منوعات

التكنولوجيا في الجامعات :تغييرالسلوك وتدني المهارات


[JUSTIFY]تطور طبيعي ترفدنا به تكنولوجيا العصر كل ساعة وحين، الى درجة تفوقت فيها استخداماتها على كسب العلم واكتفاء الكثيرين بالتعلم وتطوير ذاتهم من خلال مجاراة تطورات التكنولوجيا الحديثة، ليكون الشباب الاكثر شغفا في هذا المجال، باحثين عن ولوج تلك الابواب واستخداماتها في كل الضروب، ولكن يجهل الكثيرون او يتعمد بعضهم التركيز في ما يفيد من استخدام تلك التقنيات، فالمخترعون يرفدون الاسواق يوميا بتكنولوجيا جديدة ومزايا اضافية تفوق ما تم التوصل اليه بالامس، فقد اصبحت تستخدم في كثير من مجالات الحياة، إلى درجة غيرت من سلوكيات?الطلاب الاجتماعية حين اضحوا شغوفين باستخدام محركات البحث في شبكة الانترنت لما لها من سرعة في توفير المعلومات واستخراجها، ولكن الامر تعدى عند غالبية من التقت بهم «الصحافة» الى خروجهم من قاعات الدرس، لأن أحدهم سيقوم بتسجيل وتصوير المحاضرة، وبامكانهم نسخ صورة منها لاستذكارها. وفي حالات الضرورة يعيشون في العالم الافتراضي الذي يختارونه مع تكنولوجيا المعلومات، بعيداً عن القاعة والمحاضرة وما يدرسه الاستاذ، منغمسين داخل شبكة الانترنت او متلاهين بأي لاهٍ، الا لمن يجعل من المحاضرة هدفة الاول.
ولكن على ما يبدو فإن استخدامات التكنلوجيا غير المرشدة في ظل صعوبة الرقابة مهدت للكثيرين الانخراط فيها، ففي كلية الهندسة بجامعة الخرطوم تحدث الينا احمد عبد المجيد الطالب بالمستوي الثاني، منتقدا سياسية الجامعة التقليدية في التدريس، حيث ابتدر حديثه قائلاً إن الجامعة لا تشجع الطالب على التركيز ودراسة المادة من تلقاء نفسه، لانها تطالبه بدراسة مادة من «700» صفحة لا يستطيع طالب متابعتها الا اذا كان يذاكر دروسه أولاً بأول، في وقت نجد فيه أن اغلب الطلاب ان لم نقل كل الطلاب اصبحوا يمتلكون تلفونات ذات تقنيات متطورة، ?نتشرة بكثافة في وسطهم، وكذلك استخدامهم أجهزة الكمبيوتر المحمول «اللاب توب»، ويقول احمد إنه شخصياً لا يميل لاستخدام الاخير للمذاكرة الا في حالات عروض الفيديو، وفي الجامعة ممنوع استخدام الجوالات في قاعات الامتحانات نهائياً، ولكن نستخدم التلفون في تسجيل المحاضرات واسترجاع المعلومات خاصة اذا ما كان المحاضر سريعاً في استخراج المعلومات ولا تستطيع الكتابة معه، وعموما استخدام التكنلوجيا للطلاب في الجامعة أصبح نوعاً من المسؤولية الشخصية، وان كان في كل الحالات يشغل الطالب عن القراءة، وقال إننا اصبحنا بدلا من البحث د?خل صفحات الكتب لنستخرج معلومة بسيطة، نعتمد على محركات البحث، والكثير من الطلاب في حالات الواجبات والتكاليف والبحوث يميلون الى أخذ المعلومات واستخراجها عن طريق الطابعات، دون حتى الاستفادة منها او الاطلاع عليها وتسليمها الى المحاضر.
