الفاتح جبرا

جات سلامة


جات سلامة
الجيوب أنواع .. فالجيب فى الرياضيات هو النسبة بين الضلع (المقابل) لزاوية والوتر في مثلث ذو زاوية قائمة، أما جيب التمام فهو النسبة بين الضلع )المجاور) لزاوية والوتر في مثلث ذو زاوية قائمة ، أما الجيوب فى الطب فكثر فهنالك (الجيوب الأنفية) وهي فراغات مليئة بالهواء، تتصل بالتجويف الأنفي عبر فتحات خاصة، تقع ضمن عظام الجمجمةِ والوجهِ وهنالك ( الجيوب الجفنية) وهي كما يقول الأطباء أكياس دهنية تتشكل عند الجفن الأسفل، وهى نوع من الأنتفاخات التى تحدث نتيجة فائض الدهون .

أما أكثر الجيوب إزعاجاً وخطورة فهى (جيوب المقاومة) وهي مجموعات من الأفراد المسلحين المختفين فى أماكن متفرقة ينطلقوا منها لمهاجمة العدو الذى غالبا ما يكون (محتل) المدينة !

أما الجيوب التى علي الملابس فهي أشكال وألوان فهى تستخدم لحفظ المتعلقات الصغيرة وأهمها (الفلوس) ولعل أشهر الجيوب هو(جيب الساعة) وهو جيب يقبع علي الجهة اليمنى أعلى (الجلابية) الرجالية له فتحة صغيرة تسمح فقط بدخول أصبعي (الوسطى والسبابة) وقد كانت يستخدمة أباؤنا وأجدادنا فيما مضى لوضع (ساعة الجيب) وهى ساعة مستديرة قطرها أكبر من البوصة بقليل ذات (دلاية) تربط فى طرف الجيب وعلي الرغم من أن (ساعة الجيب) قد إندثرت إلا أن الجيب لا زال باقياً حتى تاريخه وقد وجد له المواطن وظيفة أخرى هي الإحتفاظ بالفكة الحديد و(الخمسميات) لزوم دفعها للكمساري عند ركوب المواصلات!

وتزدهر الجيوب عادة فى الاسبوع الأول من كل شهر بالنسبة للموظفون فى الارض حيث يبدو إنتفاخها واضحاً للعيان ثم لا تلبث أن (تكش) وتضمر بسرعة البرق بعد القيام بدفع (الجرورة) وحساب البقالة وسيد اللبن والجزار وبتاع الخضار والجمرة الخبيثة موية (الكهرباء جايااااكم) وإيجار البيت والشنو ما بعرف وكووولها كم يوم ويصبح الجيب خالي الوفاض وما فيهو (أبو النوم) !

أما (الجماعة) فقد تركوا إستخدام الجيوب وإستعاضوا عنها (بضهرية) العربية لأنو دى ما (قروش جيوب) هسه الجيب بتاع (الزول داك) بشيل بدل اللبس (بس؟) خليكم من بدل (العيدين) والإجازة ؟

مناسبة الكلام عن (الجيوب) دى شنو؟ أقول ليكم :

أوصاني أحد الأصدقاء أن أحضر له معي (جهاز موبايل) من دولة الأمارات التى زرتها مؤخراً وبسبب المشغوليات و(الزهايمر) فقد نسيت طلبه حتى إذا ما عدت إلى البلاد (تذكرت الطلب) فقلت في نفسى ما مشكلة (أشتريهو ليهو من هنا) وبالفعل إرتديت جلابيتى و(لفيت) عمتى وعلى شارع (الجمهورية) حيث بعض محلات الموبايلات ، كان الوقت ظهراً و(البرندات) تعج بالباعة والجمهور ، وأنا اسير أصطدم بي شخص يسير فى الأتجاه المعاكس حتى كدت اقع على الشخص الذى يسير خلفى والذى أمسك بى قائلاً :

– جات سلامة يا حاج جات سلامة !

واصلت سيري حتى وصلت إلى أحد المحلات قمت بإختيار أحد (الموبايلات) القيمة طلبت من البائع أن يضعه لى فى (علبته) ويغلفه لي (لانو هدية وكده) ، أدخلت يدي فى جيبى اليمين فوجدته خاوياً ، الشمال (خاوى برضو) ، جيوب (العراقى) نفس الشئ ، لم تطل حيرتي فقد خاطبنى البائع قائلاً :

– يا أستاذ إنتا جيبك ده (مشروط)

– (فى دهشة) : لكن الشرطو شنو ؟

– كدى يا أستاذ أحكى ليا مما نزلتا من العربية الحصل شنو؟

وقصصت له (مساري) وما كان من امر (التصادم) حتى إذا ما وصلت إلى حته الشخص الذى كان يسير خلفى وأمسك بى حتى سألنى البائع :

– مش قال ليك جات سلامة !!
كسرة :

قال أيه : جات سلامة …. والدنيا )أربعاء) وعقاب شهر !!

الفاتح جبرا
ساخر سبيل
[email]gabra-media@hotmail.com[/email]