المقالات

كاديلاك «سي تي إس ـ في» 2009: تتحدى مثيلاتها الألمانية.. وبسعر أكثر تهاودا


عندما قدمت شركة كاديلاك احدث سيارة رياضية تدخل السوق عام 2009، وهي «سي تي إس ـ في» (CTS-V)، اكدت انها تطرح في الاسواق «أفضل ما تكون عليه السيارات الاميركية»، وانها «تلبي رغبات عملاء كاديلاك الذين يريدون سيارة فخمة وديناميكية وبها الروح الاميركية». وفي هذا القول بعض التواضع فأحدث كاديلاك، تقدمها الشركة هي اقوى وأسرع سيارة كاديلاك في تاريخ الشركة حتى الآن، وأسرع سيارة صالون اميركية في التاريخ، وبذلك تشكل صرخة تحدٍ للألمان ونماذجهم الرياضية الاسطورية من امثال «إم 5» من «بي إم دبليو» و«إي 63» من مرسيدس بنز و«آر إس 6» من أودي.
وهي تتساوى في نسبة القوة الى الوزن مع مرسيدس «إي 63 أيه إم جي» التي تعتبرها بعض اوساط الصناعة اقوى صالون اوروبية. ولكن كاديلاك تتفوق عليها ليس فقط في الانجاز، وانما ايضا في بعض التقنيات وفي السعر الذي لا يتخطى 60 الف دولار. وهي تتفوق في الانجاز لانها تحمل الرقم القياسي على مضمار «نوربرغرنغ» الالماني الشهير بزمن سبع دقائق و59 ثانية ونصف الثانية، وهو اسرع زمن لسيارة صالون بإطارات عادية. وسجلت «سي تي إس- في» هذا الرقم في شهر مايو (ايار) الماضي. وهي اقوى كذلك من سيارة بي إم دبليو الشهيرة «إم 5» كما انها ارخص من اصغر سيارة رياضية من بي إم دبليو وهي «إم 3».
ويلاحظ من واكب مناسبة تقديم احدث كاديلاك رياضية للاعلام ان الحديث عنها من مهندسي ومصممي الشركة يختلف عما كان عليه الوضع في السنوات الاخيرة. فقد انتهت اللغة الاعتذارية عند المقارنة بالسيارات الالمانية وحل مكانها الفخر بالصناعة الاميركية وبإمكانات وتقنيات الشركة وتحدي الالمان في الأداء. والشعور العام هو ان الشركة تمر بمرحلة نهضة غير مسبوقة على رغم متاعب صناعة السيارات بوجه عام في عهد ازمة الائتمان. وتستعد الشركة لتدشين ثلاثة موديلات جديدة في العام الجديد، منها موديل «سي تي اس واغن»، وهي كاديلاك عملية وجيدة التصميم وأخرى كوبيه جذابة.
ولندع الارقام تتحدث عن نفسها: كاديلاك «سي تي إس ـ في» قوتها 556 حصانا، مع عزم دوران يبلغ 551 رطلا على القدم ومحرك سعته 6.2 لتر. وهو مزود بشاحن سوبر وبتشغيل ناعم يتناسب مع سيارة صالون تحمل علامة كاديلاك. ويدفع المحرك العجلات الخلفية مع امكانية نقل السرعات من على المقود وبإنجاز متكافئ بين الناقل اليدوي والاتوماتيكي. وتنطلق «سي تي إس ـ في» الى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في غضون 3.9 ثانية. ويتحقق هذا الانجاز سواء كانت السيارة مزودة بناقل يدوي او اتوماتيكي. ويمكن نقل السرعات يدوياً او من على المقود، مع ضوء يخبر السائق عن التوقيت المناسب لنقل السرعة. ويمكن الانطلاق بها الى سرعات تصل الى 190 ميلا في الساعة على الطرق المستقيمة، وبسرعة 175 ميلا في الساعة على الحلبات المستديرة. والمحرك هو نموذج مشابه في السعة والانجاز لذلك الذي يدفع احدث كورفيت من طراز «زد آر 1». ولكنه في كاديلاك يدفع سيارة سيدان اكبر حجما وأثقل وزنا وبها اربعة ابواب وخمسة مقاعد. ويمكن التعرف الفوري الى «سي تي إس ـ في» من الشبك الامامي اعلى وأسفل المصد الذي يضفي سمات رياضية على السيارة ويتيح المزيد من التبريد للمحرك. وهي تتخلص من الكروم وحواشي الزينة التي طالما ميزت سيارات كاديلاك في الماضي، وتأتي بوضع متأهب، خصوصا عند النظر اليها من الجانبين، مع خطوط تصميم خارجية نظيفة.
