تحقيقات وتقارير

خليل .. حصان طروادة جديد هجوم أم درمان وأبيي .. سيناريو البحث عن فوضى


[ALIGN=JUSTIFY]بعد مؤتمر «بازل» أرسل كبير حاخامات «فيينا» عاصمة النمسا وفداً لاستكشاف مدى قابلية أن تكون فلسطين وطناً قومياً لليهود.. ووصل الوفد الى فلسطين ولكنه أرسل برقية سريعة الى كبير الحاخامات جاء فيها «العروس جميلة ولكنها متزوجة من رجل آخر». أي أن فلسطين جميلة ولكن فيها الشعب الفلسطيني.ولعل مناسبة هذا الكلام هو ما ورد في مقالة «المبعوث الامريكي اندرو ناتسيوس» التي تحدثنا عن طرف منها في مقال سابق.. ورغم أننا في المقال السابق لم نذكر سوءات وعورات المقال ذلك أننا كنا نريد الخلوص الى جملة مفيدة فحواها سياسية النزول الناعم وتغيير الحكومة من الداخل بواسطة الحوار والتغلغل الداخلي. ولكننا اليوم يحسن أن نعود الى وجه آخر في مقال «ناتسيوس» حيث قال إن مشكلة السودان أن خمسة بالمائة من السودانيين هم السودانيون النيليون يحكمون البقية
معايير مزدوجة

ولعلنا نسأل بتعجب وسخرية عن من هم الـ «5%» الذين عناهم «ناتسيوس».. هل هم فقط سكان النيل في منطقة الشمالية أم هم الناطقون بالعربية والممتدون على طول مساحة السودان.. أم هم القبائل العربية في دارفور؟
ولذلك نسأل «ناتسيوس» لماذا يريد عريساً آخر للنيل؟.. ولماذا يريد محو أو قتل عرسان النيل الذين نشأوا على ضفافه وأصبحوا أصحاب ثقافة النيل.. «أحشفاً وسوء كيلة».. ولمصلحة من يريد «ناتسيوس» وأشياعه أن يطرد أصحاب وأهل النيل الوسيط.. وإذا كانت أمريكا تنادي بمبدأ الفيدرالية الإثنية.. وتريد أن يحكم أهل الجنوب الجنوب.. وأهل الشرق الشرق.. وأهل الغرب الغرب.. لماذا لا يسمح لأهل النيل بمبدأ حكم أنفسهم.. أليست هي المعايير المزدوجة.. وأين الديمقراطية في هذه الإدعاءات؟
ثم من قال إن أهل النيل صناع حضارة «كوش» و«نبتة» والممالك المسيحية ومملكة مروي و«سوبا» والممالك الإسلامية، من قال إنهم يمثلون فقط «5%» من سكان السودان.. ورسولنا الكريم يعلمنا أن «ليست العربية من أحدكم بأبٍ أو أم ولكن هي اللسان» فمن تكلم العربية فهو عربي.. فكم عدد الذين يتكلمون بالعربية من جملة سكان السودان.. هل هم أقل من «85%»، والخرطوم هي ربع السودان.. كما هي نصف السودان من حيث الإمكانات الاقتصادية والإبداع.

شماليو الحركة

ثم ماذا عند «ناتسيوس» ليقوله عن شماليي الحركة الشعبية، هل هم مجرد حصان طروادة لأمريكا وإسرائيل لضرب العقل العربي.. والوجود الإسلامي.. هل شماليو الحركة الشعبية هم من الناحية العرقية «زنج» أم تعرفهم بلسانهم.. أم بالأماني.. ومن العجيب ان «ناتسيوس» ممثل الأغاثة التي هي طرف من حقوق الإنسان.. يبرز علينا فجأة بمقاله، متحولاً الى ذراع فتنة وداعية للعصبية ومروج للإثنية العرقية والقبلية.
ونسأل «ناتسيوس» هل حرب الصومال وراءها يقف تفوق عرق على عرق.. وهل مواجهات كينيا وحروب الكونغو كانت مربوطة بتفوق عرب على زنج.. ولذلك نقول لناتسيوس مرحباً بسياسات النزول الناعم.. فأهل الإنقاذ وحكومة الوحدة الوطنية أيضاً جاهزون لسياسات النزول الناعم.. وكما أفشلوا سياسة شد الأطراف فهم الآن جاهزون كذلك لمجابهة التغلغل الداخلي.. وجاهزون لاستراتيجيات النزول الناعم.
الذراع المكسورة

