قلوب الصفيح ودموع التماسيح..!!

[ALIGN=CENTER]قلوب الصفيح ودموع التماسيح..!! [/ALIGN] * ظل البعض يردده معلومة خاطئة بأن “التماسيح ليس لديها غدد دمعية وأن ما نراه على عيونها ونظنه دموعا ما هو إلا ماء”..!!.
* وفي الحقيقة فللتمساح غدد دمعية تفرز الدموع لترطيب العيون وحمايتها من الجفاف مثل كثير من الكائنات الاخرى، ولكن ما يقال عن بكائه عند التهام ضحيته حزنا عليها فإنه زعم غير صحيح شاع بين الناس منذ وقت بعيد يرجعه البعض إلى القرن الرابع عشر الذي شهد ظهور كتاب عن رحلات (في الغالب تخيلية) اشتهرت اشتهارا كبيرا في ذلك الوقت قام بها شخص أطلق على نفسه اسم (السير جون مانديفيل) وفيها جاءت لأول مرة في تاريخ البشرية قصة (دموع التماسيح) التي تفرزها حزنا على ضحاياها..!!
* والمعروف ان دموع التماسيح تنزل بشكل تلقائي اثناء إلتهام الضحية بسبب حركة الفك، مما جعل البعض يعتقد خطأ أن التمساح يبكى على ضحيته حزنا على مفارقتها للحياة.. ومن ثم شاعت عبارة (دموع التماسيح) للتعبير عن الخداع أو عن الدموع المزيفة التي يفرزها البعض ليخدعوا بها الآخرين بأنهم حزانى مثلهم ــ كما تفعل التماسيح ــ بينما هم في حقيقية الأمر ليسو كذلك..!!
* إذن، فالتماسيح لها غدد دمعية تفرز الدموع ولكنها بريئة من الخداع وفرز الدموع المزيفة، وانما الانسان المخادع هو من يبكي بدموع مزيفة ليخدع بها الآخرين، والأمثلة على ذلك عديدة منها ما نراه في المسلسلات، ومنها ما نراه في الواقع، وما أغزر دموع التماسيح التي نراها هذه الأيام..!!
* وكما التمساح بريء من تهمة الخداع، فإنه بريء أيضا من تهمة الفساد التي يلصقه بها البشر عندما يصفون شخصا فاسدا بانه (تمساح).. وربما كان السبب هو شراسة التمساح وفمه الواسع وفكيه الضخمين وأنيابه المائة ولسانه الطويل.. ولكنه بريء من الفساد براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام..!!
* واختم بجزء من قصيدة عامية مصرية جميلة:
دخل علينا في ليلة …. مطرة فيها الريح
بتهز وسط الشجر …. وتطوحه تطويح
فتحنا له قلبنا …. وقلنا خش صريح
قال الكلام المذوق ….. والدموع بتسيح
أتاريه خدعنا بمظهره …. وشوية التفاريح
وأبو قلب كله دهب …. لقيناه حديد وصفيح
* اللهم احمنا من الخداع والمخادعين والقلوب الصفيح ودموع التماسيح..!!

مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
24 يوليو 2010

Exit mobile version