرأت ما جاء في التقارير: هذا النوع من الجبن ينتج بكميات قليلة ولشرائح محددة من المستهلكين الميسورين (جعل الله يسرهم عسرا).

أخبار الخليج – زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com