وحتى حضور الطلاب للجامعة لم يعد من اجل المحاضرات او دخول المكتبات، ولكن للاستمتاع بخدمة شبكة الانترنت المجانية في الجامعة عبر شبكة «الويرلز» اثناء الاجازات والعطل الرسمية، ويكون حضور الطلاب دائماً وخارج القاعات مما يلهيهم عن التحصيل، وإن كانت مواقع التواصل الاجتماعي قد قربت المسافات بين الناس، لكن كان لها اثرها في تغيير سلوكيات الطلاب.
وكانت هناك مجموعة من الطلاب يجلسون على المدرجات المواجهة لمكتبة المين «المكتبة الرئيسية لجامعة الخرطوم»، اقتربت منهم عندما شدني تركيزهم على شاشة اللاب توب الذي يحمله اوسطهم فوجدتهم مندمجين معه على صفحة التواصل الاجتماعي الفيس بوك.
وفي جامعة النيلين كان لنا حديث مع طالبة كلية الهندسة ساجدة كمال الدين التي قالت لي: لا اميل في المحاضرات لاستخدام «الموبايل» اطلاقا، ولكن هذا من منطلق مسؤوليتي الشخصية تجاه نفسي، والامر ليس مرتبطا بسياسة الجامعة، واسعى دائما الى الاستفادة منه في جوانب عديدة، فأنا استخدمه في تنزيل الكتب عبر تقنية (3 g)، واصبحت تغنيني حتى عن دخول المحاضرات، فاحيانا نكتفي بحضور احدنا الذي يقوم بتسجيل المحاضرة عن بعد من دون علم الاستاذ المحاضر، وبهذا اكون قد تحصلت على المحاضرة «صورة وصوت»، وطالما هناك جزء من الطلاب يحضرون ال?حاضرة ويعملون على تسجيلها ستعم الفائدة، ومن ثم بإمكاننا تحويلها عبر تقنيات البلوتث، وبالنسبة للاساتذة الذين يلحون على دخول الطلاب للقاعات والالتزام بالحضور، نجد أن الالتزام لم يعد ذا جدوي في زمن المعلومات، فالكثير من الطلاب يدخلون المحاضرات ليسجلوا حضورهم الواقعي، في حين تجدهم خارج المحاضرة حقيقة لأنهم يستخدمون هواتفهم في الدردشة عبر دخول مواقع التواصل الاجتماعي «الفيس بوك»، وقد يدخلون في دردشة فيما بينهم، او يسمعون الاغاني عبر مشغل الموسيقى، او يستمعون الى الاذاعة او يتصفحون الانترنت.
وفي ذات الجامعة ومن الكليات النظرية تحدث الينا الهادي النعيم قائلاً: إن زحمة الطلاب بالقاعات تمنحهم اكثر من فرصة اثناء الامتحانات خاصة مع كبر حجم القاعات، فلا يستطيع الاستاذ المراقب ان يرصد حركة كل الطلاب، فيسعى الكثير منهم الى دخول النت من هاتفه الجوال، واستخراج الاجابات النموذجية لاسئلة الامتحان دون أن ينتبه له الاستاذ، وبالامكان كذلك ان تقوم بتحويل الاجابة الصحيحة عبر البلوتث الى اصدقائك اثناء الامتحان، وحقيقة قاعات الجامعة مساعدة حتى في اجراء مكالمات هاتفية، فمن الممكن أن تتصل بشخص خارج القاعة ليخبرك ?الاجاباب باستخدامك للسماعة.
وفي ظل وجود التقنيات المتطورة وسهولة استخدامها نجد أن «زول واحد يدرك الإجابات الصحيحة ممكن يكون مفتاح نجاح كل الدفعة»، بل وتتفوق وتحرز درجات عالية وبامتياز، فمن الصعب تطبيق نظام الرقابة، وهذا يشجع الطلاب على عدم المذاكرة، خاصة بالنسبة لنا في الكليات الادبية التي تعتمد اغلب موادها على الحفظ، وسهل لنا التواصل مع الاساتذة، حيث أننا عند تسليم الواجب والبحوث والمقالات نرسلها عن طريق الايميل، بعد ان قربت التكنلوجيا المسافة ما بين الطالب والاستاذ عبر التواصل بينهما.
