سياسية

القتال بين الثوار والجيش الشعبي يصرع 900 شخص في ثلاثة أيام بأراضي النوير


[JUSTIFY]بأراضي النوير تجري أكثر الحروب الدموية بين المنشقين والجيش الشعبي، ورغم نجاح الأخير في الظفر بحياة الفريق قلواك قاي في الآونة الأخيرة محققًا بذلك ضربة قاسية لتحالف الثوار بالتزامن مع خروج الفريق فيتر قديت وعودته بحثًا عن سبل الاتفاق مع نظام جوبا إلا أن القيادة العسكرية لقوات قديت خالفت اتجاهه وقامت بعزله وعينت قائدًا للقوات

ورفض وضع السلاح على الأرض والتوجه صوب فنادق جوبا للاجتماع مع الحكومة هناك، ويرى الخبير السياسي ديفيد شان أن تمرد كثير من أبناء النوير على ما سما بـ«حكومة الدينكا» سيجر الدولة الجديدة إلى تقسيم جديد ويتنبأ بمستقبل سيء للمنطقة التي تضم ولاية الوحدة التي تتمتع بوديعة نفطية معروفة، وبعض من مناطق ولاية جونقلي فضلاً عن بعض اجزاء ولاية أعالي النيل، ويرى أن لولاية الوحدة انعزالاً امتد للنواحي الاقتصادية ويعتمد عملية الاستقطاب الجارية وسط أبناء النوير لقيادة الحرب على الدينكا عنوانًا مرعبًا لمستقبل استقرار الدولة الجديدة ونجاحها في التقدم بخطوات معقولة في بناء نفسها، ويدمغ المليشيات المتمردة في مناطق النوير بالمركز الرئيسي للأحداث ويقول لـ«الإنتباهة»: المستقبل سيء وليست هناك بوادر مفرحة بانصياع النوير لما يجري من سياسات في العاصمة جوبا.
المركز سبب آخر:
تعتقد كثير من القبائل الجنوبية أن قبيلة الدينكا تستأسد بكثير الصلاحية في الدولة الجديدة وتضطلع بأدوار أقصت كثيرًا منها في حكم جنوب السودان وبناء مستقبله، وتتوقع أن تتم عملية تقسيم قبلية داخل جسد الدولة الوليدة حسبما قال محدثي عبر الهاتف المهتم بالشؤون الجنوبية بيتر أجوك الدي يعتقد أن شدة شكاوى المواطنين من الجوع وانعدام الخدمات بات أمرًا غير هامس وانتقل إلى مرحلة الجهر والتذمر، ويضيف «حتى الآن لم تتم تسوية حقوق الناس ومن بالنظام يأكل ومن يخالفه أو لا علاقة له به تطوله الشرور المختلفة» ويرى أن تقليب الدينكا للجسم السياسي بجنوب السودان تارة على اليمين وتارة على الشمال من شأنه إهداء الدولة الجديدة كتيبًا أنيقًا للتقسيم على الأساس القبلي، ويعتقد أجوك أن انعدام التسوية المتوازنة للمواطنين في توفير كثير من المتطلبات تقود تسريع وتيرة الغضب لديهم خاصة وأن الرواية هنا لـ أجوك «أن المواطن الجنوبي حاد ويمكنه حمل السلاح في أي وقت» ويدعو في الأثناء إلى بناء موروثات تنظيمية منطقية وسياسات معتدلة لبناء الدولة الجديدة على اسس الحقوق وغيرها ويلفت الى ماهية علاج العيوب الاسترتيجية داخل هيكل الحركة الشعبية النظام الحاكم في جنوب السودان اضافة الى الالتزام بالقيام بالإصلاحات في قطاعات الأمن ومؤسسات الدولة وبسط هيبة القانون وفتح الفضاء السياسي امام الآخرين للعمل المفيد والانتقال من مرحلة التمرد بذهن الجنوبيين الى مراحل المواطنة الحقيقية والمدنية التي تخدم مصالح الشعب بأكمله وليس القبيلة وحدها بجانب اقتصاص التوتر القبلي وقطع الطريق امام خلافاته.

الجنرالات.. إشعال الموقف
وجهت قوات الثوار ضربة قاسية للجيش الشعبي باحتلال ثلاث مقاطعات رئيسية في ولاية الوحدة بدولة جنوب السودان بداية الاسبوع في اكبر عملية عسكرية مؤخرًا بعد توقف العمليات لفترة طويلة بسبب الامطار وبعض الخطوات التوفيقية التي ابتدرها الرئيس سلفا كير مع قديت والسلطان عبد الباقي، فيما تكبد الجيش الشعبي اكثر من 200 قتيل في ثلاث مواجهات عنيفة، ويقول الفريق المنشق جورج اطور لـ«الانتباهة» عبر الهاتف انهم اعلنوا حالة الهجوم الشامل على النظام في جوبا، واوضح ان قوات الثوار لن تسيطر على منطقة وتنسحب منها مستقبلاً كاشفًا عن تأمين كافة المناطق الواقعة بيد الثوار واعلان تحريرها رسميًا وابلاغ المجتمع الدولي بذلك مما يجعل المحلل السياسي الجنوبي ديفيد شان يعتقد بان الامر اتخذ جانبًَا جديدًا بالانتقال لمرحلة التحرير والاعلان عنه ويردف قائلاً لـ«الانتباهة» خرج الامر لمرحلة جديدة ولا اظن ان الاحداث ستسير جيدًا، بالمقابل بسط قائد جيش تحرير جنوب السودان الفريق جيمس قاي سيطرته على مقاطعة «ميوم» بعد معركة ضارية استمرت مند فجر السبت الماضي حتى الظهيرة كُللت بالنجاح في احتلال المقاطعة كاملة بقيادة اللواء فول جانج قتل فيها 82 جنديًا بالجيش الشعبي وجرح 91 واسر عدد من الجنود واستولت قوات جانج على 329 كلاشنكوف و20 صندوقًا للدخيرة و11 مدفع آربجي و22 سيارة تاتشر و34 مدفع هاون، بينما لاذ مئات من المواطنين بالفرار للجهة الغربية، وامهلت قوات الثوار جميع المواطنين اربعة ايام لمغادرة الولاية، وذكر الفريق قاي لـ«الانتباهة» عبر هاتف يعمل بالاقمار الاصطناعية من الميدان ان قواته سيطرت على المقاطعة واحتسبت 23 قتيلاً وجرح 44 جنديًا، واوضح في الوقت نفسه بان قواته شنت هجومًا على مقاطعة «منكين»، واستولت في اتجاه آخر على منطقة «نيال ديو» وقتلت 5 جنود وجرحت 11 من الجيش الشعبي، وابان ان قواته استولت على 5 رشاشات و21 قطعة كلاشنكوف و12 لغمًا ارضيًا ولفت الى استيلاء قواته على مدرعتين عسكريتين في ميوم، ويعتبر هنا المحلل ديفيد شان ان الهجوم الاخير الدي انتظم ولاية الوحدة والتلويح بمهاجمة ولاية واراب يرسم ملامح خطيرة على الدولة التي لم تكمل نصف العام مند اعلان انفصالها في يوليو المنصرم، في المقابل اعلنت القيادة في رئاسة الجيش الشعبي في «دوار» بمقاطعة بانتيو حالة الاستعداد من الدرجة الأولى وشوهدت ناقلات جنود عملاقة تدخل لرئاسة الفرقة وتنقل مئات الجنود للخطوط الأمامية ووصل لعاصمة الولاية وسط حراسة لافتة الوالي تعبان دينق قادمًا من جوبا وغادرها الى مسقط رأسه «منقة» وعلى جانب آخر انتشرت قوات الثوار في كافة مناطق شمال ولاية الوحدة واصبحت على مشارف تطويق مقاطعتي «فارينق» و «ابينيم» وقال أطور إن التحضيرات تجري بشكل دمغه بالجيد لجهة الهجوم عليها ونوه باستعداد قواته لاجتياح مقاطعة بور لكنه لم يحدد موعد الهجوم وفي غضون ذلك اندلعت مواجهات دامية بين قوات يشتبه في انتمائها الى اللواء المنشق جونسون الونج والجيش الشعبي في ولاية اعالي النيل ونقل مصدر مطلع لـ«الانتباهة» تأكيدات باستيلاء اللواء الونج على مواقع استراتيجية من بينها نقاط تأمينية استراتيجية شرق ملكال لم يكشف عنها بدواعي اخفاء المعلومات الامنية عن استخبارات الجيش الشعبي عن تمركز قوات الونج المغلق هاتفه الخاص طوال يوم أمس، وفي سياق مواز وقعت اشتباكات دامية بين ابناء الدينكا والشلك بمنطقة «نقديار» امس وضعت حدًا لحياة 25 شخصًا وجرح 37 آخرين في نزاع الأبقار بضاحية «واو» شلك، واكتشف سكان محليون مركزًا يقع ما بين منطقتي نقديار وواو شلك لتجميع الابقار المنهوبة من قبل جنود الجيش الشعبي بغرض نقلها لولاية النيل الأزرق، ومع استمرار العنف القبلي على الاتجاه الماضي تبدو فرص الجيش الشعبي في تقليل الخسائر ضعيفة للغاية، ومن المهم ــ والرواية للمحلل شان ــ ان العنف القبلي ربما يكون ساترًا مناسبًا وعنصرًا حاسمًا في توجيه الضربات المتوالية لجوبا باعتبار ان الجيش الشعبي سيكون مشغولاً في عدة جبهات.
