تحقيقات وتقارير

أهل الشمالية يفضلون «القراصة» وناس الجزيرة يميلون لـ «المفروكة» وسكان الخرطوم تستهويهم «الكبسة»


نقل السودانيون إلى مهاجرهم المتناثرة في جميع أنحاء العالم، كل ملامح الحياة في بلادهم العزيزة، وكل ما يحمل الخصوصية السودانية التي يعتزون بها وتعودوا عليها ولا يجدون عنها بديلا، والشاهد هو هذا الحضور الدائم للكثير من ماديات الحياة اليومية، ومنها السلع والبضائع السودانية، والمواد الغذائية، وتفصيل وتطريز وحياكة الملابس، ومتاجرها التي تبيع أحدث صيحات الموضة للجنسين وارد سويسرا، «ولانكشاير»، مصانع النسيج الانجليزية الشهيرة.
المطاعم السودانية منتشرة، وقد أطعمنا في دبي والشارقة وأبو ظبي في تلك المطاعم، أما هنا في الرياض العاصمة السعودية الأثيرة، فينتشر عدد كبير من تلك المطاعم المعروفة لأفراد الجالية.
مختار جمعة درار، واحد من أصحاب المطاعم في حي المربع بالرياض، حيث توجد مجموعة كبيرة من السودانيين، ومختار من قرية «سروج» في الولاية الشمالية، وأمضى هنا أكثر من ثلاثين عاما مهاجرا، وقد عمل مختار من قبل في قصور عدد من الأمراء السعوديين، ويقول إنه كان سفرجياً، ينظم السفرة للأمير وضيوفه، ثم يقومون بتقديم الطعام، على نظام الفنادق الكبرى، ويقول إنه رافق عددا من زملاء المهنة، ويذكر منهم محمد عبد الله وردة وعبد المجيد عبد الله والطباخ صديق كوبيه.
أما عن المطعم وطعام السودانيين، فيقول الأخ مختار: إن الوجبات التي نقدمها تشمل الكسرة والقراصة والكبسة، والخضروات المختلفة، والمطعم يجد إقبالا من جميع الجنسيات، والغريب كما يقول مختار إن الباكستانيين والسعوديين والمصريين من أكثر زبائننا إضافة إلى السودانيين بالطبع.
ولا حظ مختار جمعة درار، أن أهل الشمالية يفضلون القراصة، وأن أولاد الجزيرة يميلون للمفروكة، وأولاد الخرطوم تستهويهم الكبسة.
والمطعم كغيره من مطاعم الرياض يقدم وجبتي الغداء والعشاء، باعتبار أن أغلبية المغتربين لا يجدون فرصة للإفطار، بحكم ارتباطهم بالعمل.
والمطاعم استثمار مربح كما يقول الأخ مختار درار، وهو يجد في هذا العمل متعة وحرية، ويعتقد مختار أن المعرض المزود بأجهزة التلفاز المصوبة على قناة السودان الفضائية دائما، منتدى حي يجمع أبناء الوطن، حيث يتجمعون في إلفة وانسجام، يتابعون الأحداث، ويستعيدون الذكريات، ويقضون وقتا طيبا مع بعضهم البعض.
والمطعم يقدم وجبتي الإفطار والسحور في رمضان، وهو لا يتوقف عن العمل إلا بعد منتصف ليل الرياض، المدينة التي لا تكاد تنام.
ويعمل في مساعدة مختار، عوض الله ورشيد، إضافة إلى عمالة من بنغلاديش، والكل في انسجام وحرص على تقديم الشهي من وجبات السودان.
ومطاعم السودانيين في الرياض جزء مهم في نسيج حياة المغتربين، وهذا ملمح واحد لمطعم واحد من عشرات المطاعم الناجحة التي تنافس الماكدونالدز والبيك وبيتزا هت وكنتاكي وجاد وعمو حمزة، وغيرها من المطاعم العالمية الشهيرة.
الصحافة
الرياض : عوض الله محمد عوض الله


تعليق واحد

  1. [SIZE=6]حكى لي احد الاصدقاء المغتربين نكتة اوحقيقة الله اعلم مفادها انه درج على ان يدعو اصدقائة الغير متزوجين في السعودية للغداء في يوم الجمعة ويعد لهم القراصة والعصيدة والكسرة فحدث ان جاءهم مغترب جديد فكان ان عزمهم واعد لهم هذه الاصناف ومن بينها طبق دجاج محمر فقام القادم الجديد يأكل من طبق الدجاج فقط فكان ان اشار اليه بقية اصحابه ان هناك عصيدة وكسرة فأجابهم ” ايوة ديل خابرن, خابرن بالحييييل”[/SIZE]

  2. يمكن هذا الكلام دا فى السعودية انو غير السودانيين يقبلوا الاكلات السودانية فمعروف عن السودانيين فى الداخل والخارج لم يستطيعوا تسويق اى شيئ سودانى لغير السودانى سواء الاغانى اوالتراث والحضارة او الاكلات او اى شيئ مع انهم استجلبوا للبلد كل ماهو اجنبى وتجد مدن الرياض وسوق ليبيا والطائف وكلما هو اجنبى تطغى على الخرطوم وغير الخرطوم هل سمعتم يوما تلفزيون عربى يقدم فنانا سودانيا او مواد تبرز حضارة السودان لا يقدمون الا ما يشين السودان