وجدي الكردي

برضو ما رضيان تسامح؟!


[ALIGN=CENTER]برضو ما رضيان تسامح؟![/ALIGN] ما من (كلمة) غامضة تستفزني مثل (كلمة) الشاعر محمد يوسف موسى الشهيرة التي رفض صلاح بن البادية الإفصاح عنها وهو يغني: (كلمتي المست غرورك / وفرّقتنا يا حبيبي / مش خلاص كفّرت عنها/ بي تسهّدي وبي نحيبي)؟!
كثيرون سبقوني بالسؤال: ياترى ما الذي قاله محمد يوسف لحبيبته (عشان تزعل منو قدر ده)، و(تطلع زيتو بالهجران)؟!
وحين سأل الأديب عبد الجليل سليمان، شاعر الأغنية عن (كلمته التي مسّت غرورها)، في حوار نشرته (حكايات) قبل أشهر قال محمد يوسف موسى: (والله لو قلت ليك معنى الكلمة يمكن يخيب أملك ويطير الفي راسك). وأضاف صاحب الكلمة السحرية الغامضة: (دعني أقول لك شيئاً، أنا ضد شرح القصيدة، خاصة تفاصيلها الدقيقة كي لا تفتر ويضعف ما فيها من خيال، لذا أترك للمتلقي مساحة لتخيل الكلمة، كل يفسرها حسب حالته)..!
بمثل تلك الدبلوماسية و(البطن الغريقة)، هرب محمد يوسف من السؤال الذي حيّر العاشقين والشامتين و(المؤلفة قلوبهم) من الذين سمعوا (كلمة قريبة منها) في إحدى مدارج الحب وطرقاتها، و(عملو بيها ميتين)..!
فيا ترى ما (الكلمة) التي سمعتها عزيزي القارئ في أول محاولة (حب) إنتحارية قمت بها لتفجير (قلب) حبيبة عصية النوال؟!
أتراك ستعترف، أم ستلوذ بالصمت مثل شاعرنا الذي لم تغفر له دموعه رغم أنه كفّر عنها: (بي تسهّدي وبي نحيبي)؟!
ثم لماذا سكت شاعرنا عن تعسف حبيبته وقسوتها و(غلطاتها) إلاّ بعد إنهيار معسكر (كلمة العشق) على رأسه؟!
(لو في الكلمة أنا غلطان/ ياما انت قسيت وغلطت).
ترى لو أننا طرحنا مسابقة للقراء عن توقعاتهم لـ (الكلمة) التي قالها الشاعر لمحبوبته و(عملت فيهو البلاوي دي كلها)، و(وفرّقتنا يا حبيبي)، ترى ما الإجابة التي ستكون الأكثر تكراراً بين القراء تبريراً لرد فعل الحبيبة التي قال عنها:
(عشت معاك ليالي جميلة، ليالي حنينة كالأنسام / كنت معايا ولسع معايا، في أحلامي وفي الأوهام/ وتخاصمني عشان بس كلمة، ياما نظمت فيك كلام)؟!
وبقدر تعاطفي مع الشاعر محمد يوسف، لكني جد مبسوط من (نشافة الراس) غير المسبوقة للحبيبة التي لم تهزها واحدة من أجمل الأغنيات السودانية..
و…
وبرضو مارضيان تسامح يا صباحي وطبيبي؟!

آخر الحكي – صحيفة حكايات
wagddi@hotmail.com