منوعات

أناهيد كمال أيقونة منتصف الأحلام


بداية العلاقة انسجام غير مرئي ولكنه محسوس ينبع من قواسم مشتركة كثيرة فكلتانا من ام درمان مصدر فخرنا الدائم ومثار نقاشنا بالاضافة الى ان هنالك قاسما مشتركا اعظم وهو الكتابة بكافة اشكالها الصحفية والابداعية والجو الثقافي عموما!
كنت ارى فيها ذاتي.. ذات الطموح ذات التعلق بالاشياء وبالعلاقات صداقات متعددة اواصر صداقة واخوة مع الكبار والصغار، تدفق عاطفي وانبهار دائم بالاشياء وبالحياة كنت اراها متألقة لديها حيوية متدفقة تكاد تقفز من عينيها الحزينتين. ولديها ذلك الحس المرهف بالألم والحزن دائما ما تقول سودانية محببة (يا اخي ما تشيلك هم آخرها كوم تراب). وتعقبها بضحكة ملازمة تعكس مزاجها الآني للفرح؟
يا الهي كم كنت عابقة بالفرح وكنت معطاءة .. اشهد الله يا أناهيد انك كنت معطاءة حتى الثمالة وان الفرح الذي كان بداخلك كان سيوازي حزن العالم كله واقسم بأنك كنت جديرة بان تفرحي؟؟؟ .. وحتى ولو قليلا!
11536 صديقتي الحبيبة:
إن حزني عليك سوف يسكن كل الارصفة التي عبرناها سويا في امدرمان وشوارعها الفتية وحتى في الخرطوم مدينة الاحلام غير المتحققة وسوف يسكن الحزن في بيوت الفقراء والاغنياء وسوف يعبر بعيدا ليسكن عيون الصغار… وعيون الطيور المسافرة!
فكم شهدت هذه الشوارع احلامنا .. ضحكاتنا همساتنا.. سخافاتنا بل حتى تعليقلاتنا (الخائبة) واقسم بأن كل الشوارع تفتقد هذا التدفق الحميم..!
وسوف تبكيك كل المدن كل الشواع… وسوف يسكن الألم في الاشجار التي كنا نجلس تحتها لنحتسي قهوة الظهيرة جهارا نهارا…
مؤكد سوف يفتقدك اصدقاؤك كلهم احرق غيابك قلبهم وكلهم فقدوا طعم الصداقة و(ومو طوبتها) وكلهم سوف يفتقدون هذا الحضور الانيق المهذب!
لن ننساك يا حبيبة!
دائما يأتي صوتك كطعم القهوة الصباحية برائحة الزنجبيل (صباح الخير يا ماجدة)..
كم كان صباحي زاهيا بك ، كم كنت الاحق انفاسي لأتمتع بصوتك الجميل وهو يهمس بطريقة محببة نتلاقى وين يا حبيبة؟!
الآن أنا اتساءل بطريقتي؟
نتلاقي وين يا حبيبتي… لقد احالني الحزن بعدك الى صغيرة مهشمة في مهب الريح … وقد ادمى غيابك قلبي وفطرني الى نصفين..
وكل صديقاتك احالهن الحزن الى اوراق مبعثرة في الطرقات.. فقد ادمى فراقك قلب سعادة وجعلها غير متوازنة .. جعلها مرتبكة هكذا ..
لقد رأيت الحزن في عيون رجاء وهويدا وعفاف وهدى ولبنى وهناء ولبنى خيري وسناء وسامية..
كثيرات فجعن بفراقك ولقد فاجأ فراقك اخواتك واخوانك واهلك فهم صابرون او يدعون الصبر…
لترقدي بسلام يا حبيبة.. وحتما سأقف امام قبرك لأدعو لك..
وحتما سوف تنبت زهرة برية بيضاء جميلة حول قبرك لتؤكد انك ستظلين وردة بداخلنا كلنا ولترقدي بسلام.. يا ايقونتي المفضلة..!
الصحافة
ماجدة عدلان


تعليق واحد

  1. اللهم ارحمها رحمة واسعة وادخلها جنتك

    شكرا لك الاستاذة ماجدة وعدلان وانتى الاولى فى الكتابة عن الخالة والاخت والام الروؤم لنا اناهيد رحمة الله عليها من هذا الموقع كدت ان افقد الامل فى موقع كالنيلين عندما لم يكتب احد عن المبدعة الراحلة

    جزاك الله خير الجزاء ورحمها الله رحمة واسعة والهمنا والهمكم الصبر الرجاء ان تدعو لها بقدر ما استطتم وان لا تنسوها من صالح الدعاء
    وآخر كلامى ان الحمدلله رب العاملين