ولكن في اتجاه آخر يضيف الهادي قائلاً: مع كل هذا فقد وفرت لنا تكنلوجيا الهواتف و «الفلاشات» ميزانية كبيرة كانت تحسب علينا في شراء الكتب ودخول المكتبات وزحمة الطلاب على المراجع غير المتوفرة، ورحلة البحث عن مرجع بين مكتبات الجامعات الاخري، وزحمة تصوير المرجع والمذكرات مع اقتراب موعد الامتحانات بسبب استخدام الفلاشات وتحويلات البلوتث. وغير ذلك بعيدا عن جو الجامعة والفوائد الاكاديمية استخدم الانترنت في مطالعة الاخبار والصحف اليومية ومعرفة اخبار الجامعة، فبفضل تدفق المعلومات على شبكة الانترنت أدخل موقع الجامعة و?لكلية واتعرف علي آخر التطورات والتحديثات في الكلية، ومتابعة اخبارها والحصول على نتيجة الامتحان من موقع الكلية.
ولكن معاناة حقيقية اصبح يعانيها المحاضرون واساتذة الجامعات في توصيل المعلومة، حدثنا عنها استاذ الاقتصاد بجامعة بحري الدكتور معتصم ابراهيم مالك قائلا: ان هناك نقطتين اساسيتين في هذا الموضوع، اولهما ان الطالب عندما يحضر المحاضرة يجب ان يتعلم كيف يأخذ المعلومة من الاستاذ من لوحة العرض، ويتعلم تطوير قدراته الكتابية حتى يأتي بإجابات نموذجية في الامتحان، ولكن ابتعاد الطلاب عن الكتابة في المحاضرات لم يضعف قدراتهم الكتابية وحسب، بل حتى قدراتهم التعبيرية، بعد أن اصبحوا يعتمدون على التسجيل بالهواتف، وهذا خطأ كبير ول? مبرر له اطلاقا، والمسؤولية فيه مشاركة ما بين الطالب والمؤسسة الاكاديمية.
ولكن القضية اكبر ذلك، فالطلاب ابتعدوا عن المكتبة، فمن المفترض أن يطالع الطلاب 3 الى 4 مراجع لكل محاضرة، والملاحظ ان كل الطلاب تقاعسوا عن دورهم معتمدين على تصوير المذكرات لانهم لم يعتادوا على الكتابة، وحتى وجود الطلاب في الحرم الجامعي اصبح ضعيفاً للغاية، اما لظروف خاصة بالطالب او لأن اوضاعه الاقتصادية لا تسمح له بذلك لانخراطه في سوق العمل او لاختيارات منه بعيدة عن أي ظروف، وحتى من يحضر منهم المحاضرة قلما تجده يحمل دفتره ويكتب مع المحاضر، معتمدين على زملائهم، والمسألة مرتبطة بالاستعداد النفسي والوجداني لدى ا?طالب، فلا بد من استراتيجية لتلقي الطالب من عدة مصادر، اولا المحاضرة لأنها تعلم الطالب مهارات الاستماع واخذ المعلومات وكيفية المخاطبة والربط ما بين الطالب والاستاذ، وضرورة الرجوع الى المكتبة، وحتي اذا ما قدم الاستاذ مذكرات للطالب يجب ان تكون الاستفادة منها بجانب المعلومات المتاحة، ولكن ما زاد الطين بلة وجود مراكز متخصصة في استخراج البحوث من الانترنت، تتعامل بطريقة تجارية جدا بدون تدقيق حتى من الاساتذة اصحاب التكليف، لذا لا بد من ان يطالع الاساتذة البحوث التي يكلفون بها طلابهم ومعرفة فحواها ومن اجتهد في اعدا?ها، كما يجب أن يتم تسليم البحوث مكتوبة بخط اليد وليس مطبوعة، وان كان بعض الطلاب يلجأون كذلك الى الاستعانة بمن يكتب لهم بحوثهم، وهذا لا يحقق الغرض العلمي المنشود، لأن مرحلة الدراسة الجامعية تعتبر فرصة لتعلم المهارات والتحليل ومعرفة كيفية تناول القضايا من منظور تحليلي بحت، بعد أن يمنح المحاضر الطالب خيوط المواضيع والمعلومات.