وطور مهندسو الشركة نظاما لادارة التحكم الديناميكي اسمه «بي تي إم»، يتيح للسائق ستة مستويات من التحكم يستطيع بها ان يختبر قدراته في المناورة، بدلا من اربعة مستويات في موديلات «سي تي إس» العادية. كما تأتي السيارة بأحدث إضافات الشركة على نظام التعلق وهو خاصية التحكم المغناطيسي التي تعتمد على سوائل تتغير درجة لزوجتها في اقل من الثانية بمرور تيار كهربائي فيها، لكي توفر التعليق المثالي لكل ظروف التشغيل الوثير او الرياضي.
وهي تستخدم مكابح قرصية مهواة من تصميم شركة بريمبو بقطر 15 بوصة اماما و14.7 بوصة خلفا وتتحكم بكفاءة في عجلات رياضية بقطر 19 بوصة.
التصميم الخارجي به تغييرات ملموسة في فئة «سي تي إس ـ في» بداية من الشبك الامامي ومن القبوة على غطاء المحرك المصممة لاستيعاب الشاحن السوبر. كما تحمل السيارة علامتها المميزة بحرف (V) الذي يدل على هويتها الرياضية. وتعتمد «سي تي إس ـ في» في الداخل على تصميم من اللون الاسود ومواد ذات ملمس مخملي مثل الشمواه، ومقاعد ريكارو رياضية يمكن ضبطها من 14 زاوية لكي تبقي السائق ثابتا في مكانه اثناء كافة المناورات. والمقاعد مكسوة بمادة «مايكروفايبر» تماثل الشمواه، لكنها تمنع الرطوبة وصعوبة الصيانة المصاحبة لجلود الشمواه العادية. وتستخدم الجلود في كسوة مقصورة السيارة وبطانة الابواب بالنوعية المعهودة التي تظهر دقة الحرفة اليدوية.
ويحتوي نظام الموسيقى على ذاكرة سعتها 40 غيغابايت لتخزين الاف الاغاني مع نظام ملاحة الكتروني يرتفع من لوحة القيادة عند الحاجة اليه. وهي تعتمد على نظام «بوز سرواند» الصوتي مع آلية بلوتوث للاتصال اللاسلكي الذي يربط الهاتف الجوال بنظام السيارة. وحتى وقت قريب كان من الصعب تصور منافسة كاديلاك للشركات الالمانية، لكن كاديلاك طرحت تجربة احدث نموذج لها للاعلام الدولي في ضواحي نيويورك وعلى مضمار مونتسيللو الشهير. وشاركت «الشرق الأوسط» في التجارب على ثلاثة مستويات مختلفة: المستوى الاول: التهادي في شوارع ضواحي نيويورك. المستوى الثاني: الانطلاق على المضمار بسرعات قياسية. المستوى الثالث: الجلوس الى جانب سائق محترف والارتقاء بمستوى التجربة الى افاق لا يمكن ان يعرفها السائق العادي. مشاركة «الشرق الأوسط» في تجارب السيارة جعلتها تخرج باستنتاج ان كاديلاك دخلت مرحلة جديدة من الثقة بالنفس استطاعت معها ان تنتج سيارة متفوقة بمعايير وافكار كاديلاك وليس تقليدا لاي سيارة اخرى او لمقارنتها بما ينتجه الاخرون. وكانت تجربة السيارة على مضمار مونتسيللو مماثلة لتجربة اقوى السيارات الرياضية بحيث ينسى المختبر تماما انه يجلس في سيارة صالون بأربعة ابواب. والانطباع الاساسي لدى قيادة هذه السيارة هو ان كاديلاك حققت بها المعادلة الصعبة في الجمع بين الانطلاق الرياضي والشعور بالفخامة في معايير متناسبة. وهي بالتأكيد تفوقت هذه المرة على المنافسة الاوروبية واليابانية ليس فقط بالتقنيات والانجاز وانما ايضا بالتسعير. وسوف تجد الشركات الالمانية خصوصا صعوبة في معادلة هذا الانجاز خلال العام المقبل، ولا نقول التفوق عليه.
هذا وسوف تطرح احدث كاديلاك رياضية في السوق الاميركية هذا الخريف، ويتبعها تصدير السيارة الى الشرق الاوسط في بدايات 2009.
وقد كشف كلاي دين، احد كبار مصممي الشركة لـ«الشرق الأوسط» ان كاديلاك تعمل ايضا على انتاج نموذج صغير الحجم تنافس به في قطاع يضم الان مرسيدس «سي كلاس» ولكزس «أي إس»، ولكنها لن تطرح في الاسواق قبل عامين على الاقل. كاديلاك «سي تي إس ـ في»:
ـ اهم المميزات: التصميم الداخلي، قوة الانجاز، السعر، المحرك.
ـ ابرز العيوب: توقيت الطرح في الاسواق في وقت ازمة الائتمان العالمية، بعض الالتزام بالخطوط التقليدية في التصميم الخارجي، وصعوبة انجاز قوتها الكامنة على الطرق العادية، فلا بد لاختبار قدراتها من مضمار رياضي