تحقيقات وتقارير

ادركوا الشعب قبل أن يدركه الموت!!


بغض النظر عن الرأي المسبق في الحكومة السودانية أو المعارضة وزعاماتها التقليدية منها والمستحدثة، فإن المطلوب حالياً، كيف يمكن لهذه الأطراف مجتمعة، استثمار فرصة الدعوة إلى صناعة توافق وطني، يهتم بالمقام الأول بالسعي في إنجاز ما يلبي طموحات الشعب السوداني في الطمأنينة والعيش الرغد والدواء والكساء، بعيداً عن الدعاية السياسية والحزبية الرخيصة.
وإذا أمكننا أن نكون صرحاء، فإن السودان ليس في حاجة لربيع عربي، كذلك الذي تهب نسائمه في بلاد عربية قريبة وبعيدة، وذلك للاختلافات الجذرية بين تكوينات تلك البلاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ومتطلباتها وبين السودان، والذي يعتبر أول من صنع الربيع سواء أكان عربياً أو إفريقياً أو غير ذلك مما له صلة، ولكن السودان وأعني الشعب السوداني في حاجة ماسة لربيع في تنميته التحتية على كل الصعد وأولها الصناعة والزراعة والتنقيب والتعدين، والتي لا سبيل لاستغلالها قبل أن يتم بسط الأمن والاستقرار.
وحقيقة لا أحد يختلف حول أهمية أن يتم توفير الحرية والديمقراطية وشبيهاتها للإنسان السوداني، ولكن أعتقد أن ذلك لا يتأتى إلا إذا وفّرت للشعب أمنه وطمأنينته وقوته ودواءه وكساءه وتعليمه، مما يعني أن محاولة المزايدة واستثمار الوضع الاقتصادي المتردي وارتفاع الأسعار لصناعة ربيع عربي في السودان، لا يعني الشعب في شيء في ضرورياته الحالية، ولا يصبّ في مصلحة الوطن والمواطن، بقدر ما يمثل رغبة نخب تريد استثمار الوضع المتأزم، لتتولى السلطة ليبدأ الشعب السوداني حلقة جديدة من المجهول، ويدخل في نفق مظلم لا يدري أحد متى وكيف سيخرج منه.
إن الشعب السوداني صبر ما فيه الكفاية على الهرج والمرج السياسي والحزبي والشمولي، الذي تسيّد الساحة السودانية ردحاً من الزمان، لم يقبض خلالها إلاّ الهواء وبصيصاً من الأمل الذي تسعى بعض الجهات لاغتياله في مهده قبل أن يرى النور، لشيء في نفس يعقوب وليس للشيء في نفس الشعب السوداني الصابر.
وتبقى المسؤولية التاريخية لكل الأطراف بما فيها الحكومة السودانية والأحزاب التقليدية والجديدة، في مراجعة الطريقة التي يعامل بها بعضها البعض، والالتفات إلى رعاية مولود الدعوة لوفاق وطني حقيقي، هدفه الأول والأخير الشعب السوداني والوطن والتنمية والتعليم ليس غير ذلك، ذلك أن الشعب السوداني، يدرك تماماً موجهات الأطراف مجتمعة، ولكن أمنوا مسكنه وسدوا رمقه وعالجوه من سقمه وعلموه، ومن ثم دعوه يتنسم الحرية والديمقراطية، ويختار بشكل حضاري من يحكمه دون وصاية من جهة داخلية أو خارجية.
اللهم هل بلغت فاشهد.

فتح الرحمن محمد يوسف
صحيفة الصحافة
[email]asasi3333@gmail.com[/email]


تعليق واحد

  1. ادركوا الشعب قبل أن يدركه الموت!……..مات وأنتهى من زمااااااان يا حاج والمسؤليه السياسيه لا توجد لا في الاحزاب المعارضه ولا في الحكومات…عليه العوض ومنو العوض؟؟؟؟؟؟؟؟