جعفر عباس
هل نيويورك تستاهل؟
ولا يمر يوم من دون أن أرى إعلانا للخطوط الجوية السنغافورية بتسيير رحلة جوية مباشرة من سنغافورة الى نيويورك تستغرق 19 ساعة.. يعني 19 مضروبة في ستين يساوي.. صفر معانا الواحد… مممممم، 1140 دقيقة، وهي مدة يتزوج خلالها نحو نصف مليون شخص، ويولد نحو 867 الف شخص ويموت مئات الآلاف، ما لزوم كل هذا؟ لماذا اعبر نصف قارة اسيا وكل القارة الافريقية وأجزاء من اوربا ثم اجتاز المحيط الأطلسي كله.. في قعدة واحدة؟ للوصول الى نيويورك؟ والبهدلة والشحططة في مطارها لنحو اربع ساعات أخرى ليتأكدوا من ان المسافرين لا يحملون صواريخ في أمعائهم؟ إلى يومنا هذا تصطك ركبتي كلما تذكرت ما حدث عندما نزلت في أغسطس من عام 2009 في مطار دلاس في واشنطن، كنا نقف في طابور الجوازات المخصص للأشرار (السودانيين والسوريين والإيرانيين) عندما رأيت عجلا ضخما يلف ويدور حول الناس والحقائب، واقترب مني وأدركت أنه كلب بوليسي، لو اقترب مني بوصة أخرى لاعترفت بأنني كنت السائق الخاص لأسامة بن لادن!! وعضوا في شبكة قرصنة صومالية.. مذنب في كل شيء بس ابعدوا عني الكلب ابن الكلب هذا.
خلال رحلة جوية مستمرة لـ19 ساعة يفقد كل مسافر أكثر من 11 مليون خلية من جلده!! ماذا يتبقى لي بعد ان أفقد كل تلك الخلايا في سبيل الوصول الى نيويورك!! فإذا افترضنا أن في الرحلة 180 راكبا كان مجموع “خسائرهم” مليارين من الخلايا الجلدية و180 ألف شعرة!! ما هذا التبذير؟ هل نيويورك تستاهل كل هذه التضحيات؟ تنزل في مطارها وقد فقدت اكثر من 11 مليون خلية من جلدك.. يعني تكاد ان تكون عاريا على الرغم من ملابسك الأنيقة؟ هذا ليس كل شيء فخلال الرحلة من سنغافورة الى نيويورك يفرز المسافرون 500 ملليلترا مكعبا من الروائح المختلفة و150 لترا من سوائل العرق، و… الطامة الكبرى أنهم ينتجون 144 لترا من غازات البطن، وما أدراك ما غازات البطن!! كل تلك البلاوي تظل محبوسة داخل الطائرة بمعنى ان كل مسافر يلتقط خلايا جلود الآخرين ويستنشق الغازات والرائح آنفة الذكر، وتخيل لو ان بالطائرة خمسة فقط يعانون من سوء الهضم وواحد مصاب بالسارس وثالث مصاب بانفلونزا الدجاج!.. وقد يحس المسافر بالملل ويضع سماعة على أذنيه لمتابعة برنامج تلفزيوني او مادة صوتية مسجلة، في هذه الحالة تتضاعف كمية الفيروسات في أذنه 3500 مرة!! هل ستضحكون على ابي الجعافر مرة أخرى لأنه يعترف بأنه يخاف ركوب الطائرات حتى من المنامة الى الدمام؟ كلنا نعرف ان في العجلة الندامة فلماذا يلهث بني البشر لتحقيق كل شيء على عجل، حتى صار أكل وجبة كاملة لا يستغرق اكثر من ثلاث دقائق؟
أخبار الخليج – زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com
ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان
هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة