فدوى موسى

اخترقونا.. اخترقونا


اخترقونا.. اخترقونا

لسان حال الساسة والسياسيين يلهج بعبارات المؤامرة والاختراق والدسائس حتى يبدو لك أن كل باحث سياسي عن مخرج من باب الحكومة أو المعارضة، هو «أن جهة ما اخترقتنا.. أو اخترقناها..».. تصريحاتهم وأحاديثهم ونجواهم تقول ذلك، ولكن خبر من باب الاختراق أزال فتور الاستسلام لذلك الاعتقاد متنه أن السلطات الأمنية بجبل أولياء ضبطت عربة حكومية.. أعد القراءة «عربة حكومية»، تابعة لوزارة تربية وتعليم ولائية ضمن الوفد الحامل لأوراق امتحانات الشهادة تحمل حوالي خمسين قندولاً للبنقو.. فهل ضربت شبكات الإتجار بالمخدرات بوابات الاختراقات لعربات الحكومة ودوائرها، وطالت المؤامرة قطاع العاملين بالمؤسسات كنوع من توسيع دائرة الاختراق والمؤامرة.. «لا عليك» لأن الأمر بات يحتمل أكثر من ذلك.. إنه حتى صار لو اجتمع شخصان في سر واجب الكتمان.. طارت به الآذان إلى مرافيء بعيدة.. وشنفت به الأفق وصار كل واحد منهما يشك في أن الآخر قد أذاع الخبر ليعم القرى والحضر.. أو كما قال الحاضر إن العالم أصغر من قرية، بل «العالم صار زنقة صغيرة» فاحترس أن تخترق مجال أحلامك رادارات الآخرين.

كيان السكج بكج

مبدأ استلام كل المناصب والمواقع ورئاسة كل كيان بواسطة منسوبي النظام، بات باباً توصد دونه طموحات الآخرين في الإسهام في النشاط العام.. حتى صار لسان حالهم في ما معناه «لو كان هناك كيان اسمه سجك بجك لوجدت منسوبي النظام يسعون لرئاسته وأماناته..».. ومن باب الرجاء الواعي نمني أنفسنا بإتاحة متنفسات استحقاق للناشطين في كافة مستويات النشاط العام والخاص حتى لا تختنق أجواء البلاد حنكاً وسخطاً يتفجر ويتنفس في ما يمضي في اتجاه الضرر والإضرار، لأن كبت مساحات النشاط وحصرها في وجوه وأشخاص دون إفساح المجال بنفس الحرية والذكاء المستوعب لرغبات وحاجيات البشر في حوى وطن واحد.. أو ما تبقى من وطن واحد قد يولد القنابل القادمة التفجر.. «وبلاش من نظرية السكج بكج».. وقليل من التنازل أفضل من المجابدة والمكارهة..
قدوم الطاحونة

حبوبتي لها بعض التعليقات المتفردة لا أعرف هل هي إيجابية أم سلبية، مثلاً في موجة فرض الحصار على ارتداء الحجاب في بعض الدول الغربية باعتباره ذا دلالة على الفروقات الدينية، أي أن هذه الدول لا تستحسن النقاب كلباس لكثير من المسلمات.. بذات القدر «حبوبتي» لا تستحسن النقاب مثلها مثل فرنسا، ويحضرني هنا عندما تنقبت قريبتي وجاءت إليها فما كان منها إلا وأن قالت لها.. «أنا وياك ما تمام لوما شيلتي قدوم الطاحونة دا من وشك..» ومن حينها ونحن نسمي «برقعة» الوجه بقدوم الطاحونة، ويبدو أن هذا «القدوم» يؤرق فرنسا كثيراً هذه الأيام.. صغيرتي مطلع الشهر طالبتني بشراء هذه «البرقعة» مشترطة إحضارها بحضوري للبيت ذاك اليوم.. ورغم تحفظي على ارتدائه بالنسبة لها.. إلا أنني آثرت رغبتها ومهمهمة في نفسي «خليها الصيف جاييها..».. لكنها خيبت ظني عندما ارتدت «القدوم» لمدة يوم واحد ثم نزعته.. بل جادت بذات القدوم إليّ.. وأنا أقول لها «خيارك في يدك وقدومك معاك».. وإنتِ وربك يا صغيرتي.. وهي تقول اتصورت بيهو للفيس بوك.

آخر الكلام:
العالم بمفهوم الحراك في المنطقة صار زنقة زنقة.. ومخترقاً ولا مجال إلا بتلبيس المواقف ببراقع الغطاء.. ولكن أوعك من برنامج المنافسة في السجك بجك ودع للآخرين متنفساً..«ودمتم»..

سياج – آخر لحظة – 17/4/2011
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]