ونحن نعلم أن الشبكة التي تبنيها الأمم المتحدة والقوات الدولية هي كذلك حصان طروادة آخر لضرب الإنقاذ.. أوليس من العجيب ان يتوافق ما نسمعه عن ما يسمي بزعيم المهمشين صاحب الذراع المكسورة الذي قاد ثلاثمائة وتسعة عربات ومر بها من «أبشي» الى «أدري» ثم الى داخل الحدود السودانية ثم الى «سودري» والى «المحبس» ليضرب أهله في أمدرمان والدبة والأبيض أو ليضرب سد مروي.. نقول أليس من العجيب ان تتوافق هذه المؤامرة الخسيسة مع تصريحات «بان كي مون» الأمين العام للأمم المتحدة بإدانة سلاح الجو السوداني بأنه يضرب في الحركات المسلحة بالطائرات.
ولذلك نحن نتهم الأمم المتحدة بأنها أصبحت جزءاً من حروب السودان.. وأن كثيراً من المنتمين للقوات الدولية يعملون مع الطابور الخامس.
ونحن نعلم أن القوات الفرنسية وفرنسا بالذات لا تريد الاستقرار لدارفور.. وهي التي أفشلت حروب المعارضة في تشاد.. وأن المعارضة حينما دخلت «أنجمينا» قامت فرنسا وطائراتها بنقل قوات خليل إبراهيم من أطراف تشاد الى أنجمينا.. وأمدت «إدريس ديبي» بالمعلومات اللوجستية.. بل نقلت إدريس ديبي نفسه حينما ضيقت عليه المعارضة الحصار، الى القاعدة العسكرية في أنجمينا.. ثم قامت بنقل زوجته الى الكاميرون.. وأن حرب دارفور أصبحت جزءاً من حروب المعارضة التشادية ضد الحركات المسلحة.. وأن المعارضة التشادية والحكومة التشادية تتصارع أحياناً داخل دارفور.

الاستخبارات اليوغندية

وإذا أردنا أن نربط ذلك بمسألة أخرى، نسأل لماذا يبقى العديد من قادة الحركات المسلحة من الرافضين للمصالحة في «جوبا».. وماذا في «جوبا».. ونحن نعلم ان الاستخبارات اليوغندية تسيطر في جوبا على شبكات الحاسوب والاتصالات والجيش اليوغندي على ربوع الاستوائية.. وجيش الرب يتمدد في الأطراف.

ولذلك نقول إنه رغم تأييدنا لسلفا كير إلا أننا نعتقد ان ما يجري في الجنوب فوق طاقته.. ذلك أن اليد الواحدة لا تصفق.. ولأن الرئيس سلفا كير ومهما أوتي من قوة لا يستطيع السيطرة على كل هذه التجاذبات.. كما أن ما يجري في الخرطوم.. وما يجري من محاولات لخلق عدم استقرار في الشمال غير بعيد عما يجري في جوبا..
مجموعة قرنق