«الإنتباهة» مع قاي
6 دقائق مدة المكالمة التي جمعت «الانتباهة» مع الفريق جيمس قاي وبعدها اعتذر الجنرال لـ«الانتباهة» لانشغاله بما يجري بالميدان، ورغم قصر الفترة التي جمعت الصحيفة بالجنرال في الخروج بافادات مهمة عن ما يحدث وسير العمليات الا انها وفقت في الحصول على الإجابة عن عدة اسئلة وكانت الحصيلة التالية:
سعادة الجنرال ماوضعية قواتكم بالميدان؟
< بدانا في هجوم على الحركة الشعبية ووضعنا ممتاز و«ليس لدينا رغبة في مفاوضة احد «ذهجنا ياخ» من كذب الحركة ويجب الاطاحة بهم ووضعنا اقدامنا على مواقع «كويسة» وداخلين بانتيو وقواتنا «ماشين» عليها وبطلب من الناس وعمال المنظمات «يطلعوا» و «ما مسئول من زول انا» «البقعد يتحمل البحصل». ماهي المناطق التي قلت انكم سيطرتم عليها؟ < نعم، «احتلينا» مانكين وفيانق وميوم وجزءًا كبيرًا من ربكونا ومشطنا «الحته» كلها والجيش الشعبي يرجع «لوراء» قبضنا على اسلحة ثقيلة ومدرعات وقاذفات ومدافع و«عربات». حال سيطرتم على ولاية الوحدة ما الخطوة المقبلة؟ < «ايوا» بعد الوحدة «طبعًا» ما آخر «حاجة «حنمشي» بقية الولايات لتحرير ارض جنوب السودان من الاعداء. هل هناك تنسيق يجري بينكم كثوار ؟ «ما فاهم» لكن قواتنا في الميدان ولن نتراجع ابدًا اقصد سعادة الفريق انكم تنسقون مع اطور او الونج؟ بالتأكيد هناك تنسيق تام و«وحتسمع» اخبار جديدة طوال الساعات «الجاية». }}}تمثل وحدة دولة جنوب السودان تحديًا كبيرًا وسط مخاوف عميقة من تسجيل الدولة الأحدث بالعالم فشلاً ذريعًا في الصمود أمام مرحلة البناء عقب ميلاد عسير، وتشمل تلك التحديات كثيرًا من المعضلات السياسية والاجتماعية والأمنية والاقتصادية التي بدأت الأخيرة في الآونة الماضية في تشكيل عاصفة عنيفة ربما تودي إلى هلاك نظامها، ويقف على الجانب الآخر «الثوار» وقضية تمردهم علي القوة الرسمية الجيش الشعبي بقيادة الفريق جورج أطور وغيره من كبار الضباط المتمردين على الرفيق سلفا كير.. ومع التقرحات التي نصبها الضباط المتمردون تفاقمت معضلة عظمى تمثلت في عدم الاستقرار الذي يعتبره كثير من المحللين واحدًا من أكبر المهددات التي تطل برأسها على سلامة بناء الدولة الجديدة والنهوض بها، ويري كثيرون أن المظالم الكامنة والكسور الداخلية أفرزت واقعًا متشرذمًا وتصدعًا كبيرًا وشرخًا بائنًا في جسد جنوب السودان وقاد الى أزمة التمرد الأخير وعمق النواحي الأمنية وهدم ترسيمها، ورغمًا عن رفض أغلبية أبناء النوير للعمليات العسكرية التي اندلعت مطلع الأسبوع الجاري على يد الجنرال جيمس قاي إلا أنهم يعلمون بأن أمر الحرب لا مفر منه مع من يدمغونهم بـ« حكومة الدينكا» وتظهر الاتهامات بخلق الصراع الدموي بأراضي النوير من قبل الدينكا لسحق نبوءتهم الخاصة بحكمهم لأرض الجنوب عنوانًا ظل يطل برأسه مرات عدة طوال الأربع سنوات الماضية اشتدت فيه مظالم النوير من القبيلة المهيمنة على حكومة جوبا، ويبدو أن الإنذار بإخلاء ولاية واراب الذي دفع به الثوار أمس الأول مشهد جديد بمسلسل لن تتنتهي حلقاته قريبًا، وربما سيشهد كتابة سيناريو لجزء جديد من الحلقات الدموية القبيلة بجنوب السودان.[/JUSTIFY][/SIZE]الانتباهة


تعليق واحد

  1. كدا تمام يا جماعة خلوكم منهم بعيد لان المثل بيقول المتسبل بتبكىة الريشة ……
    اهم حاجه تامين الحدود تماماً ولا ضب يدخل علينا …( خلى باقان اموم) دا
    يقدر عليهم لو غلبوة يصب عليهم ببترولا دا ويحرقهم. ما عندا شغلا
    بيهم وانا كمواطن بى رائ لا علاقة مع دولة الجنوب ….أللة كفيلا برزقنا
    عاش السودان حرا مسسسسسسسسسسسسستقلا