عبد اللطيف البوني

ما هيتك الخائف عليها


ما هيتك الخائف عليها
عندما رفعت الحكومة سعر السكر ذات مرة على ايام نميري كانت هتافات الطلاب (يابوليس ما هيتك كم ؟ رطل السكر بقى بي كم ؟) اي ايها البوليس نحن نظاهر من اجلك لانك سوف تكتوي بزيادة اسعار السكر نسبة لراتبك القليل . يومها كان المرتب هو كل ما يتقاضاه عمال وموظفو الخدمة العامة فلو خرجت مظاهرة اليوم ورطل السكر في حالة زيادة (معذرة لناس المقاييس فاليد لم تقع بعد على النظام المتري حتى نقول كيلو جرام) فلن يكون الهتاف ذاته بل سيكون (يابوليس حافزك كم ) هذا اذا اعتبرنا حافز البوليس قليل طبعا ان هناك فئة في البوليس لديها حافز رهيب لاتحتاج معرفتها لصافرة

مناسبة هذة الرمية اننا نلحظ هذة الايام كثرة الكلام عن المرتبات ووصفها بالضئيلة وهي فعلا ضئيلة ولا ترهق الخزينة العامة ولكن المشكلة ايها السادة ليست في المرتبات التي تصرف اخر الشهر في (البى شيت) المشكلة في مخصصات الوظيفة اذا كانت دستورية المشكلة في الحوافز في حالة وظيفة الخدمة العامة وفي بدل السفريات وفي نثريات المكاتب وفي (ظروف) الاجتماعات وفي البدلات من وبدل وجبة الي بدل لبس الي بدل مواصلات الي بدل سكن و بدل حاجات تانية حامياني فهذة الاشياء في بعض المؤسسات تجعل المرتب يتوارى خجلا لابل هناك من يترك راتبه الرسمي لسائقه الخاص لان (التقيل ورا)

عندما تكون مخصصات الوظيفة الدستورية عربتين وما فوق واحدة للبيت الاول وثانية للبيت الثاني واخرى للمكتب واخريات لحاجات تانية حامياني ويكون المنزل مؤجر ب(خمة ) مال وصاحبه هو الذي تستاجره له الدولة ماذا يساوي هذا بالنسبة للمرتب . عندما يكون موظف الدولة له حقيبتان يسافر باحداها ثم يعود ليجد الثانية جاهزة للسفرية التالية وبدل السفرية (النثرية ) مئات الدولارات في اليوم الواحد وسمعنا من بمن كانت بدل سفريته خمسين يوما في الشهر .مثل هذا هل يسال عن المرتب ؟ (شن بتقولوا) عندما يكون الحافز مرتب 12 شهر في السنة ؟

فياجماعة الخير من فضلكم (ما تخمونا ) بحكاية المرتب دي فالمرتبات هي اضعف حلقة وهي التي تقع بردا وسلاما على خزينة الدولة علما بان هذة الدول تدفع( دم قلبها) في الخدمة العامة بشقيها المدني والعسكري (لندع الدستوريين جانبا ) ولكن المشكلة ان ماتبذله الدولة لايذهب في شكل مرتبات بل في شكل مخصصات وحوافز وبدلات وهذة تستاثر بها القيادات العليا في اي مرفق من المرافق . القيادات التي تمسك بالقلم الاخضر لاتمرر حافزا الا اذا كان اسمها في راس القائمة. لذلك تعملقت روؤس الخدمة العامة بينما الذين في اسفلها لاينالون الا الفتات وقد سبق ان وصفناها من قبل انها اشبه ب(العولاق) الذي جاء في الاهزوجة الشعبية التي تقول (راسه كبير / كرعيهو رقاق/ مما سموه سمو العولاق) عليه اذا كان الناس ينشدون الشفافية ويريدون القول ان ما يتقاضونه من الدولة اقل مما يتصوره الاخرون عليهم ان يكشفوا لنا عن مخصصات الوظيفة وليس المرتب فالمرتب (معروفة الفيهو) واكاد اجزم لو ان الاموال الخارجة من خزينة الدولة تذهب للمرتبات اي ليس هناك مخصصات وظيفه وكل هذة البلاوي لاصبحت الرواتب السودانية من اعلى الرواتب في العالم من اعلى السلم الوظيفي الي اسفله . (وقول اتنين

حاطب ليل
[email]aalbony@yahoo.com[/email]