ونسأل.. هل ستسلم مجموعة جون قرنق بالهزيمة في المؤتمر العام للحركة الشعبية.. خصوصاً وأن هناك قراءة تفيد بأفول مجموعة باقان أموم في أعالي النيل.. وسقوط مجموعة تعبان دينق في الوحدة.. ومجموعات اخرى في بحر الغزال والاستوائية.. ونقول رغم التسريبات.. ورغم تخرصات الإعلام العالمي، أن جيش الرب سيظل آمناً في جنوب السودان لأن هناك عناصر من داخل الحركة الشعبية تدعمه ثم تلصق ذلك بالجيش السوداني.. والجيش السوداني، الآن غير موجود في الجنوب.. وليست له أياد في الجنوب.. بل ان الجنوب تحكمه الاستخبارات اليوغندية قاعدياً والرئيس سلفا كير فوقياً.. كما أن حركات دارفور المسلحة تدخل من مرحلة الفوضى الى الإنتهازية.. وبعد أن حرقت دارفور تريد ان تنقل المعركة الى داخل السودان.. ومن يسمي نفسه زعيم المهمشين خليل إبراهيم يريد مكاناً في الخارطة السياسية، ولكن أين له وقد ملأ مكانه كبير مساعدي الرئىس «مناوي».. وكلاهما يمثل قبيلة واحدة من قبائل دارفور.. ذلك ان الخارطة القبلية لدارفور تتكون من الفور والقبائل العربية والمساليت.. ثم تأتي من بعد ذلك القبائل الأخرى ومنها الزغاوة والقمر والبرتا وغيرهم.. فهل سيقبل أهل دارفور أن تذهب الوظائف السياسية الكبرى للزعامات التي تحاول ان توظف الزغاوة لا لشيء إلا أنهم أصحاب ثروة ولهم امتداد داخل السلطة في تشاد..
سؤال لمناوي

ونسأل كبير مساعدي الرئيس «مني اركو مناوي» الذي تحدث عن انتكاسة اتفاقية «أبوجا» ما هو دوره في صناعة السلام.. وهل استطاع أن يوحد قبيلته دعك عن توحيد دارفور.. ألا يوجد قدر مقدر من أهلنا الزغاوة والمساليت مع خليل.. وتشاد نفسها إلى أين؟ بعد مجيء رئيس الوزراء يوسف صالح عباس الذي يمثل «الوداي».. ومجيء «عبدالقادر كاموجي» من السجن كوزير للدفاع ويمثل قبائل «السارا» وهو من قبل كان وراء الإطاحة «بتمبل باي»، فهل تستطيع فرنسا بضغوطها التي جاءت بيوسف صالح عباس ومجيء كاموجي تريد أن تستبدل هؤلاء بإدريس ديبي.
ويبدو أن فرنسا وبالتحالف مع ليبيا سيكون لها اليد العليا في إبدال حكومة الرئيس ديبي.. لأن المعارضة التشادية في تشتت وحيرة.. والآن يبدو ان المعارضة التشادية وبعد أن انتخبت محمد نوري رئيساً لها، أصبحت غير موجودة في الخارطة الفرنسية.. ومن ثم تم توحيد جيش «تيمان» ودمجه مع جيش إدريس ديبي.. ولكن هل يستطيع إدريس تجاوز مرحلة التكتيك الفرنسي.. خصوصاً وأن هناك ثلاثة حروب الآن تدور في تشاد.. حروب على الموارد وهي متداخلة أحياناً وتكون مع القبائل العربية ذاتها.. وحروب بين الحركات المسلحة يكتنفها الخطف والقتل.. وحروب مع الحكومة السودانية.
ولذلك نقول لكبير مساعدي الرئيس «مناوي» إنه لا يجوز ان تتحول ثورة دارفور الى احتكار لأبناء القبيلة، ولأننا نعلم ان مساعد الرئيس مناوي نفسه حينما بدأ ثورته إنما بدأها من خلال عقيدة الانتقام من القبيلة العربية التي يمثلها أولاد زيد.. حينما تم قتل «13» منهم حول بئر، واراد هو «الدية» لأبناء الزغاوة.. وتحول ذلك الى صراع قبلي بين «أبناء كوبي» الذين رفضوا الصلح مع قبائل «أولاد زيد».. واتهموا الشرتاي آدم صبي بأنه مال لأخواله أي لأنه صاهر القبائل العربية وأجحفوا في حقه وكونوا مجموعة من «52» شخصاً للإنتقام من أولاد زيد ومن آدم صبي الشرتاي وبالفعل تم قتل الشرتاي..
ونحن نعلم أن ذلك صادف في ذلك الوقت صراعاً بين العرب والفور في الجبل وانحاز الزغاوة بقيادة مناوي للفور في الجبل.
وأن الوالي حينها الفريق إبراهيم سليمان نادى قيادات الزغاوة وطالبها بإعادة أبنائها من الجبل.. وكان من القادة أبوالقاسم وسيف الدين وعبدالشافي وكوادر اليسار الذين أعلنوا التمرد باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان وبإسم جون قرنق وبإسم إسرائيل التي تقف وراء الحركة الشعبية.. وأصبحت إسرائيل تقدم التغذية والتعبئة بديلاً للدعم التي كانت تجده الحركة من «منقستو» الأثيوبي. وأن الراحل «جون قرنق» هو الذي عين عبدالواحد محمد نور وعبدالشافي.. وبذلك تحولت قضية دارفور من قضية «ديات» الى قضية فتنة والى «ثورة» بذكاء مجموعة الراحل جون قرنق.. وذكاء إسرائيل.
ضربات قاضية