ولكن في كثير من الاحيان نجد أن الامر ليس متعلقا بالطالب وحسب، فحتى الاستاذ الجامعي اصبح غير مؤهل، واصبحت أغلب الدرجات العلمية شرفية ليس الا، ولا يقومون بتوجيه طلابهم الى كيفية الاستفادة من المعلومة والبحث عنها، وكذلك الطالب لا تستطيع ان تطالبه باكثر من الابداع في ترتيب المعلومات وتنظيم الافكار.
والطالب الجامعي اصبح غير قابل للتعلم، ففي السابق بعد أن يحرز الطالب درجة البكالريوس يشار إليه بأنه يصلح للتعليم والحصول على المعلومات، ولكن اصبح الحصول على وظيفة هو الهدف الاول والاخير لدخول الطالب للجامعة في ظل انعدام فرص التوظيف.
وفي ختام حديثه قال معتصم: لا نستبعد البيئات الجامعية من كل ذلك، فهي قد لا توفر للاستاذ مكتباً منفصلاً او مركز معلومات او كتباً حديثة تمكنه من تطوير معلوماته، كما عليها ايجاد حلول لقاعات الدراسة حتى لا تصبح الجامعة بيئة تفريخ ليس إلا.
إم تي إن سودان ترعى الملتقى الأول لشركات
تطبيقات الإنترنت والبرمجيات
إستمرارا لمبادراتها في تشجيع التميز والإبتكار قامت شركة إم تي إن سودان مؤخرا برعاية الملتقى الأول لشركات تطبيقات الإنترنت والبرمجيات الذي أقامته غرفة رعاية تكنلوجيا المعلومات والإتصالات بفندق برج الفاتح نهاية الأسبوع الماضي .. وقد شهد هذا الملتقى تواجدا كثيفا لكل الشركات والمهتمين بالإنترنت والبرمجيات .. وفي حديثه للحضور رحب السيد عبد الله الفاضل علي مدير عام قطاع خدمات المؤسسة وممثل المدير العام بفكرة هذا الملتقى المتفرد في نوعه والذي يعتبر منبرا لتلاقح أفكار المبرمجين والمهتمين بتقنيات شبكة الإنترنت .. وقال أن شركة إم تي إن وعلى مستوى المجموعة التي تضم 21 مشغلا في 21 دولة في إفريقيا والشرق الأوسط وجزء من القارة الأوربية ووصلت قاعدة مشتركيها لأكثر من 150 مليون مشترك قد أطلقت مؤخرا أكبر مسابقة للمبتكرين من المبرمجين والمهتمين بتطبيقات الأندرويد تتيح من خلالها الفرصة لتصميم التطبيقات والتنافس على الجوائز الكبيرة التي تقدمها المجموعة للفائزين .. وقال أن من محاسن الصدف أن يأتي إطلاق المجموعة لهذه المسابقة الضخمة متزامنا مع قيام ملتقي شركات تطبيقات الإنترنت والبرمجيات الأول في السودان .. ووجه الفاضل الدعوة الى كل المبرمجين والمبدعين من الشباب السوداني الخلاق الى المشاركة بفعالية في هذه المسابقة حتى يكون السودان حضورا ضمن قائمة الفائزين .. وقال إن الشعب السوداني وعلى الدوام كان متميزا بين الأمم بفضل أبنائه من العلماء والمبتكرين .. وأختتم مدير عام خدمات المؤسسة حديثه قائلا ان إم تي إن وسوف تظل على الدوام شريكا أصيلا وداعما حقيقيا للحراك التقني والإجتماعي في السودان وفي كل القارة الإفريقية .
[/JUSTIFY]

صحيفة الصحافة