والآن وقد ارتكب خليل إبراهيم الخطأ الكبير متوهماً أن الخرطوم كانت وراء ضرب «أنجمينا» ولذلك حاول ان يدخل أمدرمان بثلاثمائة وتسعة عربات عسكرية ولكن اصطادته قواتنا الباسلة وألحقت به ضربات قاضية.. وتكشفت خبايا الغزو وكيف أن السلاح جاء من دولة جارة أخرى سلحت به تشاد وإدريس ديبي التي قامت بدورها بتسليح خليل به.
والشاهد أنه لا خوف على الخرطوم بدليل أن القيادة السودانية لم تقطع أجندتها وتم صد الهجوم في ساعتين من الزمان وتم سحقه تماماً.. وكل ذلك إنما يدل على تفاهة المعلومات والإعداد ويدل على أن العملية كانت فرفرة مذبوح.. ومع ذلك يجب أن لا ننصرف عن السلام.. ويجب ان تظل الحكومة السودانية ورغم مقدراتها وإفشالها لكل المخططات التآمرية وبسطها للأمن.. أن لا تغلق الفرص أمام السلام.

ولكن من المعلوم أن السلام لا يعني ان نسمح لحصان طروادة الممثل في الأمم المتحدة والممثل في المجموعات المسلحة وبعض القوى الإقليمية ان تعبث باستقرار وأمن البلاد.

والقرآن الكريم يعلمنا دائماً.. «ودّ الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وامتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة» «آية: 104 – النساء».
وهكذا ننبه أنه بعد فشل سياسة شد الاطراف تحاول القوى الدولية الآن ابتكار حيل جديدة للنزول الناعم وما الهجوم على أم درمان وأبيي إلا حصان طروادة جديد يستهدف اشاعة حالة من الفوضى الخلاقة لتمكن المجتمع الدولي من استنفار قواته لاختراق الاراضي السودانية لتتم بعد ذلك فصول التغلل الداخلي بكافة ضغوطاته بهدف تفكيك النظام.
ولذلك لابد من الانتباه والتماسك ونحن نعلم ان «النار من مستصغر الشرر».

تحت الضوء / على اسماعيل العتبانى smc[/ALIGN]


تعليق واحد

  1. بسم اللة العظيم الذى تفوق عظمتة الكون وما يحوية من كائنا ت ومخلوقات اشياء نراها وكثير لانعلمة ولا نراة من هذة العظمة نقول للاخوة القائمين على امر البلد
    من توكل على اللة فهو حسبة توكلو على اللة واطردو الامم المتحدة وقواتها ومنظماتها التى لم تجلب الينا الا الشقاء وزيادة الفتنة ولاتتوقعوا خيرا من ياكى مون
    او من الولايات المتحدة او اوربا كلها تعمل من اجل مصالحها والمصالح الرخيصة منها
    ومن خاف اللة نصرة ومن خاف امريكا ومنظماتها من الامم المتحدة خزلة اللة ونرجو اللة
    ان ينصرنا على اعدئنا الذين نعلمهم والذين لا نعلمهم وهم اكثر